الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تليفزيون البوابة

متحدث وزارة التعليم الفلسطينية لـ«البوابة نيوز»: استشهاد 4500 طالب وحرمان 620 ألفا من الدراسة.. وأكثر من 70 مدرسًا معتقلًا وقصف 280 مدرسة في غزة.. شاهد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد صادق الخضور المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية تعرض قطاع التعليم في غزة للهجمات العدوانية الإسرائيلية الغاشم يوميا وأن هذه الهجمات المستمرة لأكثر من 115 يومًا على التوالي ضد أكثر 2 مليون مدنى في قطاع غزة.
وأضاف في حواره لـ«البوابة نيوز» أنه حسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية فإن أكثر من 12 ألف طالب استشهدوا وأصيبوا في قطاع غزة والضفة جراء العدوان الغاشم واستمرار الاعتداءات الانتهاكات من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال؛ بالإضافة إلى استشهاد وإصابة ما يقرب من ألف كادر من المعلمين والمدرسين ناهيك عن التنكيل والاعتقالات والتي ارتفعت لحصيلته لـ 71 مُدرسًا تم اعتقالهم فى الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر. 
وكشف المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية تداعيات الحرب العدوانية على قطاع غزة والضفة الغربية وخسائر قطاع التعليم الذى تعمد الاحتلال قصفه وإعاقته رغم معاناته الفائقة قبل العدوان بسبب الحصار لأكثر من 17 عامًا... وإلى نص الحوار. 

متحدث وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في حواره مع «البوابة»

620 ألف طالب محرومون من الذهاب للمدارس

280 مدرسة تعرضت لأضرار بالغة في قطاع غزة 

■ بعد قرابة الشهر الرابع من العدوان.. هل يمكن إطلاعنا على آخر التداعيات السلبية على قطاع التعليم؟ 
بعد قرابة الـ ٤ أشهر على العدوان؛ فإن الحقيقة منذ بداية العدوان حُرم ٦٢٠ ألف طالب من الذهاب للمدارس التابعة لوكالة غوث أو المدارس الحكومية؛ فلدينا فى عزة ٣٠٧ مدارس حكومية تقريبًا تعرض منها ٢٨٠ مدرسة للأضرار متوسطة وخفيفة ولحقت الأضرار البالغة بنحو ١٠٠ مدرسة.. وقبل العدوان كان يوجد في قطاع غزة ١٣٥ مدرسة تعمل بنظام الفترتين صباحًا ومساءً لتكدس الطلاب وقلة الأبنية التعليمة؛ ولكن العدوان زاد من خروج العديد من المدارس عن الخدمة وهذا يضعنا في ضائقة كبيرة جدًا في الوقت الراهن وحال توقف العدوان. 

وعلى صعيد الخسائر البشرية حتى اللحظة؛ فإن أكثر من ٤ آلاف و٥٠٠ طالب استشهدوا وأكثر من ٢٣١ من الكوادر التعليمية استشهدوا أيضًا و٨ آلاف طالب جريح و٨٠٠ من الكوادر التعليمية جرحى؛ كل هذه الأرقام تضعنا أمام كارثة، وأود التنويه إلى أن هذه الإحصائيات تعكس جزءا صغيرا من الأرقام الكمية؛ ولكن هناك خسائر نوعية ولن تصل التقارير إلى فاقد الشغف التعليمي والجانب النفسي والاجتماعي للطلاب والصغار الذين فقدوا أسرهم ومنازلهم ويتواجدون في مراكز الإيواء دون أدنى مقومات الحياة والآن يتواجدون في الخيام في ظل طقس عاصف ممطر وبالتالي يتعانى نفسيتهم من أهوال العدوان... كل هذه المعطيات تضعنا أمام واقع صعب. صحيح أنه في سنوات سابقة وفى حروب سابقة تعرض التعليم في قطاع غزة لأزمات كثرة؛ ولكن عدوان السابع من أكتوبر هو الأشمل والأكبر والأعمق بكل المقاييس. 

