الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

النسخة الـ55 لمعرض الكتاب.. الجمهور يتخوف من غلاء الأسعار.. ودور النشر تأمل في تخطي الأزمة.. حلول هيئة الكتاب متنفس للقرَّاء.. القضية الفلسطينية محور الاهتمام

النسخه 55من معرض
النسخه 55من معرض الكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

 

معرض الكتاب 


أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق الدورة الـ 55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، التي تشكل هذا العام حالة خاصة بكل المقاييس لأسباب مختلفة منها أزمة غلاء الأسعار التي يترتب عليها ارتفاع اسعار الورق، وبالتالي ارتفاع اسعار الكتب الأمر الذي يشكل صعوبة للفئة محدودة الدخل، التي ربما يصعب عليها عملية الشراء في ظل  أزمة ارتفاع الأسعار، وكذلك الأحداث التي يمر بها العالم من ناحية اخرى 

وخلال الشهور الماضية جرت على الساحة الكثير من الاحداث التي خلقت منظورا جديدا في عملية التفكير، حتى في الأولويات  كان آخرها الحرب التي تجري حاليا في غزة ومن قبلها حرب أوكرانيا وروسيا الى جانب الحرب في السودان وغيرها ، كل هذا يدفع القراء الي تغيير ترتيب أولوياتهم في الكتب التي يبحثون عنها في معرض الكتاب المقبل والتي تطرحها دور النشر المختلفة في المعرض 
 البوابة نيوز في هذا الملف تطرح العديد من الأسئلة امام المفكرين والكُتاب وأصحاب دور النشر لمعرفة كيف يواجهون ازمة غلاء الاسعار وارتفاع اسعار الكتب وجذب الجماهير الى المعرض كما كان يحدث في السنوات الأخيرة ، هل سنجد الاقبال على المعرض كما كان من قبل أم أن الجمهور سيكون له رأي آخر، وهل تآكلت  فئة قراء الكتاب الورقي بعد الغلاء؟،وهل يتمسك القراء بهوايتهم المفضلة في ظل هذه الظروف، ما هي الموضوعات والقضايا التي تفرض نفسها هذا العام وتدفع القراء للإقبال والمشاركة؟
الهيئة العامة للكتاب في كل دورة تستعد بتقديم كل ما هو جديد ليواكب التطور التكنولوجي وإشباع محبي القراءة  وتحقيق غايتهم في عرسهم السنوي الذي يتكرر كل عام مرة ، ففي العام الماضي استحدثت الهيئة محور صُناع المحتوى "اليوتيوبرز"، والذي استضاف طوال أيام المعرض مجموعة من الشباب الذين حققوا نجاحات إيجابية من خلال تجاربهم عبر السوشيال ميديا، لوضعها بين يدي الحضور من جماهير المعرض، كخطوة لمن يريد صناعة مشروعه الخاص بمحتوى يفيد في ما يقدمه للبشرية ، إلى جانب ذلك طرحت عددا من المبادرات  منها مبادرة تحت مسمى " الثقافة والفن للجميع" والتي من خلالها تقدم إصدارات بأسعار مخفضة تبدأ من 1 جنيه حتى 20 جنيهًا،  لتشجيع زوار المعرض على اقتناء الكتب والقراءة.
ومع اقتراب الدورة الـ 55 من معرض الكتاب  من انطلاقها يأمل الجمهور العاشق للقراءة أن يرى مبادرات جديدة من الهيئة العامة للكتاب ومن دور النشر المختلفة خاصة في ظل ارتفاع موجة الأسعار مع بداية العام الجديد ، وهو الأمر الذي يمثل تحديا كبيرا في أن يظل الإقبال على فعاليات معرض الكتاب بنفس الدرجة في الأعوام السابقة. 
 التمسك بالهوية 
 

