الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

ذكرى خلع ووفاة الخديو عباس حلمي الثاني.. تصدى للإنجليز وتقرب للمصريين

الخديوي عباس حلمي
الخديوي عباس حلمي الثاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في مثل هذا اليوم 19 ديسمبر 1944م، توفي الخديوي عباس حلمي الثاني والذي يوافق أيضاً تاريخ خلعه من الحكم عام ١٩١٤م.

عباس هو أكبر أبناء الخديوي توفيق، ولد في غرة جمادى الآخرة سنة 1291 هـ 14 يوليو 1874م، والتحق في يناير 1881م بالمدرسة العلية التي كان أبوه قد أنشأها في عابدين، وفي سنة 1884، التحق وأخوه بمدرسة هكسوس بسويسرا، ثم انتقلا سنة 1888م إلى مدرسة ترزيانوم بالنمسا لدراسة العلوم السياسية والعسكرية.

عند بلوغه الثامنة عشرة مُنح رتبة الباشوية لكونه ولي عهد البلاد، وفي يوم الجمعة 8 يناير 1892، وردت إليه في مدينة فيينا برقية من رئيس مجلس النظار تبلغه بوفاة أبيه فاستعد للعودة إلى مصر، وفي اليوم التالي وصلت إلى رئيس مجلس النظار المصري برقية من الصدر الأعظم للدولة العثمانية بتولية عباس حلمي باشا خديوية مصر، وفقًا لفرمان وراثة الخديوية المصرية، ولذلك لكونه أكبر أبناء الخديو المتوفى، وكلف الصدر الأعظم رئيس مجلس النظار ـ بالاشتراك مع هيئة نظاره ـ بإدارة شؤون البلاد لحين وصول عباس حلمي إلى مصر .

وصل عباس حلمي الثاني إلى الأسكندرية صباح السبت 16 يناير، ثم توجه من فوره بالقطار إلى القاهرة فوصلها في الثانية بعد ظهر اليوم ذاته، وفي يوم الإثنين 18 يناير تولى عباس حلمي شؤون منصبه رسميًا.

حاول عباس حلمي الثاني أن ينتهج سياسة إصلاحية ويتقرب إلى المصريين ويقاوم الاحتلال البريطاني، فانتهز الإنجليز فرصة بوادر نشوب الحرب العالمية الأولى وكان وقتها خارج مصر، فخلعوه من الحكم وطلبوا منه عدم العودة ونصبوا عمه حسين كامل سلطانًا على مصر بدلًا من أن يكون خديوي. وفرضوا على مصر الحماية رسميًا.

كانت كل الجهات في انجلترا عدا الخارجية تطالب بخلعه، وفي 19 ديسمبر 1914 صدر القرار بعزله وجاء فيه :
يعلن وزير الخارجية لدى جلالة ملك بريطانيا العظمى أنه بالنظر لإقدام سمو عباس حلمي باشا خديوي مصر السابق على الانضمام لأعداء جلالة الملك رأت حكومة جلالته خلعه من منصب الخديوي.
ويوجد في القاهرة كوبري باسمه وهو كوبري عباس الذي يربط بين جزيرة منيل الروضة والجيزة، يعد الخديوي عباس سابع حاكم حكم مصر من أسرة محمد علي وآخر خديوي لمصر و السودان.

تصديه للأنجليز

عُرف عن الخديوي حسه الوطني العالي ، فيبعد عام من توليه الحكم أقال وزارة مصطفي فهمي باشا، فوقعت أزمة مع إنجلترا، وتحدى المندوب السامي البريطاني لورد كرومر فأدى ذلك إلى زيادة شعبيته. 
و ذات يوم عندما ذهب لصلاة الجمعة في مسجد الحسين في 11 يناير 1893م دوت الهتافات بحياته وارتفع صوت الدعاء له وعبر الجميع عن حبهم له.
وأرسل لورد كرومر لوزارة الخارجية في إنجلترا بأن الخديوي في حوار معه قال له إن إنجلترا وعدت بترك مصر وشرفها مقيد بهذا الوعد وظهر هذا في تصاريح الوزراء في مجلس النواب بل وفى خطب الملك. 
وسافر الخديوي للأستانة ليشكر السلطان عبد الحميد على الثقة التي أولاها له ولينال تأييده على خطوات العودة المصرية لحضن الخلافة، وقد ذكر الخديوي في مذكراته أن السلطان عبد الحميد الثاني شجعه على معارضة إنجلترا. 

