الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

"فاينانشيال تايمز": قطاع غزة يشهد وضعًا إنسانيًا غير مسبوق

1.4 مليون فلسطيني في رفح يواجهون القصف الإسرائيلي بلا مأوى

جانب من الأوضاع الإنسانية
جانب من الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس، بأن العمليات العسكرية المتواصلة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، منذ 4 أشهر، قادت إلى محاصرة أكثر من نصف سكان القطاع في قطعة ضيقة من الأرض، بين هجمات القوات البرية الإسرائيلية والهجمات البحرية من البحر الأبيض المتوسط.

وأكد التقرير على الوضع الإنساني غير المسبوق الذي يشهده قطاع غزة في العصر الحديث، مشيرًا إلى إعلان إسرائيل استهداف مدينة رفح في حملتها ضد حركة حماس، بعد هروب قادتها البارزين من الاعتقال.

ونقلت الصحيفة تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت يوم الاثنين الماضي، حيث قال: "إننا سنصل أيضًا إلى الأماكن التي لم نقاتل فيها بعد، وخاصة آخر مركز ثقل لا يزال في أيدي حماس؛ وهو مدينة رفح".

ووفقًا للصحيفة، يعيش نحو 1.4 مليون شخص في المدينة الحدودية الجنوبية، ويعانون بالفعل من ظروف قاسية وقصف متواصل، دون أن يكون لديهم مكان آخر يفرون إليه.

وذكر التقرير، أن شعور الخوف بالهجوم القادم يسيطر على مخيمات الخيام المترامية الأطراف في رفح، حيث تعيش معظم النازحين بعد تقدم الجيش الإسرائيلي من الشمال إلى الجنوب وهدم ما لا يقل عن نصف مباني القطاع.

وفي تصريح خاص للصحيفة، قالت إحدى السيدات، وهي أم لثلاثة أطفال، إن أطفالها كانوا يسألونها: "هل ستأتي الدبابات إلى رفح وتقتلنا كما فعلت في الشمال؟!"، مشيرةً إلى أنها فرت مع أسرتها من منزلها في شمال غزة وتعيش حاليًا في مدرسة تحولت إلى مأوى في غرب رفح. وأضافت: "أحاول أن أطمئنهم بأن ذلك لن يحدث، لكنهم يرون الخوف في عيني".

وفي سياق متصل، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء الماضي، من أنه إذا أرسلت إسرائيل جيشها إلى رفح، فإن ذلك سيؤدي إلى تفاقم الكابوس الإنساني بشكل كبير.

وعبر جوتيريش عن قلقه البالغ من التقارير التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي يعتزم التركيز بعد ذلك على رفح، مشيرًا إلى الضغط الهائل الذي يتعرض له مئات الآلاف من الفلسطينيين في بحث يائس عن الأمان.

بحسب التقرير الصادر عن الصحيفة، تظهر صور الأقمار الصناعية الحديثة وبيانات الرادار حجم الدمار الهائل الذي طال المباني ومقدار الضغط الذي يتعرض له سكان غزة في منطقة رفح، مما يجعل أي عمليات عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق في هذه المنطقة تثير قلقًا متزايدًا.

وفي سياق متصل، أبدت الطفلة لمى، التي تبلغ من العمر خمس سنوات، مخاوفها الشديدة من الوضع، حيث سألت والدتها بصوت مرتعد: "ماما، إذا ماتت هل ستدفنني هنا في رفح وتعودين من غيري وتتركيني وحدي؟"

ووفقًا لبيانات الرادار، فإن والدتها تجد صعوبة في العثور على مأوى آمن في الشمال، حيث تم تدمير ما يقرب من 80% من المنازل والمباني في تلك المنطقة من قطاع غزة.

خلال تقريرها، كشفت "فاينانشيال تايمز" عن تطورات حادثة اجتياح الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة، حيث طالب الجيش المدنيين بالتوجه جنوبًا عندما دخلوا المنطقة. واستجاب معظم المدنيين لهذا الطلب واتجهوا نحو مدينة خان يونس، ثاني أكبر مدينة في غزة ومعقل حماس.

وأشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت عملياتها في خان يونس في أوائل ديسمبر، في حين كانت المدينة مكتظة بمئات الآلاف من النازحين الداخليين، وتعرضت المدينة لدمار هائل بحلول منتصف يناير بعد تقدم القوات الإسرائيلية.

وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يعتبر رفح الملاذ الأخير لقادة حماس، ولذا قصف عدة مواقع في المدينة، بما في ذلك شن هجمات مكثفة في الأسبوع الماضي، فيما تجدر الإشارة إلى أن الضربات الجوية غالبًا ما تسبق المناورات البرية.

وخلال فترة الحرب، سعى سكان غزة إلى الاحتماء في منازلهم والفرار عبر طرق الإخلاء الخطرة للوصول إلى المستشفيات العاملة المتبقية، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في رفح، كانت الخيارات أقل توافرًا في ظل الظروف الصعبة، إذ تغيرت المدينة بفعل "طوفان النازحين" القادمين قسرًا من الشمال، حيث يعيش البعض في ظروف ضيقة شديدة ويتناوبون على النوم في شقق مزدحمة، ووصف أحد السكان الوضع بأنه "كالعيش في علبة سردين".

ويلجأ معظم النازحين إلى الخيام الواسعة الممتدة من الطرف الجنوبي الغربي للمنطقة، وصولًا إلى قرب البحر في الغرب.

وتعاني هذه المخيمات من نقص المياه الجارية وفيضان المراحيض، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الطعام الطازج بشكل كبير. تفرض إسرائيل حصارًا على القطاع منذ بداية الحرب، مما يجعل المساعدات المتاحة محدودة جدًا، حيث تعتمد السكان بشكل رئيسي على توزيعات متقطعة للمواد الغذائية والأدوية التي تقدمها منظمات دولية مثل الأمم المتحدة.

وفي وسط رفح، تشهد المحلات التجارية إغلاقًا شبه كامل، فيما يعيش عشرات الآلاف من الناس في الشوارع والأماكن العامة.

ويتزاحم الناس في الطريق الرئيسي الذي يمتد لخمسة كيلومترات، حيث تحولت المدارس، التي كانت تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إلى ملاجئ تؤوي الآلاف.