الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

اليوبيل الذهبى لانتصارات السويس.. 50 عامًا على ملحمة المقاومة لأهالى المدينة الباسلة فى مواجهة العدو الإسرائيلى

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الاحتلال خسر  77 ضابطًا و23 مظليًا و69 جنديا قتلوا جميعا فى أيام حصار السويس
مشروع تنمية شمال غرب خليج السويس مازال معطلًا ولم يحقق الأهداف الرئيسية
مذكرات «عفيفى» فى كتابه "مقاتلون فوق العادة" كشفت أسرارًا جديدة عن معركة صمود السويس
 

غدًا الثلاثاء 24 اكتوبر 2023، يمر 50 عامًا على ملحمة المقاومة الباسلة لأهالى السويس فى مواجهة قوات العدو الإسرائيلى التى تصورت أن المدينة خالية يسكنها الأشباح حيث فوجئوا برجال يخرجون من كل مكان ويواجهون دبابات العدو ويحققون الانتصار. وقد أطلق الإسرائيليون على فرقته "أدان" المتخصصة لاقتحام المدن التى حاولت اقتحام السويس فى 24 أكتوبر 1973 فرقة " النحس " وذلك بسبب الخسائر التى لحقت بها.
وجاءت اعترافات جنود العدو بما شاهدوا خلال محاولاتهم اقتحام السويس فى عدة كتب إسرائيلية منها كتاب "المحدال" بالعبرى أى "التقصير" الذى ألفه سبعة جنود من المراسلين الحربيين، وترجمته مؤسسة الدراسات الفلسطينية - بيروت ونشرته فى مايو ١٩٩٤ والكتاب الآخر بعنوان "سرى للغاية" والكتابان يعتبران من أهم كتب الحرب الإسرائيلية.
فقد ذكرت هذه الكتب اعترافات العدو بالخسائر حين كلفت محاولة احتلال السويس ٧٧ ضابطًا و٢٣ مظليًا و٦٩ جنديا قتلوا جميعا فى أيام حصار السويس بفعل المقاومة.
وهكذا باتت فرقة "أدان" فرقة النحس كما أطلقوا عليها ففى كتاب سرى للغاية يقولون إن فرقة "أدان" فقدت وحدها ٥٠ دبابة وقتل ٢٠٠ جندى وضابط غير ٥٠ من الجرحي.
وتبدأ قصة الخسائر عندما أشارت عقارب الساعة الخامسة فى يوم ٢٤ أكتوبر حين التقط اللواء "إبراهيم أدان" قائد الفرقة الإسرائيلية المدرعة التى كانت تحاصر السويس مكالمة عاجلة عبر جهاز اللاسلكى الخاص به وكان على الطرف الآخر اللواء "شموئيل جونين" قائد عمليات القطاع الجنوبى بالجيش الإسرائيلى وسأل جونين مرءوسه "أدان" هل تستطيع احتلال السويس فى ساعتين ونصف الساعة؟ فأجاب "أدان" بقوله هذا يتوقف على عدد المصريين بالمدينة وشكل مقاومتهم لكن يمكننى على أسوأ الفروض احتلال جزء من السويس.
وفى فجر الأربعاء ٢٤ أكتوبر أمر اللواء "أدان" دباباته بالهجوم على مدينة السويس وتقدم ركب الدبابات إلى محور الجناين بقيادة الرائد "اورى أريل" فى التاسعة والنصف بعد أن اختبأ داخل دبابة طوال الليل فى منطقة جبلاية السيد هاشم لكن قوبل بمقاومة شديدة عطلت له أول دبابة على الجسر فاضطر للعودة للخلف.
أما العقيد "جابي" فكان مكلفًا بالهجوم على محور منطقة الزيتية ووصلت تلك القوة مبنى الاتحاد الاشتراكى "مبنى الحزب الوطنى السابق المجاور للمحافظة" وجاءت فرقة الهجوم الخاصة بحى الأربعين بقيادة المقدم "يوسي" ومعه ٨ دبابات و١٦ عربة مصفحة ودخلوا المدينة. وأرسل اللواء "أدان" برسالة لقيادة عمليات الجنوب يقول فيها "السويس مدينة أشباح ونحن نتقدم دون مقاومة" وفى هذه اللحظة كما هو مسجل فى مذكرات الجنود الإسرائيليين كانت المفاجأة أمام قسم شرطة الأربعين حين تم تدمير إحدى الدبابات الإسرائيلية من نوع سنتريون العملاقة لتسد الطريق أمام تقدم المدرعة الاسرائيلية ويفاجأ الجنرال "أدان" وجنوده بأن مدينة الاشباح، كما قال عنها تتحول إلى المقاومة من آلاف البشر ويأمر أدان جنوده وفق شهادته بترك المصفحات والدبابات والاحتماء بالمبنى المجاور "قسم شرطة حى الأربعين" وداخل القسم تتم محاصرة أدان وجنوده وانهالت رسائل القيادة الاسرائيلية لتسأل عن مصير ركاب العربة النصف مجنزرة التى ركبها ضباط المخابرات الاسرئيلية ولكن "أدان" كان يجيب لا أعلم حيث تحولت المنطقة إلى جحيم بسبب نيران المقاومة من كل مكان ومن نوافذ العمارات والأسطح ومن جميع الشوارع المحيطة بقسم الشرطة وكلها تتجه نحو الجنود الإسرائيليين.