وعندما عاد الخديوي واصل سياسة التحدى للاحتلال، وبإيعاز منه قررت لجنة مجلس شورى القوانين رفض زيادة الاعتماد المخصص للجيش البريطاني وتخفيض ضرائب الأطيان وتعميم التعليم، فاتهمه الإنجليز بأنه نسق مع نظارة مصطفى رياض باشا ولجنة المجلس، ولهذا اضطرت نظارة مصطفى رياض باشا للرضوخ لرغبة الإنجليز وزيادة الاعتمادات.

عزله من الحكم 

حاول الخديوي عباس منذ توليه الحكم أن ينتهج سياسة إصلاحية و يتقرب إلى المصريين و يقاوم الاحتلال البريطاني فانتهز الإنجليز فرصة بوادر نشوب الحرب العالمية الأولى و كان وقتها خارج مصر، فخلعوه من الحكم و صدر القرار بعزله و جاء فيه :
يعلن وزير الخارجية لدى جلالة ملك بريطانيا العظمى أنه بالنظر لإقدام سمو عباس حلمي باشا خديوي مصر السابق على الانضمام لأعداء جلالة الملك رأت حكومة جلالته خلعه من منصب الخديوي.
وظل الشعب المصري لفترة طويلة يهتف في مظاهراته ضد الاستعمار بـ"عباس جاي" و ذلك على أساس أنه هو رمز لعودة مصر للحكم العثماني و نهاية الحكم الإنجليزي.
بعد خلع الخديوي عباس حلمي الثاني نصب الإنجليز عمه حسين كامل سلطاناً على مصر.
وأعلن الانجليز تحويل مصر من خديوية إلى سلطنة و بهذا الإعلان خرجت مصر من سلطان تركيا و لكنها وقعت فى ذات الوقت تحت الحماية الانجليزية .
لاقى تعيين الإنجليز للسلطان حسين كامل رفضاً شعبياً، وحفلت سنوات حكمه بعدم الاستقرار، الذي أسفر عن رفض الشعب المصري لأسلوب ولايته ، على حساب إبن أخيه الخديوي المعزول.

تزوج الخديوى عباس حلمى الثاني مرتين :
الأولى من أقبال هانم وتزوجها في 19 فبراير 1895 ، وأنجبا 6 أبناء هم :
الأمير محمد عبد المنعم "الوصي على العرش بعد ثورة يوليو".
الأمير محمد عبد القادر.
الأميرة أمينة.
الأميرة عطية الله.
الأميرة فتحية.
الأميرة لطيفة شوكت.

أما زوجته الثانية فهى جاويدان هانم وتزوجها في مارس 1910 وطلقها في 1913 ولم ينجب منها.

وفاته:

توفى الخديوى عباس حلمى الثاني في منفاه في سويسرا في 19 ديسمبر 1944 أثناء حكم الملك فاروق لمصر، من الصدف أن تاريخ وفاة الخديوى عباس حلمى الثاني يوافق نفس تاريخ خلعه عن الحكم بعد 30 عاما. 
نظرا لظروف الحرب العالمية الثانية وقت وفاة الخديوى عباس حلمى الثاني عاد جثمانه إلى مصر في 26 أكتوبر 1945 وتم دفنه في "تربة أفندينا" وهى مقابر أسرة الخديوى توفيق بالقاهرة.