السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

قلب ولدى عليا حجر.. وفاة مسنة بعد تعذيبها على يد ابنتها ببولاق الدكرور

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"قلبي على ولدي انفطر.. وقلب ولدي على حجر".. هذه الكلمات تنطبق تماما علي تفاصيل مافعلته سيدة تجاه والدتها، بأن مارست معها كل أنواع العنف والعذاب، فالمتهمة كانت تتفنن في تلقين والدتها دروسًا في الضرب والتعذيب والقسوة، ولرب عذر أقبح من ذنب، إذ كانت المتهمة تبرر ما تفعله بوالدتها بأنها لا تسمع كلامها، حتي حلت الطامة الكبري في النهاية، بمصرع السيدة التي تبلغ من العمر ٦٦ عامًا قتلًا علي يد ابنتها بعدما هشمت رأسها بعصا حديدية، داخل مسكنهم بمنطقة بولاق الدكرور غرب محافظة الجيزة.


سيطر الشيطان على المتهمة، وألبسها عبائته للتخلص من والدتها، بعدما استغلت اموالها التي كانت تتقاضاها من “ المعاش” وأنهت حياتها بعد حلقات استمرت لعام كامل من التعذيب والضرب.
تفاصيل الواقعة كما حررتها الجهات الرسمية، وشهادة شهود العيان أفادت، أن الضحية تدعي “ الحاجة اعتدال كامل، وتبلغ من العمر ٦٦ عامًا” ونجلتها المتهمي تدعي “ ولاء سمير وتبلغ من العمر ٤٦ عامًا”، كانت الضحية تقيم بمفردها في إحدي الشقق في منطقة بعيده، ولكن منذ عام طلبت المتهمة حضور والدتها لتسكن معها في منطقة بولاق الدكرور، بحجة أن تبقي بجوارها وترعاها.
ولكن في باطن الأمر كان غير ذلك، وكان مجىء الأم إلي شقة الأبنة بناءًا علي اقتراح قدمه زوج المتهمة، بأن تطلب من والدتها الإقامة معهم، كي يستفيدوا من معاشها الشهري الذي كان في حدود الأربعة آلاف جنيه، لاسيما أن المتهمة كانت متزوجة بزوج آخر قبل زوجها الحالي وكان لديها طفلان.
جيران الضحية في نفس العقار، أكدوا أن المتهمة كانت تمارس كل أنواع التعذيب ضد والدتها المسنة، تارة بضربها بسلك الكهرباء علي جسدها العاري، وتارة أخرى بربطها بسلاسل الجنزير، وحلقها لشعرها، وانتهي المطاف بأن ضربتها ابنتها على رأسها بماسورة حديدية، لتلفظ أنفاسها الأخيرة، وتبرر الابنة ذلك، “ كنت بضربها عشان مش بتسمع الكلام.. وكانت بتستفزني” .
وأوضح الجيران أنهم علموا بمشكلة السيدة الضحية “ اعتدال” مع نجلتها المتهمة “ ولاء” بمجرد أن قدمت الضحية لتسكن مع نجلتها، فكانوا دائمًا ما يسمعون الصراخ وصوت تكسير في الشقة، وبطبيعة الحال مع الجيران، توجهوا إلي الشقة لمعرفة ما يجري، وجدوا أن المتهمة كانت تحبس أمها بداخل غرفة صغيرة في الشقة، وعليها قفل حتى لا تخرج"، وبداخل الغرفة “ جردل” لتقضي فيه حاجتها، وتجلس علي البلاط، وعلي جسدها آثار تعذيب وضرب.


والمفاجأة أن الضحية كانت لا تكشف عن آلامها من ابنتها خوفًا منها، التي كانت تقول لها “أوعي تحكي لحد حاجة” وكانت المتهمة لاتترك والدتها تجلس مع الجيران بمفردها، كي لا تستغيث من وضعها وتحكي آلامها لجيرانها. وعن يوم الجريمة.. كشف الجيران تفاصيل ذاك اليوم، وأشاروا أنه في حوالي الساعة الـ٧ صباحًا كانت تقف إحدي الجيران في البلكونة، بينما كانت المتهمة “ولاء” تجري في الشارع، وتستغيث بالجارة، قائلة لها أن والدتها قد توفت، وأنها ستتوجه إلي أحد الأطباء لجلب تصريح الدفن، وستُحضر المغسلة لتغسيلها وتكفينها.


اعتقد الجيران في بادئ الأمر، أن الوفاة طبيعية، ولكن بحضور طبيب الصحة، كشف عن الخبر المرعب بأن السيدة وفاتها ليست طبيعية وأنها قتلت ويوجد علي جسدها آثار ضرب وتعذيب، وأخبر الشرطة بالواقعة، وتم القبض علي المتهمة وكانت تبرر بأنها وجدتها متوفية ولم تفعل لها أي شيء، وطالب جميع سكان المنطقة والجيران بأخذ القصاص العادل للضحية.
كانت بداية الواقعة بورود بلاغ لوحدة مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور بمديرية أمن الجيزة من غرفة النجده، بالعثور علي جثة مسنه متوفيه داخل شقتها، علي الفور انتقل رجال المباحث لمكان الحادث، وبالفحص تبين وجود جثة "اعتدال.ك.ا" ٦٦ عاما، وبها جرح غائر بالرأس تسبب في وفاتها.
وبعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة، نجلة المجنى عليها "ولاء.س" ٤٦ عامًا، أقدمت علي قتلها بضربها علي رأسها، لعدم سماعها للكلام.
و تمكنت القوات من ضبط المتهمه، وبمواجهتها اعترفت بارتكاب الواقعة، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة التحقيقات، التي أمرت بحبسها علي ذمة التحقيقات، وإحالتها لمحكمة الجنايات.