الجمعة 01 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

نسمة فتاة يتيمة تعول بنات شقيقتها من وجبات منزلية تبيعها عبر «فيس بوك»

نسمه السيد البدوي
نسمه السيد البدوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في زمن يتسم بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية، تبرز قصص الشجاعة والتفاؤل لتلقننا دروسًا قيمة في التصدي للظروف الصعبة. إحدى هذه القصص الملهمة تتعلق بفتاة يتيمة، تمر بتحديات الحياة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لكن بدلًا من الانكماش في وجع الفقد، قررت هذه الفتاة الشابة تحويل تلك التحديات إلى فرص لخدمة المجتمع ومساعدة الآخرين في مواجهة ظروفهم الصعبة.
من عاش المعاناة يشعر بغيره ممن ظروفهم صعبة ففتاة يتيمة تعمل وتنفق على نفسها وتساعد شقيقاتها تساعد الأيتام والأسر الفقيرة "نسمة السيد البدوي خليفة" ٣٠ عاما شابة يتيمة من واحة الخارجة بدأت تعمل في منزلها وتسوق منتجاتها عبر الفيس بوك لتنفق على نفسها وتعالج مرضها في القلب وفي العين.
نسمة، ٣٠ عاما، حاصلة على دبلوم تجارة عام ٢٠١١، يتيمة الأب والأم حيث توفى الأب يوم ٨ مايو ١٩٩٨ فيما لحقت به الأم في ٢٠ أغسطس ٢٠٢١، تاركة وراءها ٥ شقيقات و٣ أشقاء يواجهون مصيرهم في الحياة ما بين ظروف اجتماعية ومادية صعبة وبين ظروف العمل وصعوبة الحصول على وظيفة حكومية.
قالت "نسمة" بدأت أعتمد على نفسي منذ ٤ سنوات وذلك على عربة "كبدة" مع شقيقتي سلوى، وكان ذلك على الممشى السياحي شمال مدينة الخارجة، وبعدها أجد لنفسي وظيفة في المنزل من تجهيز وجبات طعام أو "أكلات بيتي" وأبيعها عبر الفيس بوك لأنفق على نفسي وعلى علاجي ومساعدة شقيقاتي حيث نعيش شقيقتان معا مع شقيقي الأكبر "أنور" في منزل الأسرة في حي "المتحف" بمدينة الخارجة وشقيقتي "سلوى" الأكبر لها فضل علىَّ في تعليمي مهنة الطبخ وإعداد وجبات الطعام المنزلية لننفق على نفسنا ونواجه مصاعب الحياة.
تقوم هذه الفتاة بتنظيم عمليات الطهي في منزلها، وتعكف بجد واجتهاد على إعداد وجبات لذيذة باستخدام المكونات الطازجة والصحية، من خلال هذا العمل الحيوي، تُظهر الفتاة يومًا بعد يوم أن العطاء ليس مقتصرًا على الأموال، بل يمكن أيضًا التعبير عنه من خلال الجهود الفردية والإرادة الصلبة، وأكدت "نسمة"، أنها تدين بالفضل لشقيقتها الأكبر سلوى في تعليمها مهنة الطبخ وبدأت منذ ٣ سنوات بالضبط في عمل مشروع منفصل لها في المنزل يتضمن إعداد وجبات شعبية مصرية منزلية وبيعها من خلال صفحة الفيس بوك التي تحمل اسمها سلوى السيد باللغة الإنجليزية وشهرتها «أصغر شيف في الخارجة».
تحمل هذه الفتاة اليتيمة شغفًا لا يُضاهى في مساعدة الآخرين، وبصمتها الخاصة، قررت أن تقدم مساهمة فعّالة في تحسين حياة الأيتام والفقراء في مجتمعها. ابتكرت فكرة رائعة تتمثل في إعداد وجبات طعام منزلية لذيذة، تقوم بتسويقها وبيعها، حيث يذهب ربع هذه المبيعات إلى دعم الأيتام والأسر المحتاجة.
