رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يقتلون الأحلام ويطعنون الوطن!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ظل تزايد الاضطرابات السياسية التي تحدث في مصر، تكثر المظاهرات في كثير من المدن، ومع وجود عشرات الصحف والفضائيات التي تقوم بدورها في نقل الأحداث للمواطنين، بعد أن أصبحت غالبية وسائل الإعلام في مصر تهتم بالسياسة، ينتشر عدد من الإعلاميين في بؤر التوتر كي ينقلون الأحداث لحظة بلحظة كي يكون القارئ/المشاهد على بينة مما يحدث، ولكن!
الصحفي/الإعلامي يتعرض لمخاطر عديدة في ظل غياب التأمين الكافي من الأمن، ونقص التدريب اللازم من نقابة الصحفيين، يسقط الصحفيون قتلى في هذه المظاهرات، ويدفعون ثمن قيامهم بعملهم، بينما يتاجر بدمائهم أصحاب المصالح الضيقة، فكل طرف يبحث عن ضحايا حتى يزيد من سلة دمائه، دون مراعاة لمشاعر أهالي الضحايا، ودون تفكير في وضع حلول لوقف سفك الدماء!
أشعر بالخزي والعار وأنا في وطن يتشاجر فيه أهله ويتصارعون بسبب خلافات سياسية، ولا يفكر فيه أحد في كيفية حقن الدماء، والحفاظ على كرامة الإنسان وحرمة موتاه!
وسائل الإعلام ونقابة الصحفيين مقصرة في عدم تدريب الصحفيين المخصصين لمتابعة هذه الفاعليات، فحسب المعاهد المتخصصة للتدريب في هذه المجالات هناك تعليمات وأساليب يتم التزام الإعلامي بها قبل تغطيته للفاعليات، وكذلك رجال الشرطة عليهم الإلمام بهذه القواعد، وكثير من بلدان العالم تشهد نزاعات، وهناك وسائل الإعلام موجودة، ولكن ليس بأسلوب الفهلوة المصرية، وإنما وفق أساليب علمية، وعندما تخترق جهة ما هذه القواعد تتعرض لأقصي درجات النقد والملاحقة القضائية، بينما في مصر تهدر الدماء ويسقط الضحايا بلا أدنى مساءلة!
اليوم سقطت ميادة أشرف الصحفية بالدستور بسبب إطلاق الرصاص عليها من جهة لم يتم التعرف عليها – حتى كتابة المقال- كما سقطت ماري جورج في إطار القتل على الهوية بسبب ديانتها، ومع ذلك لم يحدث شيء، مواقع التواصل الاجتماعي تنشر الصور والفيديوهات البشعة، ويردد كل طرف حسب ما يتفق مع أفكاره، والقنوات الفضائية تطلق سهام النقد للجماعة الإرهابية على ما تقوم به ضد أبناء الوطن، بينما هناك فضائيات عربية تستغل الحدث للتشهير بما تسميه "سلطة الانقلاب"، ودعوة العالم الحر للتدخل وملاحقة الجناة، وبين هذا وذاك يأتي "البرنامج"، الذي يعتبره البعض اليوم رمزا لحرية التعبير، دون أدنى احترام لمشاعر أسر الضحايا، وتفريغ شحنات الغضب من هذا التيار أو ذاك، لتنتهي الليلة، ويذهب الملايين إلى عملهم في النهار، وينسون الجرح الذي يصيب الوطن، فلم يعد هناك من يساعد في وقف النزيف، فالنسيان هو آفة الإنسان، ومن الحسيني أبو ضيف إلى ميادة أشرف نحو 16 شهرا سقط فيها المئات من المصريين، ومع ذلك "الساخر" يستمر في عرض سخافته، والقنوات الفضائية تعمل بلا مهنية، وشباب الإعلاميين يدفعون الثمن في مقابل حلمهم في عمل شريف ووطن حر!
يا الله.. ما ذنب هؤلاء الضحايا الذين يتساقطون يوما بعد يوم، أليس باسمك تسفك الدماء تحت شعارات جفاء؟ متى تتدخّل لتحقن الدماء؟!