الدكتور حسين حمودة

في البداية يقول حسين حمودة أستاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة: إن معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الجديدة هذا العام، يستعيد العرس الثقافي الكبير الذي تشهده القاهرة بشكل دوري كل عام، بمشاركات كبيرة مشهودة، عربية وعالمية. ويختار المعرض شخصيتين لدورته هذه: سليم حسن ويعقوب الشاروني، اللذين ينتمي نتاجهما إلى مجالين مهمين: التاريخ المصري القديم وأدب الأطفال. وبجانب هذا، في هذه الدورة، أعلنت الهيئة، برئاسة  الدكتور أحمد بهي، عن نشر كتب كثيرة في عدد من السلاسل الجديدة المهمة
يرى حمودة أن هناك قدرا ما من التغير على مستوى معدلات الشراء، بعد موجة الغلاء الحالية ولكن بما لا ينفي تراجع توزيع الكتب بوجه عام.. فهناك كتب لا تزال معقولة  في أسعارها، والمعرض كما نعرف جميعا يشهد أنشطة أخرى، ثقافية وفنية متنوعة، بجانب توزيع الكتب، تجعل الإقبال مشهودا على المعرض، وغير مرتهن بشراء الكتب فحسب
وحول تمسك القراء بهواياتهم المفضلة هذا العام، والموضوعات والقضايا التي تفرض نفسها في دورة المعرض الجديدة، يوضح حمودة  أن الهوايات تظل كما هي دائما عند أصحاب هواية القراءة، ولا تتأثر بالمتغيرات حتى وإن اتجهت القراءات في وجهة بعينه، ولكن يمكن التفكير في احتمال وجود قدر من الإقبال المتزايد على شراء أعمال الدكتور سليم حسن بحكم إلقاء الضوء على هذه الأعمال في هذه الدورة، وربما أيضا يمكن أن يكون هناك إقبال من بعض القراء على شراء الكتب المهتمة بالقضية الفلسطينية التي تصاعد حضورها، ومتابعتها، بعد العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة خلال الشهور الأخيرة، والذي لا يزال مستمرا حتى الآن
مصير الكتاب الورقي 
 

الشاعر وليد حشمت 

في حين قال الشاعر وليد حشمت ، ان قراء الكتاب الورقي  في تناقص بعد موجة غلاء اسعار الورق وتوافر الكتب بشكل مجانى أو بأسعار زهيدة بالمقارنة بالكتاب الورقي على مواقع الشبكة العنكبوتية، لكن طبعا هناك فئة - رغم قلتها - مازالت تتمسك بأهمية الكتاب الورقي ولا يستغنون عنه لأنه  يمثل لهم حالة مزاجية خاصة خصوصا الجيل السبعيني وما قبله مثلى.
وأضاف حشمت أنه يرى أن أهم الموضوعات التي تفرض نفسها هذه الدورة هي القضية الفلسطينية وتداعياتها والإبادة الجماعية والوحشية التي يقوم بها الكيان الصهيوني الغاصب وبالتالي اعتقد ستكون الأعمال الأدبية او التاريخية او الفكرية الخاصة بهذه القضية والأحداث.
 

الروائي ابراهيم عبد المجيد 

يقول الروائي إبراهيم عبدالمجيد : أسعار الكتب في مصر زادت  بسبب ارتفاع أسعار الورق وأسعار الطباعة، والحل لمثل هذا الأمر هو إعفاء أسعار الورق من الضرائب مثلا، فنحن نردد أن القراءة على المواقع الإلكترونية صارت منافسا للكتاب الورقي وهذا صحيح، لكن نحن نساهم بعدم التدخل لإنقاذ الكتاب الورقي من تفوق المواقع الإلكترونية، وننسي أن القطاع الأكبر من القراء لا يزال يفضل الكتاب الورقي.
بيًن عبدالمجيد أن المعرض صار في منطقة بعيدة، فعلى الرغم من أننا نجد كل عام زحاما كبيرا وطوابير على أبواب معرض الكتاب ونتخيل أن هذا شيء عظيم إلا أن ذلك لو قارناه بعدد السكان فلن يكون مناسبا، فأعداد السكان تضاعفت من أربعين مليونا ذلك الوقت، إلى أكثر من مائة مليون، فكيف يكون الزحام أكثر! فقياس نسبة عدد الحاضرين إلى المعرض إلى عدد السكان تجعلنا نراها قليلة.
وطالب عبدالمجيد بتخصيص قاعة لعروض سينمائية لأفلام عن فلسطين انجزها مخرجون عرب ومخرجون فلسطينيون ويكون الدخول لها مجانا، كما يجب أن يكون في هذا المعرض تواجد روائيين من أمثال سحر خليفة ويحي يخلف ومحمود شقير وابراهيم نصر الله وربعي المدهون وسامر أبو هواش، والأسماء كثيرة يمكن الاختيار من بينها، أو الاتصال بها لمعرفة من يتسع وقته للحضور، تخصيص مكان للندوات عن فلسطين بكل تجلياتها الأدبية والفكرية.
يوضح عبدالمجيد أن وجود فلسطين في المعرض هو أجمل تعبير عن الروح المصرية، ولا أتمنى  أن ينتهى المعرض بالحديث السنوي عن الكتب الأكثر مبيعا وغيرها، بل اتمني أن يكون الحديث عن فلسطين وحضورها مع المصريين، وهو حضور لم يغب طوال التاريخ، ثم تأتي القضايا الأخرى للنقاش في الصحافة في الدرجة الثانية.
 

