الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

مسرحيون: «قبل الخروج» عرض جدير بمسرح الشباب

جانب من العرض
جانب من العرض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يواصل العرض المسرحي «قبل الخروج» ليالي عرضه، في الثامنة مساء أيام الخميس، والجمعة، والسبت من كل أسبوع، على خشبة مسرح أوبرا ملك برمسيس، ضمن خطة عروض البيت الفني للمسرح في الموسم الشتوي.

شريف صبحى: سينوغرافيا العرض خلقت منه حالة فنية مميزة

أشاد الفنان شريف صبحي، بالعرض المسرحي قبل الخروج، قائلا: إنه عرض أكثر من رائع، وجميع عناصره المسرحية مكتملة من حيث التمثيل، والتأليف، والإخراج، والديكور، والإضاءة، والأزياء، والموسيقى، وغيرها.

وتابع صبحي: العمل يأخذنا إلى عالم يعبر عنا، نبحث خلاله عن نجوميتنا وجذورنا، مؤكدا أنه عمل يستحق المشاهدة، أما سينوغرافيا العرض فقد خلقت منه حالة فنية مميزة.

وقالت الدكتورة سامية حبيب، أستاذ الدراما والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون، إن مسرحية «قبل الخروج» عمل مميز يستحق المشاهدة.

وأشادت حبيب، بمؤلف العرض الكاتب المسرحي محمد زناتي، فقد كتبت عنه الكثير، فهو مؤلف جيد وموهوب يمتلك كافة أدواته الإبداعية، مؤكدة أن النص شديد الصعوبة، وبه انتقالات متعددة ما بين الشخصيات، والمواقف، والمشاعر في منتهى الصعوبة، بالإضافة إلى أجواء الممثلين بمنتهى السهولة، والفهم، والاجتهاد، موجهة التحية والشكر لكل صناع العمل وفريق التمثيل، مؤكدة أن «قبل الخروج» عمل احترافي بدرجة كبيرة، رغم أن أغلب الممثلين فيه شباب، لكنهم مجتهدون، يجيدون أدوارهم بعناية شديدة، بالإضافة إلى انضباط دخلاتهم وخروجهم على خشبة المسرح، فكل هذا المجهود يرجع إلى الجهد الذي بذله مخرج العرض حتى يظهر بهذه الصورة الجيدة.

وأعربت حبيب، عن سعادتها بأبطال العمل، موجهة الشكر لكل صناع العرض، مؤكدة أنها مسرحية جديرة بمسرح الشباب.

وقالت الناقدة الدكتورة وفاء كمالو، إن مؤلف العمل محمد زناتي قرر البحث عن عظمة الروح الإنسانية، فاللغة الدرامية قاسية صادمة، والحلم ينصهر مع الواقع بأسلوب عبثي ساخر، واللحظات تمضي كومضات ساحرة تبحث عن البراءة المغتالة، تدين السقوط في قبضة الغياب، وتكشف عن بشاعة الحقيقة حين تتمزق الأقنعة وتغيب القيم، ويرتكز البناء الدرامي على لغة المفارقة، التي تبعث صراعا متوترا مع قسوة الوجود وموت الإرادة وعجز الإنسان.

وأضافت كمالو، أن جماليات الكتابة تمنح المتلقي انتقالا ملموسا من خصوصية التجربة الفردية إلى شمولية التجربة الإنسانية، ويظل الوجود الفني في حالة صراع ناري ممتد في زمن التحولات العشوائية الكبرى، والشروط الجديدة للمستقبل الرمادي الغائم، وهكذا تبقى المسرحية مرتبطة بمأساة الإنسان، تدين العبث وهزائم السقوط، وتبحث عن الجوهر الحقيقي للحرية وامتلاك الذات.

وأكدت الناقدة الدكتورة داليا همام، أن عرض قبل الخروج يحمل الكثير من الأفكار التي من الممكن أن تطرح على ذهنك أثناء متابعة العرض، الذي ستشاهد فيه انعكاس لواقع مزيف وحياة تبدو في حاجة للتغيير، فإذا أردت أن ترى بشكل مغاير عن السائد فعليك بحضور المسرحية التي تضم مجموعة من الممثلين الشباب الموهوبين المتميزين.

وقال الناقد جمال الفيشاوي، إن المخرج هاني السيد مزج بين العديد من الأساليب المسرحية منها: الواقعي، والعبثي، وتكنيك كشف اللعبة المسرحية، فقد استخدام الأسلوب المناسب لكل حكاية أو مسرحية من الحكايات الثلاث، فكان الأداء الواقعي مع رجل الظل، وأداء المبالغة في حكاية سيدة البرواز، حيث إنه تشخيص داخل التشخيص، وكذلك الأداء المقولب لبعض الشخصيات النمطية، ويتضح ذلك أيضا من أسماء الشخصيات «الزوجة، والجد، والجدة، والعشيق، والجيران... وهكذا»، وهي من سمات التعبيرية، وكذلك ما بعد الحداثة، فالعرض بشكل عام  به تناص في مشهدي هاملت وأنتيجون، وكذلك العرض مستلهم من عدة نصوص والشخصيات قاهرة وأخرى مهزومة والعرض به سخرية، كما نرى مشهد يوضح انغماس الإنسان في عوالم فاسدة زائفة ويحفز العرض على الخروج من هذه العوالم، ولذلك يتفاعل المتلقي مع العرض الذي  يحثه على الوقوف ضد هذا الفعل الذي قدم بطريقة هزلية.

وتابع: لقد أشرك المخرج المتلقي أيضا في اللعبة المسرحية بإضاءة كشاف في عمق يمين المسرح في وجه المتلقي وصعود «أنتيجون» من صالة جلوس المتلقي إلى خشبة المسرح، ويؤكد على ذلك صراحة من خلال كلمات على لسان رجل الظل «هذه المقاعد ليست بريئة من ما أنا فيه».

وتطرح المسرحية الكثير من التساؤلات الفلسفية كعادة العروض التي يقدمها المؤلف محمد زناتي ودائما ما تكون مشغولة بالقضايا الإنسانية العامة دون تحديد لزمان أو مكان محدد، والجديد هذه المرة هو صراع مجموعة من الشخصيات رغبة منهم في الخروج، فهل سيستطيعون الخروج جميعا أم سيظلون في مرحلة ما قبل الخروج، فهذا ما سيجيب عنه العمل.

«قبل الخروج» من إنتاج فرقة مسرح الشباب، التابعة للبيت الفني للمسرح، ومن بطولة الفنانين: شيريهان قطب، وأحمد صبري غباشي، ولمياء جعفر، ومحمد عبدالوهاب إقبال، وإبراهيم البيه، وممدوح الميري، وإيمان الغنيمي، وعادل دياب، تأليف موسيقي محمد قابيل، تصميم إضاءة أبوبكر الشريف، ديكور وملابس محمد هاشم، كتب شخصية خيال الظل هاني السيد، ومن تأليف وأشعار محمد زناتي، رؤية درامية وإخراج هاني السيد.