استشهاد 4500 طالب و231 من الكوادر التعليمية.. و8 آلاف طالب جريح 

100 مدرسة توقفت عن العمل .. و33 ألف طالب محرومون من الدراسة في الضفة  

■ حسب الإحصائيات والمعطيات.. كم طالب تضرر من العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية؟ 
إذا تحدثنا عن قطاع غزة فحدث ولا حرج، فمن ناحية كل طلاب غزة فقدوا التعليم والتعلم فأكثر من ٦٢٠ ألف طالب حرموا من التعليم؛ ولكن هناك أطفال بالآلاف فقدوا منازلهم في غزة؛ أم في الضفة الغربية نتحدث عن انتهاكات مستمرة في الفصل الأول كنا نتحدث تقريبًا عن ١٠٠ مدرسة توقفت عن العمل في الشهرين الآخرين وتضرر ٣٣ ألف طالب بسبب توقف الدراسة بهذه المدارس منذ بدء العدوان؛ وفى الفصل الدراسي الثاني والذى بدأ قبل ١٠ أيام نجحنا مرة أخرى في تقليل عدد المدارس التي توقفت عن العمل بعد تبنى نظام التعليم المدمج على أن يكون الدوام ٣ أيام في الأسبوع ويومان إلكترونيًا ؛ ولكن هناك أضرار جسيمة طالت بعض المدارس منها ٤ مدارس في التجمعات تم إزالتها ولدينا مدرسة أخرى تحت إخطار الهدم النهائي؛ وفى الضفة الغربية المدارس التي تعانى بشكل واضح تتركز في منطقة جنوب نابلس والأغوار وهى مناطق تاريخية.

استشهاد 231  من الكوادر التعليمية فى غزة والضفة واعتقال 71 فردا من الكوادر التعليمية
المعلمون يقيمون الدروس التعليمية في مراكز النزوح والإيواء والخيام.. رغم شدة العدوان والقصف المستمر

■ هل لديكم إحصائية بأعداد الكوادر التعليمية التي تم استشهادهم؟ 
حتى الآن؛ أكثر من ٢٣١ من الكوادر التعليمية في قطاع غزة تم استشهادهم وفى الضفة الغربية مالا يقل عن 71 فردا من الكوادر التعليمية تم اعتقالهم؛ وفى الأساس الكوادر التعليمية يطالهم مثل ما يطال بقية الشعب الفلسطيني؛ لكن المدرسين والمعلمين حريصون كل الحرص على استكمال وتأدية رسالتهم تحت ضرب النار والعدوان الإسرائيلي في غزة حرص المعلمين على إقامة الفعاليات الرمزية في مراكز النزوح والإيواء والخيام لتعليم الطلاب والأطفال رغم شدة العدوان والقصف المستمر؛ ونواصل جهودنا على العودة مرة أخرى والتمسك بخيط الأمل لإنقاذ العام الدراسي الجديد وأي خطة سيتم وضعها لا تستطيع أنت تواصل البدائل الكامل ولكن نتحدث عن الحد الأدنى مما نستطيع توفيره حتى ينتهى العدوان. 

تضرر 280 مدرسة في غزة ولا نستطيع الوصول إليها بسبب العدوان والقصف
 

■ هل تمكنت وزارة التربية والتعليم من حصر المؤسسات والأبنية التعليمة التي لحقت الأضرار بها سواء في الضفة أو غزة؟ 
في ظل الوضع القائم واستمرار العدوان الغاشم على غزة والاعتداءات في الضفة الغربية يصعب الحديث عن الحصر الكامل الأضرار على المستويات كل التي لحقت بالمؤسسات التعليمية الفلسطينية على اعتبار أن بعض الأبنية المدرسية والتعليمية الـ ٢٨٠ التي تضررت لا نستطيع الوصول إليها بسبب العدوان والقصف، وكذلك الأطفال المفقودون تحت الأنقاض وكل هذه الأرقام هي مجرد أرقام وإحصائيات أولية ونتوقع أن تكون الأعداد أكثر ولكن صعوبة الموضوع الموجود بالفعل على أرض الواقع حتى أن أيام الهدنة الـ ٧ في منتصف العدوان لم تمكننا أيضا من الوصول لغزة لحصر الأضرار ما جعل هذه الأرقام حتى هذه اللحظة أرقاما أولية ومبدئية، ولكن لا نتوقع أنت تقل الأرقام عما يرد في تقاريرنا ونتوقع تفاقمها. 