الكاتب محمد سعيد مصطفى 

في حين يقول الكاتب محمد سعيد مصطفى أنه في ظل الغلاء الذي نراه حاليا من الطبيعي أن يتراجع الإقبال على شراء الكتب الورقية وانحسار القراءة في فئات معينة وهذا واضح لمن يدقق يجد أن الكتاب الورقي يحتضر.

وأضاف مصطفى صعب أن  يتمسك محبو القراءة بهوايتهم المفضلة في القراءة، فقد  تراجعت القراءة إلى مستويات متدنية من خلال الاحصاءات التي تتم وهذا الأمر يستلزم إيجاد بدائل تشجع القراءة حتى لا يفقد الوطن قوته الناعمة من المثقفين ،إلى جانب ذلك سنرى في الدورة المقبلة من معرض الكتاب أن  المشكلة الاقتصادية من كل جوانبها ستكون محور الاهتمام وأيضا أزمة ملف سد النهضة عند القرّاء
 دور النشر تبحث عن حلول 
 

محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب 

في حين قال محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب: إن ارتفاع الأسعار ليس بأيدينا وخارج عن ارادتنا لان 90 بالمئة من مستلزمات الانتاج للكتاب كلها مستوردة تخضع للأسعار العالمية ونظرا  لسعر الصرف يالنسبة  لسعر الدولار هذا أدى أن يكون على مستوى الوطن العربي أن ترتفع الاسعار لعدة أسباب منها أنه لما كان هناك أزمة كورونا فكان هناك نقص في المعروض بالنسبة لمستلزمات الانتاج والحرب الاوكرانية أثرت بشكل كبير على ارتفاع الاسعار وسلاسل الابداع والظروف الاقتصادية التي يمر بها الوطن العربي مع تغير سعر الصرف أدي الى تغير أسعار مستلزمات الانتاج وارتفاع أسعار الكتب وبالتالي الناشر غير مسئول عن ارتفاع سعر الكتاب خاصة ان الناشر العربي يعاني معاناة شديدة من الكميات التي يطبعها التي تعتبر كميات قليلة فربما بعض الناشرين يطبعون من 100 نسخة الى 200 نسخة لكن الناشر الكبير هو من يستطيع أن يطبع حتى ألف نسخة وبالتالي كلما تزيد الكمية كلما يكون هناك انخفاض في تكلفة الكتاب لكن الكميات التي تُطبع على مستوى الوطن العربي قليلة وهذا الأمر  يخلق علامة استفهام لأننا أكثر من 400 مليون على مستوى الوطن العربي لكن هناك قصور بالنسبة للكميات التي تطبع وهذا يرجع إلى أنه لا يوجد دعم كافي للناشرين من خلال تزويد ما ينتجونه للمكتبات العامة والمدرسية والمكتبات الجامعية والمراكز الثقافية .
وأضاف رشاد من المفترض أن تضع الحكومات العربية في حسبانها أن يكون هناك في ميزانيات للشراء لكن الناشر العربي حاليا يعتمد على موارد القارئ العربي وموارد القارئ العربي ضعيفة نظرا للظرف التي نمر بها ويمر بها الخليج نحن كإتحاد ناشرين عرب سنتغلب على موجة الاسعار بأننا هذا العام طرحنا مبادرة مع الزملاء من الناشرين العرب انهم يمنحوا خصم للقراء يصل إلى 50 بالمئة من خلال ترتيبات معينة على أساس أن تكون الدعاية موجودة والناشرين العرب على أتم الاستعداد لعمل خصومات كبيرة في المعرض هذا العام .
 اهتمامات القراء

