الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

تفكيك خلايا نسائية لداعش وتصفية قيادات خطرة بمخيم الهول السوري

عناصر تابعة لقوات
عناصر تابعة لقوات سوريا الديمقراطية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أنهت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، المدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، المرحلة الثالثة من عملياتها الأمنية "الإنسانية والأمن"، التي استهدفت تفتيش وتفكيك الخلايا النسائية النائمة بمخيم الهول بالحسكة السورية، التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، نتج عنها ضبط 85 عنصرا إرهابيا، وضبط أسلحة وذخائر وتدمير 5 أنفاق أسفل خيام المحتجزين، وتصفية المدعو "أبو سفيان اللهيبي" مسئول الخلايا النائمة بمخيم الهول.

لفتت نتائج العملية إلى ضرورة الانتباه لتحركات التنظيم الإرهابي وخططه التي ينتظر الفرص لتنفيذها وأبرزها الهجوم على المخيم من الخارج بمساعدة من الخلايا الداخلية للتمكن من إطلاق سراح المحتجزات داخل المخيم، وغالبيتها من زواجات العناصر الإرهابية برفقة أطفال هذه العناصر، والتي وضعها التنظيم وقودا لبقاء تنظيمه الإرهابي في المستقبل.

التحالف الدولي يعزز من تواجده بالمنطقة بالتعاون مع شركائه المحليين

وسرَّعت "قسد" من عملياتها في تمشيط مخيم الهول لتفكيك الخلايا النسائية النائمة خوفا من تواصلها مع العناصر الخارجية التي تخطط لهجوم محتمل مستغلة انشغال قسد والمنطقة في التوترات المتصاعدة مع القوات التركية المسيطرة على بعض المناطق المتماسة مع مناطق الإدارة الذاتية للأكراد، وأيضا مستغلة انشغال "قسد" مع التوترات المتصاعدة أيضا بسبب الهجوم على القواعد العسكرية الأمريكية من قبل الفصائل المسلحة الموالية لإيران في إطار الرد على واشنطن بسبب دعمها اللامحدود للعدوان الإسرائيلي على غزة، والذي دام لأكثر من ثلاثة أشهر ومازال مستمرا.

عززت قوات التحالف الدولي من تواجدها مع شركائها المحليين مثل قوات سوريا الديمقراطية، كما نفذت عددا من التدريبات المشتركة لمواجهة أي مخاطر محتملة، كما عززت قواعدها ببعض الإمدادات العسكرية واللوجستية، الأمر الذي جعل "قسد" تسارع بتنفيذ عمليات تمشيط في الرقة ودير الزور لاعتقال العناصر النشطة التابعة للتنظيم الإرهابي، كما تمكنت قوى الأمن الداخلي وقوات وحدة حماية المرأة التابعتين لـ"قسد"

قسد تؤكد أن مخيم الهول أكثر أمنا بعد العملية الأمنية

عملية "الإنسانية والأمن"
شرحت قوى الأمن الداخلي التابعة لـ"قسد"، في بيان لها، أن العملية الأمنية تأتي من إحساس قوى الأمن بالواجب الأمني والأخلاقي والإنساني تجاه سكان المخيم، وأيضا بناء على المعلومات التي حصلوا عليها من خلال اعترافات بعض عناصر الخلايا الذين تم إلقاء القبض عليهم حول عمل خلايا تنظيم داعش الإرهابي النّائمة، ومحاولاتها لتنظيم نفسها والاستفادة من انشغال القوّات العسكريّة والأمنيّة بالتصدّي لهجمات الاحتلال التُّركيّ والخلايا التَّخريبيَّة المرتبطة بالنِّظام السُّوريّ؛ أطلقت قوى الأمن الدّاخليّ وقوّات سوريّا الدّيمقراطيّة بمشاركة وحدات حماية المرأة، وبدعم ومساندة من قوّات التَّحالف الدّوليّ، المرحلة الثّالثة من عمليّة "الإنسانيَّة والأمن"، في أواخر شهر يناير الماضي، والتي استمرت لمدة 10 أيام.