بعيدًا عن شهادات الأعداء كان على الجانب الآخر الأبطال الحقيقيون، حيث المقاوم البطل إبراهيم محمد سليمان الذى دمر أول دبابة إسرائيلية بواسطة قذيفة من مدفع والذى استشهد بعد ذلك على سور قسم شرطة الأربعين اثناء محاولة اقتحامه ومواجهة الجنود الإسرائيليين داخله.
أما البطل " أحمد أبو هاشم " فقد استشهد عند كوبرى البراجيلى بعدما دمر دبابة سنتريون، والبطل "فايز حافظ أمين" الذى استشهد فى معركة اقتحام قسم شرطة الأربعين بعد أن تمكن من اقتحام القسم واستشهد فوق السلم الداخلى بعد أن قتل عددًا من جنود العدو الذين كانوا يحتمون داخل القسم.
بينما اشترك البطل أشرف عبد الدايم فى الهجوم على ما قبل قسم الأربعين واستشهد يوم ٢٤ أكتوبر ٧٣ ويبقى عشرات من الشهداء والأبطال الأحياء الذين قاموا بأعمال بطولية مشرفة من بينهم الأبطال أحمد عطيفى - محمود عواد – عبد المنعم قناوي.. وهناك العشرات من القصص للبطولات بين المدنيين والعسكريين.
كشفت مذكرات الفريق يوسف عفيفى الذى كان قائدا للفرقة الـ ١٩ بالجيش الثالث الميدانى أثناء معركة أكتوبر فى كتابه " مقاتلون فوق العادة" أسرارا جديدة عن معركة صمود السويس التى اعتبرها ملحمة بطولية.
يقول الفريق يوسف عفيفى أصيبت إسرائيل بخية أمل مرتين الأولى عندما فشلت فى دخول السويس والثانية عندما فوجئت بصمود الجيش الثالث الميدانى أثناء حرب أكتوبر ١٩٧٣ بعد أن حاولت احتلال السويس فى ٢٤ أكتوبر عقب فشل تسلل العدو الاسرائيلى فى الصغرة العسكرية التى وصفها "ادجار أوبلاس" الخبير العسكرى البريطانى بأنها "عملية تليفزيونية استعراضية" وذلك بدفع قوات صغيرة إلى منطقة كبيرة لإيهام القوى الأخرى بأن القوات قامت بالاستيلاء على منطقة واسعة وهى الطريقة أو الخطة المعروفة باسم "غزالة" وهى التى سرقتها إسرائيل من أدبيات العسكرية الألمانية.
ويضيف يوسف عفيفى أن قوات المقاومة وشدتها فى الدفاع عن المدينة هى التى أجبرت "ديفيد العازر" رئيس الأركان الإسرائيلى بالاعتراف فى مذكراته قائلًا " خدع الهدوء الذى ساد مدينة السويس قوات الجنرال أدان المتخصص فى اقتحام المدن فاندفعت إلى داخلها لتنهال نيران المصريين وتشتعل الدبابات ويسقط القتلى والجرحى بالعشرات".
ويؤكد المشير محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته بالحرف "يصعب على المرء أن يصف القتال الذى دار بين الدبابات والمدرعات الإسرائيلية من جهة وشباب السويس من جهة أخرى وهو القتال الذى دار فى بعض الشوارع وداخل المبانى وبجهود رجال السويس ورجال الشرطة والسلطة المدنية مع القوة العسكرية أمكن هزيمة قوات العدو التى تمكنت من دخول المدينة وكبدتها الكثير من الخسائر بين قتلى وجرحى وظلت الدبابات الاسرائيلية المدمرة فى الطريق الرئيسى المؤدى إلى داخل المدينة شاهدًا على فشل القوات الاسرائيلية فى اقتحام المدينة والاستيلاء عليها" ويضيف الجمسى "واضطرت القوات الاسرائيلية إلى الانسحاب من مدينة السويس ".
بينما كانت كلمات الرئيس السادات وشهادته التاريخية حين قال فى خطاب رسمى "حينما خرجت السويس فى ٢٤ أكتوبر لمقاومة العدو وتدميره لم تكن تدافع عن نفسها إنما عن مصر وشرف الأمة العربية ".
يبقى أنه بعد ٥٠ عامًا على انتصار إرادة المقاومة الشعبية والجيش الثالث الميدانى أن نتكلم عن الواقع الآن يشير آخر تقرير لمركز معلومات مجلس الوزراء إلى أن نسبة البطالة فى السويس مرتفعة ويؤكد مركز معلومات رئاسة الوزراء أن ترتيب السويس فى البطالة الثالث على مستوى الجمهورية.