بيًن أنه عندما يكون هناك احداث غير طبيعية تحدث فالقارئ يتجه إلى ما هو يحيط بمثل هذه الأحداث والمشاكل الموجودة في الوطن العربي في اعتقادي أنه سيكون هناك اتجاه الى الكتب التاريخية بشكل كبير وكتب التنمية البشرية وكتب الفلسفة وعلم النفس بالإضافة إلى الكتاب الديني لكن كل هذا يتوقف على المزاج العام للقارئ فربما يكون هناك قارئ مهتم بالرواية وخاصة أنه في السنوات الاخيرة هناك اقبال كبير عليها لجيل الشباب من سن 18 عام وحتى 35 ، أما عن الكتاب الورقي فذلك مجال لو رجعنا للبدايات القديمة نجد أن شكل الكتاب مختلف لأن الإنسان كان ينقل افكاره عن طريق جدران المعابد والعظم والجلود وتحول غلى أوراق البردي والواح الطيب إلى أن وصلنا إلى الكتاب الذي بين أيدينا وبالتالي فالكتاب الورقي مستمر لكن الكتاب الصوتي أو التفاعلي أو الالكتروني له مجال آخر وسنجد أن الاحصائيات التي تأتي من الدول المتقدمة وأمريكا أن النشر الورقي يزيد من 8 إلى 10 بالمئة سنويا لأن لكل شيء مجال فالدول المتقدمة نجد أن الموسوعات ودوائر المعارف والقواميس تنشر الكترونيا أو رقمي وحتى الكتب العلمية لكن الكتب الفكرية والعلمية فهي التي تنشر ورقيا لكن نحن مشكلتنا أننا نخلق مشكلة فلو لدينا  عادة القراءة أصيلة لدى المواطن أو لدى الطفل منذ الصغر كنا استطعنا أن حل هذه المشكلة لكننا مازلنا ندعي أن الناس انصرفت عن الكتاب الورقي واتجهت الى الكتاب الالكتروني .
واختتم رشاد قائلا: كنا قديما لدينا كتب عن القضية الفلسطينية لكن في الفترة الاخيرة والأحداث الجارية التي تحدث في غزة لا يستطيع أحد أن يكتب عن المشكلة الحالية إلا عندما  تتضح الأحداث كاملة لكن لدينا بعض الكتب التي تسلط الضوء على الاحتلال الاسرائيلي. 
 

محمد عبد المنعم مدير دار سما

على الجانب الآخر يرى محمد عبدالمنعم مدير نشر  أنه قد تتأثر مبيعات الكتب نظرا لارتفاع الأسعار بصفة عامة وليست أسعار الكتب فقط في ظل  الظروف الاقتصادية لكن سيظل الكتاب الورقي في الصدارة ولن يتأثر بأشكال النشر المختلفة ، ولا نستطيع توقع الشعب المصري ونتمنى أن نرى  تفاعل القراء على السوشيال ميديا مع أخبار المعرض ايجابي ومبشر بالخير، فمن وجهة نظري أن القراء سيظلوا متمسكين بالكتاب الورقي لأنه لا سبيل في الاستغناء عنه حتى مع موجة الأسعار الغالية الحالية التي يواجهها الجميع  
وأضاف عبدالمنعم أن القراء لهم أذواق مختلفة ويجب على الناشر أن يحاول ارضاء كافة الأذواق وهناك تنوع لدى العديد من الناشرين خلال الاصدارات حتى  تفي بالغرض وترضي معظم القراء فالناشر يجب أن يكون لديه رسالة وهذا ما رأيناه في المعرض العام الماضي من خصومات كبيرة حتى يستطيع القراء الحصول على الكتب وهذه رسالة كل ناشر.


مصطفى سليم  أحد المسئولين بدار نشر وتوزيع : في الثلاث سنوات الأخيرة هناك مشكلة كبيرة تواجهنا بسبب تزايد تكاليف الطباعة تبدأ من الورق فسعره كان منذ سنتين في حدود عشرون ألف جنيها  أو خمسة وعشرين ألف جنيه  زاد في السنة الأخيرة من المعرض وصل إلى ستين ألف جنيه لكن طن الورق في هذه الدورة وصل في حدود 58 ألف جنيه هدا غير الطباعة، إلى جانب زيادة الإيجارت في المعرض  وكل هذا يؤدي إلى زيادة أسعار الكتب ونتغلب على ذلك بأننا نبدأ في عمل خصومات للجمهور وهذا يؤثر بشكل كبير على حركة البيع في المعرض ،لكن معرض القاهرة الدولي للكتاب يعتبر من أهم المعارض في العالم والجمهور في مصر يمثل قوة شرائية حتى لو هناك ظروف استثنائية يتواجد في ظل هذه الأزمات .
ودعا سليم دور النشر إلى عمل خصومات بشكل كبير في الدورة المقبلة للمعرض لمواكبة هذا الغلاء والفجوة التي تحدث في الأسعار فالكتاب من ثلاث سنوات اقصى شيء 100 جنيه لكن في هذه الدورة الكتاب يصل الى 600 جنيه وليس كل الطبقات واحدة فالبعض يستطيع شراء الكتاب بهذا السعر والآخر لا يستطيع ، وفي هذه الدورة أسعار الكتب تتفاوت وتختلف من دار نشر لأخرى فربما يكون أقل سعر كتاب في هذه الدورة بمتوسط 100 جنيه .