تقول: "لم أستطع الحصول على وظيفة حكومية وظروف الحياة صعبة فبدأت أعمل في هذه المهنة لأنها "وظيفة في البيت مش بهدلة في الشارع"، وتتولى شقيقتي الكبرى "سلوى" مراعاة شئون بيت العائلة كشقيقة كبرى لنا جميعا، كما أعول وأساعد في تربية بنتين من بنات شقيقاتي لظروف انفصالهن ومعيشتهن مع أزواج لهن في بيوت منفصلة كما أتولى أيضا الإنفاق على نفقات ومصاريف علاجي، حيث أعاني من ثقب في القلب وأجرى عمليات جراحية في العين لوجود مشكلة في الإبصار بها حيث أجريت زراعة "عدسة"، وذلك مع مساعدة شقيقتي "سلوى" الكبرى لي.
وأضافت نسمة، لقد أصبحت مشهورة على جروبات الفيس بوك الخاصة بالمحافظة بالشيف الصغير وبحلاوة وجمال الوجبات التي أعدها وأكثر طلب يحبوه أهالي الخارجة هو وجبات الممبار أو تنظيفه وإعداده وأحيانا بيعه بعد نظافته فقط بينما يطلب مني حاليا وجبات منزلية كثيرة مثل المركونة البشميل والبوفتيك والرقاق المحشو لحوم وطبعا جميع أنواع المحاشي بالإضافة للأكلات الحديثة مثل رقاق بالبط مش باللحمة المفرومة وهناك وجبات حديثة حاليًا بدأ يطلبها أهالي الوادي الجديد مثل "الحمام المحشي بالجمبري"، و"الفراخ المدفونة في الملح"، أو "البط بالمورتة".
"يوم الفرحة" هو يوم يجري تنفيذه على الفيس لإدخال البهجة والسعادة والسرور على الأسر في الوادي الجديد، هذا ما أكدته "نسمة" حيث إنها تنفذ هذا اليوم بمعدل كل ١٥ يوما أو شهر لإدخال البهجة على أي أسرة يجري اختيارها بشكل عشوائي من الأسر الواحاتية وأقدم لهم وجبة غذائية متكاملة مجانا بدون أي مقابل وأحاول وأحرص دائما اختيار الأسر الأولى بالرعاية والأكثر احتياجا وخاصة الأيتام: "لأنني يتيمة وأشعر بهم جدا".
وأضافت نسمة، أنها كثيرا ما تجد أسرًا وأشخاصًا معجبين بالطعام والوجبات ولكنهم لا يملكون ثمنه أو سعره غالي عليهم، وعندها أقدم لهم هذه الوجبات بالمجان بعد التأكد من ظروفه المادية فعلا، أو أقبل بالسعر والمقابل المادي الذي يستطيع دفعه، فيما أتعرض لمواقف صعبة كثيرا جدا وهي استلام "أوردر" من ربة منزل أو سيدة وبعد الإعداد تتحدث على وجه غير لائق معي معترضة على الكميات وعدم تناسبها مع السعر وأضطر أتقبل سوء معاملتها معي حتى أبيع الوجبة بالشكل الذي يرضيها بالرغم أن الوجبات تبدأ من ٤٥ جنيها مثل المكرونة البشاميل باللحمة البلدي حيث لا أستخدم اللحوم البلدي في إعداد وجباتي إلا إذا طلب الزبون لحوم عادية، بينما أغلى وجبة هي كيلو البوفتيك حيث أبيعه بـ٣٧٠ جنيها فقط وبلحمة بلدي.
واختتمت "أتمنى من المحافظ أو أي مسئول أو رجل أعمال مساعدتي في تكبير مشروعي المتواضع" من خلال شراء معدات وأدوات وأجهزة كهربائية تساعدني في إعداد الوجبات المنزلية وتوفر لي الوقت والجهد.