وحول أداء بداية العملية، أكدت قوى الأمن الداخلي أنه جرى تمشيط وتفتيش كامل قطاعات المُخيَّم، وتم العثور على الكثير من الأجهزة والمواد المُتفجّرة بما فيها الألغام والعبوات النّاسفة والأنفاق والأحزمة الناسفة، والقبض على العشرات من عناصر الخلايا الإرهابية والمتعاونين معهم.

تشير المضبوطات وحجمها وكميات الأسلحة والذخائر والأحزمة الناسفة والمتفجرات والألغام المصنوعة يدويا، دليل واضح على عمل خلايا داعش الإرهابيّة للتَّحضير لعمليات كبيرة ضمن المُخيَّم ومحاولة السيطرة عليه، ويبيّن أيضا أهمية توقيت إطلاق المرحلة الثّالثة لهذه العمليّة الأمنيَّة. كما تمكَّنت قوى الأمن أثناء العملية من الوصول إلى الإرهابي المدعو "أبو سفيان اللهيبي"، الأمير المسؤول عن الخلايا ضمن المُخيم ومحيطه، والذي كان يُنسق العمليّات الإرهابيَّة ضمن المُخيَّم وخارجه، كما كان يُنسّقُ أيضا بين الخلايا ويخطّط لها لتنفّذ استهدافات داخل وخارج المُخيم، حيث تمكنت قوى الأمن من قتله، مع عنصر معه، بعد تحديد مكان اختبائه.

وحدات حماية المرأة تنجح في تحرير إيزيدية من قبضة داعش

تحرير إيزيدية من قبضة التنظيم الإرهابي
تمكنت قوى الأمن الداخلي ووحدات حماية المرأة من تحرير سيدة إيزيدية عراقية تدعى (كوفان عيدو خورتو) من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، بعد اختطاف دام لنحو 10 سنوات، بعدما هجم التنظيم الإرهابي على قريتها (حردان) في إقليم سنجار في أغسطس 2014.

إحدى أبرز الناجيات الإيزيديات هي الناشطة نادية مراد التي سجلت تجربتها في كتابها الشهير "الفتاة الأخيرة" التي رصدت فيه معاناة الإيزيديات، كما شرحت تفاصيل هجوم التنظيم على المنطقة، موضحة أنه أطلق "هجمات مفاجئة على عدد من القرى المجاورة، فقاد آلاف الإيزيديين خارج منازلهم نحو جبل سنجار، في حشود مترنحة مذعورة، سرعان ما تضاءلت حتى باتت خيطًا رفيعًا، وراءهم كان المسلحون يقتلون كل من يرفض اعتناق الإسلام، أو كل من كان على قدر من التعنت أو الإرباك أو يحاول الهرب، فأخذوا يلاحقون أولئك الذين مشوا ببطء وأطلقوا النار عليهم أو نحروهم". فكان ذلك جانبا مما تعرض له أهالي الإقليم من قسوة وإرهاب.

وفي أكتوبر الماضي، شهد قضاء سينجار افتتاح نصبا تذكاريا لتخليد مأساة إبادة الإيزيديين على يد التنظيم الإرهابي، الذي قتل الرجل والنساء المسنة، وسبى الفتيات لاغتصابهن وتوزيعهن على جنوده وقيادات التنظيم، كما أخذ الأطفال وضمهم إلى صفوفه بعد خضوعهم لعمليات تشويه ومسح وغسيل أدمغة. شُيد النصب التذكاري بدعم من قبل منظمة الهجرة الدولية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومبادرة نادية، وتم تشييده فوق مقبرة جماعية ضمت نحو ٨٠ امرأة مسنة بالإضافة لعدد من الأطفال.

