الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإخوان كذبة أبريل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"بيان هام .. إنه في ليلة الإثنين 31 مارس 2014، قررت أنا علي الفاتح، الاعتذار عن كل مواقفي السياسية والفكرية السابقة، واعتزال منهاج العلمانية الذي كنت عليه، وأعترف بخطأ تقديري إزاء مسألة علاقة الدين بالدولة.. وعليه أعلن التراجع عن مهاجمة جماعة الإخوان، وأنني قبلت العمل مع الزملاء وائل قنديل وأيمن نور وسليم عزوز وأحمد حسن الشرقاوي في التجربة الصحفية الجديدة التي تدعمها ماليا قطر والتظيم الدولي للإخوان وتحركها أجندة ومصالح العالم الحر في الولايات المتحدة وتركيا، وسوف ألتقيكم عبر الـ"فيس بوك" من وراء البحار حيث أمارس عملي الصحفي للدفاع عن الحقوق المسلوبة للإخوان".
قبل ساعات كتبت هذا "البوست" على حسابي الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك" من قبيل التندر ومحاوله لابتكار واحدة من أكاذيب أبريل لا سيما، وأن طبيبي الخاص الدكتور صمويل عزمي نصحني بالتفكه، والبحث عن الابتسامة والترويح عن النفس.
المؤكد أنني لست خفيف الظل كفاية، ولا أعتقد أنني أتمتع بملكة السخرية، لكن اعتقدت أن أكذوبة كهذه قد تجلب بعض التعليقات الساخرة من أصدقائي، الباعثة على الضحك.
الحق أن بعضها جاء كذلك .. أحدهم قال: مبروك على الإخوان، آخر علق: اسمك من اليوم على الهارب وليس الفاتح، ثالث نصحني بتعاطي خافضات الحرارة.
لكن ما لم أتوقعه ردود الفعل الجادة التى جاءت حزينة على صديقهم الذي باع وطنه مقابل بعض الدولارات، العتاب وصل الى حد السب، لكن ما استوقفني حقا اتصال هاتفي سريع من إحدى صديقاتي، وهي بالمناسبة من ذوات الإعاقة، قالت: الإنسان قد يغير دينه وعقيدته، وذلك حق أقرته الشريعة .. من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. لكن الإنسان لا يغير وطنه.
صدقت هدى، فآلاف البشر يبدلون عقائدهم الدينية، ولم يكن ذلك يعني أبدا خيانتهم لأوطانهم، وبالفعل كفل الإسلام حق حرية الاعتقاد كما كفلها الدستور المصري والمواثيق الدولية لحقوق الاإنسان، لكن شرائع السماء ودساتير الأرض لم تعترف بخيانة الأوطان، بل أنها جميعا أهدرت دم الخائن كان من كان.
اللافت في معظم التعليقات والرسائل والاتصالات التيلفونية أن الناس سخروا مما ذكرته بشأن خطأ تقديري إزاء مسألة علاقة الدين بالدولة، وراحوا على مختلف انتماءاتهم يناقشون سقوط ما يسمى بالإسلام السياسي، وخطأ اعتقاد بعضهم بأن الإسلام دين دولة، بل أن أحدهم قال بوضوح: الدين إذا حكم فسد وفسدت معه الدنيا.
أجمل ما في الأمر أن بعض أصدقائي ممن كانوا يتعاطون أفكار الإخوان وشعارهم "الإسلام هو الحل" ويعتقدون أنهم أخوة صالحين لا يأتيهم الفساد من بين أيديهم ولا من خلفهم، وأفاقوا على صدمة خيانة "دولة الجماعة" للوطن عندما علموا في النهاية النقاش أن ما كتبته لا يعدوا كونه إحدى أكاذيب أبريل، أجمعوا على أن جماعة الإخوان هي أكبر كذبة عرفتها مصر والدول العربية وكانت سبب هلاك الأمة وتخلفها وكادت تحرق الوطن وتطمس ماضيه وتفشل حاضره وتضيع مستقبله.
لم تكن ردود الفعل الساخرة والغاضبة إلا تعبيرا عن جانب من نظرة المصريين الحقيقيين لمن باعوا أنفسهم لشيطان الإخوان بالدولار الأمريكي، أو الريال القطري.