الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

إن بي سي نيوز: تايوان تتحدى الصين وتنتخب رئيسا جديدا "مثير للمشاكل".. ومحلل سياسي: لن يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى تعبر بكين عن غضبها

صندوق اقتراع
صندوق اقتراع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انتخب المواطنون في تايوان، لاي تشينج تي، رئيسا مقبلا لهم، متحدين تحذيرات بكين بعدم دعم مرشح وصفته بأنه انفصالي و"مثير للمشاكل"، بحسب ما ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية.

خيار بين الحرب والسلام

ويمكن للانتخابات، التي وصفتها الصين بأنها "خيار بين الحرب والسلام"، أن تختبر الجهود الأخيرة التي بذلتها بكين وواشنطن لإصلاح العلاقات بينهما والتي تراجعت في السنوات الأخيرة إلى أدنى مستوى لها منذ عقود. 

ويعد وضع تايوان، وهي واحدة من أقوى الديمقراطيات في آسيا، من بين أكثر القضايا حساسية بين القوتين العظميين، وسيتحول التركيز الآن إلى أي استعراض محتمل للقوة من قبل بكين ردا على ذلك.

وتدعي الصين أن تايوان هي أراضيها ولم تستبعد استخدام القوة ضد الجزيرة، في حين أن الولايات المتحدة هي أهم داعم دولي لتايوان. 

ويؤيد غالبية سكان تايوان البالغ عددهم 23 مليون نسمة الحفاظ على الوضع الراهن، ولا يريدون إعلان الاستقلال رسميا ولا أن يصبحون جزءا من الصين.

ويمدد فوز لاي تشينج تي حكم الحزب الديمقراطي التقدمي الذي دام ثماني سنوات، والذي يعتبر الأقل ودية تجاه بكين. 

وتدهورت العلاقات بين تايوان والصين في عهد الرئيسة تساي إنج ون، التي انتخبت لأول مرة في عام 2016.

وكان الناخبون في تايوان، وخاصة الشباب منهم، مهتمين ليس فقط بالسياسة تجاه الصين ولكن بالقضايا الاقتصادية مثل البطالة وتكاليف الإسكان المرتفعة وعدم المساواة في الدخل.

وفاز لاي تشينج تي بنسبة 40٪ من الأصوات، مقارنة بـ 33٪ لأقرب منافسيه. 

وهذه هي المرة الأولى منذ ما يقرب من 30 عاما كدولة ديمقراطية أن تشهد تايوان فوز نفس الحزب السياسي بثلاث فترات متتالية. 

ولكن الحزب الديمقراطي التقدمي فقد السيطرة على الهيئة التشريعية، والتي يقول الخبراء: إنها قد تقيد خيارات سياسة لاي تشينج تي.

وفي مؤتمر صحفي بعد فوزه، قال لاي تشينج تي إنه سيواصل السياسة الخارجية والدفاع الوطني بما يتماشى مع سياسات تساي إنج ون. 

وقطعت الصين الحوار المباشر مع تايوان بعد انتخاب تساي إنج ون في عام 2016، ورفضت عروض المحادثات مع لاي تشينج تي أيضا.

وقال لاي تشينج تي، البالغ من العمر 64 عاما، والذي سيتولى منصبه لمدة أربع سنوات اعتبارا من 20 مايو المقبل، إنه يأمل أن "تدرك الصين أن السلام وحده هو الذي سيفيد جانبي المضيق، وبالإضافة إلى ذلك، يعتمد السلام والاستقرار العالميان على السلام في مضيق تايوان. نأمل أن تتفهم الصين الوضع، لأن الصين تتحمل أيضا مسؤولية".

وتم الترحيب بانتصار لاي تشينج تي في الولايات المتحدة، وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في بيان هنأ فيه لاي تشينج تي، أن بلاده "ملتزمة بالحفاظ على السلام والاستقرار عبر المضيق".

وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، عبر حسابه على "إكس" (تويتر سابقا)، إنه سيطلب من رؤساء لجان مجلس النواب ذات الصلة قيادة وفد إلى تايوان بعد تنصيب لاي تشينج تي في مايو المقبل.

وقال البيت الأبيض هذا الأسبوع: إنه بعد الانتخابات، سترسل الولايات المتحدة وفدا غير رسمي إلى تايوان، فيما قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الزيارة ستكون محاولة لإدارة التوترات ومنع الصراع غير المقصود.

وكشف بايدن، أن واشنطن لا تدعم استقلال تايوان، وذلك بعد أن رفض الناخبون التايوانيون تحذيرات الصين بعدم التصويت للحزب الحاكم ومنحوه فترة رئاسية ثالثة.

وتابع الرئيس الأمريكي: أن بلاده تدعم الوضع القائم عبر مضيق تايوان، والذي ينص على أن تايوان ليست جزء من الصين، ولكنها ليست دولة مستقلة أيضا.

وأكد بايدن أن الولايات المتحدة "ستستمر في دعم تايوان وتردع أي عدوان ضدها".

وأضاف أن بلاده "تلتزم بسياسة واحدة للصين، لكنها تدعم أيضا الوضع القائم عبر مضيق تايوان".

وأشارت الشبكة إلي أن السؤال الآن هو كيف سترد الصين علي فوز لاي تشينج تي بالانتخابات الرئاسية. 

وكانت قد أطلقت بكين في الماضي صواريخ ونظمت مناورات عسكرية ردا على التطورات في تايوان، وقد يؤدي انتصار لاي تشينج تي إلى استعراض آخر للقوة.

معاقبة تايوان

وقال الخبير في الشأن الصيني كريج سينجلتون، في تصريحات نشرتها الشبكة، إن الزعيم الصيني شي جين بينج "من غير المرجح أن يقبل هذه الهزيمة بسهولة."

وأضاف: "ربما لن يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى تعبر بكين عن غضبها من النتيجة، وقد يكون ردها سريعا وشديدا،" ومن ضمن الإجراءات التي من الممكن أن تتخذها الصين، عقد تدريبات عسكرية، وفرض قيود تجارية جديدة على الشركات التايوانية، وشن هجمات إلكترونية مكثفة على البنية التحتية التايوانية.

وقال دانيال راسل، نائب رئيس الأمن الدولي والدبلوماسية في معهد سياسة مجتمع آسيا ومقره ولاية نيويورك الأمريكية، في تصريحات نشرتها الشبكة، أنه في حين أن الصين قد تميل إلى "معاقبة" تايوان، إلا أنها مترددة أيضا في استفزاز لاي تشينج تي أو واشنطن.

وقال بعض الناخبون الذين قاموا بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، والتي بلغت نسبة المشاركة فيها أكثر من 70٪ للشبكة إن علاقة تايوان بالصين كانت من بين القضايا التي كانوا أكثر قلقا بشأنها.

ورفضت الصين نتيجة انتخابات تايوان، قائلة إن الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم لا يمثل الرأي العام السائد في البلاد، بحسب ما ذكرت شبكة "سي ان بي سي" الأمريكية.

وقال تشن بين هوا، المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان التابع لمجلس الدولة الصيني، بعد فوز لاي تشينج تي بالانتخابات الرئاسية، أن تايوان تابعة للصين.

وأضاف: "لا يمكن لهذه الانتخابات أن تغير النمط الأساسي وتطور العلاقات عبر المضيق، ولا يمكنها تغيير الرغبة المشتركة للمواطنين على جانبي مضيق تايوان في التقرب،" وفقا لوكالة أنباء "شينخوا".

وأوضحت "سي إن بي سي"، أنه من المرجح أن تشكل نتيجة الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تايوان موقف الصين تجاه الجزيرة، بينما تؤثر أيضا على العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، والأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.