الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حرب غزة تستهدف الوجود الفلسطينى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ما يدور فى غزة الآن هو جزء من مخطط الشرق الأوسط الكبير الذى يستهدف تفتيت دول المنطقة إلى دويلات أصغر عدا إسرائيل الكبرى من النيل للفرات التى ستكون قائدة وراعية للمشروع الجديد لذا قال بايدن لو لم تكن هناك إسرائيل لأوجدناها، ومصر مستهدفة بقوة لأن جيشها هو الذى أفسد هذا المخطط فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وكان موقف الرئيس عبد الفتاح السيسى حازمًا بشأن رفضه القاطع لتصفية القضية الفلسطينية والتهجير كما استخدم لغة خطابية مناسبة ولم يغتر بقوة جيشنا حفاظًا على سلامة الوطن ومواطنيه وعدم توقف مشاريع التنمية.

وما حدث فى ٧ أكتوبر الماضى ليس مبررًا لإسرائيل لتدمير قطاع غزة على رؤوس سكانه حيث لم يعد فيه مكان آمن لأن هدف الحرب الرئيسى هو استئصال الفلسطينيين منه وما غزة سوى بروفة لهذا العمل وهناك مخططات لإفراغ القدس والضفة الغربية من أهلهما وقد أعلن مسئولون أمريكيون أن اسرائيل أعدت نظاما من المضخات الكبيرة لإغراق شبكة أنفاق غزة بمياه البحر لطرد مقاتلى حماس خارجها غير آبهة بالأضرار البيئية الناجمة عن ذلك ببنما تساعدها أمريكا عمليا على تنفيذ مخططها بالمال والسلاح المتطور وتوفر لها الغطاء السياسى والدبلوماسي وتستخدم الفيتو فى الأمم المتحدة لمنع صدور قرارات إدانة لإسرائيل بينما تزعم أنها ضد قتل المدنيين وتهجير أهل غزة داخل غزة أو إلى سيناء ولذلك نرى على أرض الواقع عكس ذلك تمامًا، وعملية طوفان الأقصى أصابت فى مقتل المؤسسة العسكرية والأمنية والمخابراتية فى إسرائيل وهذا لم ينشأ من فراغ بل كان رد فعل لنهج حكومة اليمين المتطرف فى إسرائيل التى لديها مشروع لتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائى، وما فعلته المقاومة بقيادة حماس هو جزء من أعمال المقاومة المشروعة ضد المحتل وهى أقل قوة من إسرائيل بطببعتها وأهالى غزة يدفعون أثمانًا باهظة لكن التاريخ يقول أنه سيتم استرداد الثمن عندما ينتهى الاستعمار وقد أثبتت المقاومة قدرتها على معاقبة إسرائيل وقد أعلنت اسرائيل أن خسائر حماس بلغت ١٠% بينما قتلت هى مايزيد على الخمسة عشر ألفا من المدنيين الفلسطينيين وهجرت 1.8 مليون داخل غزة، وأثبتت عملية طوفان الأقصى عدم أمان  مشروع بايدن لربط الهند تجاريا مع أوروبا من خلال اسرائيل لضرب مشروع الحزام والطريق وأثبت كذلك عدم أمان قناة بن جوريون التى تستهدف منافسة قناة السويس حال إنشائها وأججت مشاعر الشعوب الغربية تعاطفا مع أهل غزة وتفهم القضية الفلسطينية من خلال مواقع التواصل الاجتماعى والتى خفتت أثناء الهدنة وبعدها حيث لم نحسن استثمارها، وتقوم واشنطن وأسرائيل وحلفاؤهما ببحث الوضع فى غزة بعد ما يسمونه "القضاء على حماس" منحازين لوجهة النظر الإسرائيلية متجاهلين أن كيفية التعامل فى اليوم التالى لانتهاء المعارك مرتبط بالوضع فى نهايته وهو شأن فلسطينى خالص، ومن المهم التمسك بثوابت ضمن إطار قائم على توحيد الصف الفلسطينى فى نظام سياسى موحد فى نطاق التنوع المتعدد فى إطار جبهوى واسع يضم حماس والجهاد الإسلامى لمنظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بنائها من جديد لبث الحيوية فيها، مع التأكيد على أن انخراط حماس فى منظمة التحرير الفلسطينية يحميها من اتهامها بالإرهاب.

كاتب سياسى ووكيل وزارة التأمينات سابقًا