وبعد انتهاء الحرب والنصر فما زال مشروع مطار العين السخنة الذى تعطل منذ ١٦ عامًا وقد تم طرحه مجددًا خلال الحكومات ما بعد ثورة ٢٥ يناير ولم يتم اتخاذ فيها قرار تنفيذى حتى الآن برغم وجود المطار على خرائط جوجل العالمية وتخصيص الأرض ووجد دراسات الجدوي.
كما أن مشروع تنمية شمال غرب خليج السويس ما زال معطلًا ولم يحقق الأهداف الرئيسية رغم البدء فيه منذ عام ١٩٨٨ فما زالت مصانع المشروع لم تصل إلى عدد المصانع المخطط لها لتكون ٤٩٠ مصنعًا توفر ٤/١ مليون فرصة عمل ورغم أن ما صرف على المشروع من الخزانة العامة يزيد على ٨ مليارات جنيه مصري.
فإن فرصة العمل المتاحة لأبناء السويس ما زالت ضعيفة، كما أن نسبة تنمية الأراضى التى حصل عليها المستثمرون والتى تصل إلى ١٠٠ كيلو متر مربع بواقع حوالى ٢٥ كيلو متر للمستثمرين فإن نسبة التنمية للأراضى داخل مشروع تنمية شمال غرب خليج السويس لا تتعدى ٣٪ من حجم الأراضى التى تصل إلى ما يزيد على ٢٥٠ كيلو مترًا بينما المساحة المأهولة للسكان فى محافظة السويس لا تزيد على ٢.٧ ٪ من إجمالى مساحة الأراضى بمحافظة السويس التى تقترب من ١٠٠ كيلو متر مربع.
وما زال السوايسة يطالبون بإلحاح إنشاء متحف السويس الوطنى لتخليد بطولات شعب السويس على مدار تاريخه لم يتم افتتاحه رغم مرور ٥٠ عامًا على معركة السويس وصمود شعبها البطل.
ويتساءل المواطنون فى السويس لماذا تم إلغاء العيد الوطنى للسويس من الاعياد الرسمية على مستوى الجمهورية والذى كان يعد عطلة رسمية هو العيد الرمزى للمقاومة الشعبية وانتصار إرادة الشعب المصرى فى تاريخ مصر المعاصر بعد معركة رشيد ١٨٠٧.
ويكفى أن نشير إلى أن مذكرات الفريق يوسف عفيفى فقد أشار بسؤال ذكى فى مذكراته لماذا حتى الآن لم تأخذ معركة السويس وصمودها من الاهتمام الاعلامى المناسب لها.
وتبقى الأسئلة المشروعة لأبناء السويس:
• لماذا يستمر غلق ميناء بورتوفيق للركاب رغم صرف الملايين على تطويره؟
• لماذا لم يتم بناء مدينة السويس الجديدة شرق القناة أسوة بالإسماعيلية وبورسعيد؟
• أين قصر ثقافة حى الأربعين الذى يمثل ٥٢٪ من تعداد السويس بدون خدمة ثقافية؟
• لماذا يتم تجاهل أبناء السويس فى التعيينات بالشركات الصناعية على أراضيها مع ارتفاع نسب البطالة ؟
• أين مشروع ترسانة رأس الأدبية الذى صدر له قرار جمهوري؟
• لماذا يتم تجاهل منطقة عيون وتطهيرها وتطويرها؟
• لماذا يتم تجاهل إنشاء مطار السويس الدولى ونقل المنطقة الروسية الصناعية من السويس إلى بورسعيد؟
* لماذا يتم التعدى على المخطط العام لمحافظة السويس وتحويل نصف حديقة الخالدين الرمزية إلى جراج وتحويل حديقة الشهداء بحى الأربعين الشعبى إلى موقف للميكروباصات !
* ولماذا يتم تجاهل مطلب أبناء السويس بفتح الطريق الرئيسى ببورتوفيق أمام النقطة الحصينة الأولى الإسرائيلية التى تم تدميرها وكانت بورتوفيق متنفسًا للمواطنين !
* ويتساءل السوايسة لماذا يتم الاهتمام بمنطقة الممشى والنخيل وطريق الزيارات الرسمية بالدهانات والزهور بينما تعانى المناطق الشعبية من الإهمال فى رصف الطرق والقمامة والصرف والعشوائية وعدم الاهتمام بتطوير المساكن الشعبية القديمة فى ١٨ منطقة مهددة بالسقوط والإهمال بينما يتم تطوير مناطق الطريق الرئيسى لزيارات المسئولين الرسمية من القاهرة !
وفى النهاية نقول إننا نأمل فى أن تجد السويس مزيدا من الاهتمام تكريمًا لشعبها الوطنى مع الاحتفال بأنبل معارك المقاومة الشعبية ضد العدو الإسرائيلى فى تاريخ مصر الحديث.
 

