الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

قراءة حديثة لكتاب  "زيارة جديدة للتاريخ"! "3"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى المقال السابق توقفت عند الكلمة الأخيرة فى عنوان كتاب الكاتب المتألق "محمد  حسنين هيكل".. "زيارة جديدة للتاريخ" حيث أضاف ان اختياره لهذه الكلمة   تأكيدا  على أن التاريخ ليس علم ماضي وحده، وانما هو -على طريق استقراء قوانينه -علم الحاضر والمستقبل- أيضا أي انه علم  ما كان وما هو كائن وما سوف يكون...

 وقال  انه عاد إلى شخصيات قابلها في الماضي مستعيدا صورتها الكاملة أو شبه الكاملة في أوراقه محاولا برؤية عصرية إذا أستطاع تسليط الضوء على أجواء أحاطت بالعالم العربي بالذات وأنه  ركز على قضايا ومشاكل سوف تستغرقه اليوم وغدا وبعد غد  وبعده وبعده...

 

 وقال هكذا خطرت له هذه الفكرة اي أنه أختار عنوان كتابه  "زياره جديده للتاريخ"  بغرض أن يكون هذا الكتاب مشاعل من معابد التاريخ لاضاءه تخوم جديدة في معالم التاريخ...!

 

كما قال أيضا في مقدمه كتابه انه قد يسأله سائل لماذا أختار عددا محدودا يكتب عنه ضمن كل من قابلهم من الكبار وهم بالعشرات على الاقل...؟

 

 وعلى أي اساس؟ وماذا كان معيار الأختيار ؟ أهي الاهمية؟ أهو التسلسل الزمنى للمقابلات ؟

أم ماذا؟

 

 وقد أجاب على هذه التساؤلات بأنه في الحقيقة لا يستطيع أن يقطع في هذه الاسئله بجواب خصوصا  وأن الكبار الذي الذين عاد لزيارتهم لم يكونوا كل من رأى من أقطاب التاريخ المعاصر وبعضهم لم يكن من أهم من قابلهم  اذ قارنهم بغيرهم...

 ولم يفته أن القارئ سيطرح سؤالا هاما وهو   لماذا أختار هؤلاء الشخصيات السبعه بالذات؟

 وبذكائه شديد أجاب بأن الحاح  القضايا الكبيرة التي تشغله  وتشغل الكثيرين  في العالم العربي  هى التى  دفعته إلى زياراتهم...

 وضرب مثلا بأن قضيه الديمقراطيه هي التي ذكرته بلقائه مع "خوان كارلوس" ملك اسبانيا الأسبق وقضيه الحرب والسلام هي ذكرته بلقائه مع مونتجمري أحد أشهر قادة الحرب العالمية الثانية وقائد معركة العلمين المنتصر فيها  كما أن قضية الخطر الماثل في أحتمالات الحرب النووية هي التي ذكرته بلقاء العالم الكبير ألْبِرْت أينْشتاين  ‏ عالم الفيزياء  وصاحب نظريه النسبيه  والحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء  وهكذا وهكذا...

وأضاف بأن القضايا كانت دليله الى الرجال وفي نفس الوقت  أشار إلى أنه لا يعرف إلى أي حد حالفه التوفيق في اقامه التوازن بين القضايا  وهى حيه 

وممتده وبين  لقاءاته مع رجال قد  تمت كلها من قبل وتحددت نصوصها...

اما أذكى أجابة على تسأول قد يطرح نفسه وهو   لماذا لم يكتب عن زعماء وملوك وساسة العرب فى كتابة الممتع والرائع "زيارة جديدة للتاريخ" فكانت أَجَابَتِهِ هى أن  زعماء وملوك وساسه العرب في هذه الفتره -أي فتره الثمانينات -  يلزمهم  إطار مستقل لأنهم  - على حد قوله - أبطال قصة واحدة بأخيارها وأشرارها ومن المعقول والقصة واحدة أن يكون  في إطار  عرضها واحدًا خصوصا والقصة - كما يراها - معقدة وبعض رجالها -فى نظره -أكثر تعقيدا من كل ما تستطيع الوقائع أن ترويه ومن كل ما تقدر الكلمات ان تنبئ به... 

 ثم بدأ يتحدث عن الملك خوان كارلوس تحت عنوان جميل جدا وهو "خوان كارلوس والبحث عن اليزابيث"...

والأجمل هى بدايته لهذه الزيارة حيث كتب  يُشَوِّقُ الْقَرَاءِ   بانه وصل إلى موعده مع ملك اسبانيا  مُتَأَخِّرًا ثلث ساعه...!

وقال أن  موعده مع الملك خوان كارلوس كان عند الظهر تماما من يوم الخميس العاشر من مارس 1983 وبينما السياره كانت تدور في الساحه التي يطل عليها قصر "زرزويلا " -المقر الرسمي للملك- لكي تتوقف امام الباب لمح عند مدخله الجنرال "سابينو فرنانديز كامبو" رئيس  سكرتاريه الملك  وَرَاهُ  ينظر في ساعته والقلق على ملامحه...!

 ثم اكمل بانه نزل مُسْرِعًا ولا يعرف كيف يعتذر...!

وذكر بأن  هذا اليوم   كان  حَافِلًا وخطط له  مسبقا ورتب ولكنه لا يعرف ما حدث...!

 وقال أن المشكله لم يعرف  من هو المسئول عن التأخير...  أهو سوء التقدير من جانبه ؟ أو أنه كان فرط حساسية؟ أم ماذا؟

ولم يتوقف عند ذلك ولكنه  فاجأ القارئ  بأن سبب تأخيره عن موعده مع الملك خوان كارلوس هو  رئيس الوزراء الإسباني...!

"الاسبوع القادم  بِإِذْنِ الله   أُحَدِّثُكَ عن  حِكَايَةِ رئيس الوزراء الإسباني...!"