■ كيف كانت وزارة التربية والتعليم تعمل قبل العدوان في ظل حصار فرض على غزة دام لـ أكثر من ١٧ عاما؟ 
هذا سؤال هام جدا.. ولابد التنويه إلى أن قطاع التعليم لم ينقطع عن غزة حتى أن التعليم كان يواجه أزمات عدة من بينها توريد وطباعة الكتب المدرسية والأثاث وكانت هناك أزمات متعددة إلا أن الوزارة واصلت دعم القطاع فى ظل سنوات الحصار حتى نظام الثانوية العامة والتعليم الاساسي. هذا الحال كان قبل العدوان ولن تغادر وزارة التربية والتعليم قطاع غزة سواء قبل أو بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم لأن التعليم يشكل قاسما مشتركا هاما جدا، ونأمل أن يكون هناك وحدة التعليم بعد توقف العدوان. 
ووزارة التربية والتعليم تسعى جاهدة حتى فيما يخص توريد الكتب المدرسة لقطاع غزة اتبعنا آليات أن يتم طباعتها داخل قطاع غزة بسبب الحصار الذى فرض لسنوات طويلة قبل العدوان أسوة بما يتم فى الضفة الغربية، وكل الأنشطة والفعاليات تتم بالشركة مع الوزارة. 
والآن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية شأنها شأن كل الوزارات والمؤسسات الحكومة بعد اتخاذ السلطة الفلسطينية واعتبار عام ٢٠٢٤ عام طوارئ تم تطوير خطط الطوارئ بهدف إفراد مساحة لضمان إدراج كل احتياجات قطاع غزة ضمن خطة وزارة التعليم ٢٠٢٤ ونواصل دعم غزة فى التعليم والمتبع منذ ١٧ عاما. 

الكلفة المالية لن تكون أعلى من الكلفة البشرية والإنسانية والنفسية بسبب العدوان الغاشم على الملايين في غزة


■ إذا توقع العدوان الإسرائيلي في الوقت الحالي كم تستغرق الوزارة لحصر الأضرار الناجمة عن العدوان.. وما هي توقعاتكم بشأن المبالغ المالية التي يحتاجها قطاع التعليم في غزة؟ 
التكلفة المالية بشأن تدارك آثار العدوان الإسرائيلي على قطاع التعليم في غزة هو شأن جهات الاختصاص وهذا يعتمد على حجم الأضرار الكارثية الناجمة عن العدوان ولكن بكل تأكيد في الكلفة المالية عالية جدا ولكن باعتقادي مهما كانت الكلفة المالية لن تكون أعلى من الكلفة البشرية والإنسانية والنفسية بسبب العدوان الغاشم على الملايين في غزة.. أما حصر الأضرار فليس سهلا أن نتمكن من حصر الأضرار الناجمة عن العدوان أو حتى سرعة استئناف العمل للدراسة مرة أخرى فى قطاع غزة بعد هذا الكم الهائل من الدمار وهذا يعتمد على حجم  الأضرار وتركز السكان ومتغيرات الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في قطاع غزة التي أعقبت العدوان.. ولكن استمرار العدوان يمنع الحديث عن الأمد الزمنى واسترجع الدراسة وحصر الأضرار والتكلفة، ولكن محاور العودة مرة أخرى يتضمن إعادة هيكلة البنى التحتية مرة أخرى وترميم المدارس. 
وعلى الجانب الآخر فإن فقد الآلاف من الأطفال والتلاميذ التعليم والحق فيه يعيقه أيضا محاولة الاستمرار إلكترونيا في ظل انقطاع الكهرباء والاتصالات والخدمات الأساسية الداعمة لأى وسائل اتصال والتعلم عن بعد يأتي هذا إلى جانب الأزمات والأضرار النفسية لطلبة ومعلمين وأسر عاشت ظلم العدوان وقهر الفقد للأفراد والممتلكات. 
كل هذه المعطيات تؤكد أن المهمة لعودة  الحياة مرة أخرى صعبة.. ولكن فى فلسطين لا نعرف المستحيل رغم أن الأضرار كما ونوعا لهذه الحرب تفوق كل التوقعات والآثار لأى عدوان سابق. 