صفحات خالدة فى سجل التاريخ

 

محافظ السويس قائد المقاومة


شارك اللواء محمد بدوى الخولى محافظ السويس الأسبق فى معركة الدفاع عن المدينة فى وجه المغتصب الإسرائيلى خلال الفترة من نكسة ١٩٦٧ وحتى حرب أكتوبر ١٩٧٣ وأدار مع أبناء المحافظة هذه المعركة، وفى الصورة الأولى المحافظ يظهر الخولى أثناء حصار السويس مع قيادات السويس من مركز قيادة تبادلي، وفى الصورة الثانية يتابع الموقف من محل بقالة التموين بشارع شميس بحى الأربعين ورفض تهديدات القوات الإسرائيلية للخروج رافعًا العلم الأبيض وتسليم المدينة.. رغم الشائعات التى أطلقها مروجوها وتم إبلاغ القيادة السياسية رسميًا بالموقف. 

الكابتن غزالى وأولاد الأرض

ويقول الكابتن غزالى وفرقة أولاد الأرض
يلا بينا نحرر أرضينا
وعظم اخوتنا نلموا نلموا
نعمل منه مدافع وندافعو
ونجيب النصر هدية لمصر 
ونجيب النصر هدية لمصر 
نكتب عليه أسامينا
هنخاف من مين
الشاعر الراحل عطية عليان ابن السويس

وأشار الشاعر الراحل عطية عليان ابن السويس لروح المقاومة فى قصائده حنخاف من مين ونخاف على مين. 
النصر والمقاومة
وبشر بالنصر والمقاومة الشاعر الكبير الراحل كامل عيد رمضان بقوله فيها 
ايه لو اموت 
هيموت الكون أبدًا 
هتغيب الشمس أبدًا 
راح أخاف السماء تنزل ع الأرض
 


الأبنودى وحمام


بشر الفنان محمد حمام بهذه المعركة حين غنى كلمات عبد الرحمن الأبنودى وتلحين إبراهيم رجب أغنية «يا بيوت السويس» حين قال..
يا بيوت السويس يا بيوت مدنتى 
أستشهد تحتك وتعيشى أنتى 
أستشهد والله ويجى التانى 
فداكى وفدا أهلى وبنيانى 
أموت يا صحبى قوم خد ماكانى 
دا بلدنا حالفة ما تعيش غير حرة