الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حتى لا يندم السيسي!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا تخلو جلسة أو مناقشة سواء في مقهى أو عمل أو حتى "لمة" عائلية إلا وهناك سؤال مشترك.. ماذا سيصنع عبد الفتاح السيسي بالمشكلات "المتلتلة" التي تعج بها البلاد وتنوء بحملها الجبال؟.. والتي تفاقمت بشكل مخيف في السنوات الثلاث الأخيرة، حتى إن شخصا بسيطا تفوح منه كل أزمات مصر كان يجادل زميلا له في معركة نقاشية حول ترشح السيسي.. قال منفعلا: "يعني السيسي هيعمل إيه ولا إيه البلد خربانة؟".
وأمام "البلد الخربانة " أشفقت على كل المرشحين وأخص بالذكر المرشح عبد الفتاح السيسي الذي يعتبره الكثيرون من المصريين المنقذ الذي سينتشل مصر من كبوتها بعد أن خاب رجاؤهم في أربعة رؤساء تعاقبوا على حكم مصر طوال الستين عامًا الماضية.
خلع السيسي بدلته العسكرية.. وارتدى رداء كل المصريين بعد انتظار طويل.. وانتقل من موقع مسئولية ما إلى معركة كُبرى بها تحديات عظيمة سواء اقتصادية وسياسية وأمنية..
آمال وأحلام شعب كفر بكل شيء.. لذلك قررت نقل الصورة بعتامتها وضبابيتها لأضعها بين يديك أيها المرشح عبد الفتاح السيسي دون تزييف أو "تزويق".. وخصوصا بعد تصدرك للمشهد السياسي الأمني المضطرب وجعلك المطلوب رقم 1 على قائمة التهديدات بالتصفية والاغتيال.
على الصعيد الاقتصادي تواجه وضعًا لا تحسد عليه على كافّة الأصعدة بداية من ركود اقتصادي متدهور بفعل ما شهدته البلاد من تراجع حاد في الموارد بعد عزوف السائحين عن الوفود إلى مصر وهروب المستثمرين بأموالهم إلى جانب مطالب فئوية لا تهدأ على طريقة فيلم "عايز حقي" وإضرابات تشمل عدة قطاعات مؤثرة في دوران عجلة الإنتاج.
بخلاف ملفات عالقة منذ عشرات السنين في مقدمتها البطالة التي يعاني منها أكثر من 4 ملايين شاب وفتاة وكارثة الأجور التي تتمثل في عجز الحكومة عمليًا عن وضع حد أدنى يوفر أقل متطلبات الحياة الكريمة للمواطن، كما فشلت في تطبيق الحد الأقصى للأجور بشكل يحقق العدالة الاجتماعية إلى جانب أزمة العشوائيات التي تضرب بأعماقها في جميع محافظات الجمهورية بدءًا من أصغر قرية في الريف بل وتمتد للعاصمة والمحافظات الكبرى.
أما على الصعيد السياسي فالوضع ليس أكثر هدوءا، فما بين مؤامرات خارجية تقودها عدة دول في مقدمتها قطر وتركيا وأمريكا وأطراف داخلية تساعد هذه الجهات المتربصة بمصر لتنفيذ أجندات تآمرية لإرباك أوضاع مصر، ومرورًا بأحزاب كرتونية مترهلة غير قادرة على توفير مناخ سياسي ينجح في احتواء طاقات الشباب وتلبية طموحاتهم.
وانتهاءً بمرشحين منافسين يتصيدون الأخطاء ويضعون العوائق والعراقيل لإفشال برنامجه السياسي باتهامه بالكفر بالديمقراطية والتلويح بفزاعة عودة الحكم العسكري الذي اشتهر طوال التجارب الماضية بالديكتاتورية والبطش، وهو ما يلقي بأعباء إضافية على أكتافك لإثبات حسن النوايا مع وجود عدة أجنحة سياسية تغرد خارج السرب في مقدمتها جماعة الإخوان التي تجهر بعدائها لك.
كما أن هناك مهمة كبرى في انتظارك عندما تصل إلى سدة الحكم وهي احتواء مارد الإسلاميين السياسيين، فهناك سؤال صعب جدًا لا أحد يعرف كيف ستجيب عنه وهو كيفية التعامل في المرحلة القادمة مع جماعة الإخوان والسلفيين خصوصًا وأن المعروف عنك إنك لم تكن يوما تميل إلى الإسلاميين، وهذا لا يتنافى مع كونه مسلم متدين يحرص مثل كثير من المصريين على أداء صلاة الفجر قبل أن يبدأ عمله في الصباح الباكر.
أما المعادلة الأصعب فتتعلق بالأوضاع الأمنية المزعجة التي تشهدها البلاد في ضوء المستجدات الخطيرة على المجتمع المصري خصوصًا بعد تصاعد وتيرة العنف ولجوء العناصر التخريبية لزرع القنابل والمتفجرات في كل مكان بدءًا من إلقاءها على أقسام الشرطة والمدارس وانتهاءً بوضعها حتى في سيارات الإسعاف
ومما يزيد الأوضاع الأمنية تأزمًا ظهور متغير جديد خطير كفيل بقلب كافّة قواعد المواجهات الأمنية رأسًا على عقب وهو تصدر شباب الجامعات للمواجهات مع الأمن حيث تجد أجهزة الشرطة حساسية بالغة في التعامل معهم ومع شراسة التظاهرات التي ينظمها عناصر الإخوان في عدة جامعات من بينها الأزهر والقاهرة وعين شمس وحلوان فمع وقوع أي ضحية يتاجر بدمائها المتربصون بك رغم أن هذه المواجهات تتصدر لها الشرطة المدنية وليس العسكرية، الأوجاع في جسد الوطن كثيرة.. فهل لديك العلاج يا سيادة المرشح عبد الفتاح السيسي.