التعليم في الضفة الغربية محفوف بالمخاطر في ظل الاعتداءات وقطع الطرق واعتقال الكوادر التعليمية 
المدرسون الفلسطينيون قابضون على جمر الوفاء


■ وماذا عن استمرار التعليم في الضفة الغربية في ظل اعتداء المستوطنين واعتداءات جيش الاحتلال على البنى التحتية؟ 
الأمور في الضفة الغربية ليست كما هي في غزة، ونسعى جاهدين لاستكمال الفصل الدراسي الأول رغم كل المعوقات والهجمات والاعتداءات على المؤسسات التعليمية من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال، وبدأنا الفصل الدراسي الثاني ونتبع الدراسة النظامية وحضور الطلاب للمدارس ولكن في المجمل يعتمد خطة الحضور الوجاهي في المدارس يومان والتعليم عن بعد ثلاثة أيام، ولكن هي مسيرة تعليمية محفوفة بالمخاطر في ظل هذه الاعتداءات خصوصا أن لدينا بعض المدارس التي لم نتمكن من العودة إليها وهى عدد محدود، بسبب قطع المستوطنين للطرق المؤدية إليها ووجود حواجز بين المدن والقرى والتي تصعب أحيانا وصول مئات المعلمين يومًا إلى مدارسهم، وهو الأمر الذى يجعلنا نتعامل مع الموضوع يوما بيوم ساعة بساعة نحاول بقدر الإمكان العبور بالفصل الدراسي الثاني إلى بر الأمان على أمل أن ينتهى العدوان فى قطاع غزة ونستطيع أن نعبر بالعام الدراسي في شطري الوطن مع الحفاظ على طبيعة كل منطقة. 
وفى ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد؛ منحنا مديري التربية والتعليم الموجودة في المحافظات المختلفة مرونة في اتخاذ القرار بما يتناسب مع طبيعة وأحوال المحافظة والمنطقة لأنه هو أكثر الأشخاص لديهم القدرة على اتخاذ قرار صائب يتماشى مع الطوارئ والظروف الاستثنائية.
وبكل تأكيد المعلمون في فلسطين قابضون على جمر من الوفاء يواصلون دورهم باقتدار في ظل ظروف استثنائية صعبة جدًا؛ ففي الوقت الذى يقوم المعلم في كل دول العالم بإيصال المعرفة وتبسيط المعلومة وشرحها يقوم المعلم في فلسطين بدور المعلم وحماية الطلبة وفى حال الاقتحامات يظل المدرس مع الطلبة ولا يغادر مدرسته يعمل جاهدًا من أجل حماية الطلاب ودعمهم والتأكد من سلامتهم وأمانهم. 
■ فى ظل هذه الظروف.. هل لدى الوزارة القدرة على الوفاء برواتب المعلمين؟ 
عدم انتظام الرواتب في التربية والتعليم الفلسطينية ليس بجديد؛ وهو منذ الأمد بسبب الحصار المالي المفروض على السلطة الفلسطينية الوطنية من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ ففي فلسطين يحصل المعلم على راتب مجتزأ ونحن ندرك جيدًا أن المعلم شأنه شأن أي مواطن يحمل فوق كتفية التزامات مالية وأسرية؛ ورغم الأزمة المالية والحصار لا يمكن أن نغفل عن الدور الهام جدًا والمشرف للمعلمين والمدرسين الذى يواصلون عملهم؛ والمؤكد أن الحصار المالي فرض ظروفا قاسية على مجمل حياة المواطنين في فلسطين.