الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

فاينانشيال تايمز: تقاعد "شيه" و"كيري" بداية جديدة لمفاوضات المناخ بين الولايات المتحدة والصين

جون كيري
جون كيري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم السبت، أن تقاعد مبعوث الصين للمناخ شيه تشن هوا، واعتزام جون كيري، المبعوث الأمريكي لشئون المناخ، التنحي عن منصبه لدعم الرئيس جو بايدن في حملته الانتخابية؛ يمثل بداية فترة جديدة في مفاوضات المناخ بين الولايات المتحدة والصين، وينهي ثلاث سنوات كانت تتسم بالاضطراب في كثير من الأحيان بين أكبر دولتين مسببتان للتلوث في العالم.


وذكرت الصحيفة في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الالكتروني اليوم أنه على الرغم من العلاقة الطيبة بين شيه وكيري إلا أنهما مُنعا كثيرًا من الاجتماع بسبب العلاقات المتوترة بين بلديهما، مشيرة إلى حقيقة أن شيه (74 عامًا) تقاعد من منصبه في نهاية العام الماضي بعد أن تعافى من سكتة دماغية، بينما أخبر كيري موظفيه - نهاية الأسبوع الماضي - أنه سيتنحى عن منصبه كمبعوث أمريكي للمناخ لدعم الرئيس بايدن في الحملة الرئاسية الأمريكية، وقال إنه تحدث - مرة أخرى الأسبوع الماضي - مع صديقه الصيني في مجموعة عمل مشتركة حول تقييم الإنجاز الرئيسي لتعاونهما؛ حيث اتفقا على اتخاذ إجراءات صارمة ضد انبعاثات غاز الميثان، الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم الناجم عن استمرار استخراج وحرق الفحم والنفط والغاز.
وأوضحت الصحيفة أنه كثيرا ما يعزو المحللون السياسيون الصداقة بين شيه وكيري إلى التقدم الذي أحرزته بكين وواشنطن بشأن سياسة تغير المناخ الخاصة بكل منهما، حتى مع تصاعد التوتر بشأن النشاط العسكري الصيني حول تايوان واكتشاف "بالون التجسس" الصيني فوق الولايات المتحدة.


وقال جيك شميدت، أحد كبار مديري برنامج المناخ الدولي في مركز أبحاث الدفاع عن الموارد الطبيعية (NRDC): "إذا لم يكن كيري وشيه في منصبيهما، فبالنظر إلى كل المشاحنات الجيوسياسية الأخيرة، لم تكن هناك طريقة لنكون قريبين مما نحن فيه الآن". 
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأيام التي سبقت قمة الأمم المتحدة للمناخ كوب-28 التي انعقدت مؤخرًا في دبي، توصلت الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق رئيسي، أطلق عليه اسم بيان "صني لاندز" نسبة إلى مكان انعقاد اجتماع المؤتمر في ولاية كاليفورنيا، حيث تعهدتا "بتسريع استبدال" الوقود الأحفوري بالطاقة الخضراء. 
واعتبر خبراء المناخ الوعد بزيادة المستوى العالمي لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030 وإدراج المزيد من الغازات الدفيئة مثل الميثان في حسابات تغير المناخ علامة جيدة على التقدم.
لكنهم أشاروا، مع ذلك، إلى أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به إذا كان أكبر مصدرين للتلوث في العالم سيقودان العالم إلى هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين والحفاظ على مستوى 1.5 درجة مئوية بشكل مثالي.
وقالت إيلاريا مازوكو، خبيرة المناخ الأمريكية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن - في تصريح للصحيفة - "إذا قرأت اتفاق "صني لاندز"، فهو أمر رائع بالنظر إلى نقطة البداية أو خط الأساس.. لكن الأمر يتعلق بالتنسيق وليس التعاون الفعلي".
وكانت التوترات بين الولايات المتحدة والصين سببًا في كثير من الأحيان في عرقلة التقدم في مجال المناخ خلال فترة ولاية كيري الأخيرة في منصبه، على الرغم من إصراره على ضرورة عزل التعامل بين الولايات المتحدة والصين بشأن تغير المناخ عن العلاقة الجيوسياسية الأوسع.. حسب قول الصحيفة.
ومُنع الدبلوماسيون من كلا البلدين من الاجتماع لمدة عام تقريبًا عندما قطعت بكين محادثات المناخ ردًا على رحلة رئيسة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي إلى جزيرة تايوان في أغسطس من عام 2022. وكان كيري ثالث مسئول أمريكي يزور الصين الصيف الماضي في محاولة لاستئناف المحادثات، بينما سعت واشنطن لتحقيق الاستقرار في العلاقة الأوسع التي باتت تتدهور بسرعة.
وفي كل قمة من قمم المناخ التي عقدتها الأمم المتحدة على مدى السنوات الثلاث الماضية، بما في ذلك قمة المناخ قبل الماضية التي استضافتها مصر، كان كيري وشيه يمضيان ساعات طويلة معًا للتحدث والتشاور مع استمرار المفاوضات في الساعات الأولى من الصباح، واستمرت الجهود العالمية في هذا الملف تمضي قدمًا رغم كل التحديات حتى توصل مؤتمر دبي أخيرًا إلى اتفاق بين ما يقرب من 200 دولة بشأن "الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري"، في قرار أشاد به كيري ووصفه بالـ "تاريخي".
وفي حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا الأسبوع، أشار كيري إلى أن مؤتمر دبي كان أول مؤتمر أطراف يخصص له يوم كامل من المفاوضات لمعالجة مشكلة غاز الميثان، وقال كيري لصحيفة "فاينانشيال تايمز" في دافوس إنه وشيه "يبذلان كل ما في وسعهما للبقاء على اتصال وثيق للغاية؛ وأنهما سيواصلان العمل في المؤسسات المعنية لإقامة تعاون أخضر"!.