قسد تؤكد أن تتبع مروجي الفكر المتطرف يقلل من تنامي داعش مستقبلا

تعقب مروجي الفكر المتطرف
لفتت قوى الأمن الداخلي، في بيانها المشار إليه، إلى أن الفكر المتطرف والأيديولوجية التكفيرية التي يتغذى عليها تنظيم داعش الإرهابي ما زالت موجودة ضمن المخيم، ويتم التَّرويج لها وزرعها في عقول الأطفال بشكل ممنهج، بهدف خلق جيل جديد من تنظيم داعش الإرهابي للاستمرار على هذا النَّهج الإرهابي الذي يُهدِّدُ العالم. وعليه؛ فقد ألقي القبض على كُلِّ من يقوم بنشر هذا الفكر المتطرّف والتَّكفيريّ وعلى رأسهم ما يسمى بـ"الشَّرعي الأوّل في مخيم الهول" الملقّب بـ"أبي عبد الحميد" الذي كان مسؤولا مباشرا عن نشر الفكر التَّكفيري وإصدار فتاوى القتل والتَّهديد ضد قاطني المخيم.

وتابعت أنها أنهت مهامها ومسؤوليّاتها في هذه العمليّة التي استمرَّت عشرة أيّام بانضباط وحساسية وحكمة بالغة، وراعت كُلَّ الظروف الإنسانيّة في المُخيَّم، ولنجاح العمليّة وإزالة الخطر عن المدنيّين؛ أنشأت قوّات العمليَّة موقعاً آمناً لإيواء السُكّان خلال عمليّات التَّطهير، وعلى الرُّغم من مطالبة إدارة المُخيَّم المُنظَّمات غير الحكوميَّة بتزويدها بالخيم الكافية لإيواء السُكّان بشكل مؤقَّت أثناء عمليَّة التَّطهير، إلا أنَّها لم تقم بدورها ولم تزوّد المُخيَّم بالإمكانات المناسبة لتخفيف معاناة القاطنين، حيث كان واضحاً أنه لم يكن هناك دعمٌ كافٌ من المُنظَّمات غير الحكوميَّة.

وأضافت أن تدني مستوى الاهتمام الدولي والقيام بمسؤولياته تجاه هذا الملف الخطير والمتصاعد ولا سيما المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية يجعل من حلّ هذه المعضلة أمراً بالغ الصعوبة ويترك الإدارة الذاتية ومؤسساتها الأمنية والعسكرية وحدهم في تحمل كافة الأعباء المتعلقة بمنع تعاظم الخطر الإرهابي في مخيم الهول وتقليل وحشية العمليات الإرهابية التي تنفذها خلايا التنظيم الارهابي ضد قاطني المخيم.

لقد قطعت عمليَّة "الإنسانيَّة والأمن" الطريق أمام مخطَّطات تنظيم "داعش" الإرهابيّ في تنظيم نفسه بقوَّة والسَّيطرة على مُخيَّم الهول ومحيطه، ليتمكَّن من تنفيذ عمليّات إرهابيّة ضمن المُخيَّم ومحيطه. إنَّ توفير بيئة آمنة ومستقرّة في مُخيَّم الهول هدفٌ رئيسي لنا، كما أنَّ إعادة عائلات داعش إلى بلدانهم أمرٌ في غاية الأهميّة، والتخلُّص من فكر تنظيم داعش الإرهابيّ سيجعل مُخيَّم الهول وسوريّا آمنة، وأيضاً سيجعل العالم أجمع في مأمن من إرهابه وشروره. 

وشددت الإدارة الذاتية للأكراد على أن انتهاء المرحلة الثالثة لعملية "الإنسانية والأمن" من تطهير مخيم الهول، ليس دليلا على توقف الأمن في تتبع العناصر الإرهابية وتفكيك الخلايا النائمة، وإنهاء حلم داعش في الاستحواذ على المخيم الذي يضم عوائله من النساء والأطفال المحتجزين، كما أن المزيد من العمليات سوف يتم التخطيط له بشكل دقيق ومركز وخاصة كلما دعت الضرورة إلى ذلك.