الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

ديفيد سفوركادا يكتب: فرنسا وأفريقيا.. من يريد.. يستطيع!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى وقت من الأوقات، لا تستطيع أسوأ عمليات الاحتيال أن تخفى الواقع، وهذا ما سيحدث عاجلًا أم آجلًا فى القارة الأفريقية. فلن تتمكن بعض الأنظمة فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من إخفاء أخطائها وإهمالها وإدارتها الكارثية لبعض الأمور، خلف ستار الاستعمار الفرنسى. يعد هذا الاستعمار بالنسبة لهذه الأنظمة، هو صمام الأمان الذى يخدم مصالحها، فيقومون بفتحه حسب ما يستدعيه الوضع الداخلى.
يجب على فرنسا، أو على الأقل فيما يخص حكوماتها خلال السنوات الأخيرة، أن تخرج هذا الموقف الأبدى الذى يغذى تفكير الأنظمة المختلفة وكذلك «المؤثرين» الذين يتم تحريكهم عن بعد من قبل دول أخرى مثل روسيا وتركيا وحتى الولايات المتحدة وأوروبا والصين.
ولا نستطيع أن نقول إن فرنسا هى المخطئة إذا كان النظام الجزائرى «مثلًا» غير قادر على إحداث النمو الوطنى على الرغم من أنه غنى جدًا، وخاصة فى مجال النفط. ونفس الأمر ينطبق كذلك على غالبية البلدان التى كانت الأنظمة المتعاقبة فيها إما أنها غير قادرة على تطوير بلادها بصفة عامة، أو أنها صادرت كل الثروات، مخلفة الفقر المدقع بين السكان. إن ما تفتقده هذه البلدان هو التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، ومن المؤكد أن فرنسا ليست هى السبب الذى يمنع تلك الأنظمة من تحقيق تلك التنمية.


تعد فيتنام هى مثال للمستعمرة الفرنسية السابقة التى تمكنت من التقدم. ولم تذكر فى أى وقت أو عند حدوث أى مأزق أن فرنسا هى السبب، بل كانت تعمل على تخطى أى مأزق والتغلب عليه. ومن المثير للاهتمام مقارنة الوضع الاقتصادى لفيتنام بالوضع الاقتصادى للجزائر لفهم مرارة الوضع فى هذا البلد.
اليوم يجب على فرنسا أن تطلب التوقف عن ذلك كما يتعين عليها أن تتوقف أيضا عن الانغماس فى التكفير عن ذنوب سابقة. يجب على فرنسا أن تتوقف عن الخوف من الاتهامات بالاستعمار الجديد، بل عليها أن تغير من منهجها فى معالجاتها وأساليبها الأمنية والاقتصادية. كما يجب عليها أن تعيد النظر فى تحالفاتها ومنهجها للفرنكوفونية. يجب أن تكون المغرب ومصر وساحل العاج وجيبوتى هى الدول التى يمكن الاعتماد عليها فى الدائرة الأولى، دون إهمال شواطئ المحيط الهندى والبحر الأحمر. سيقول البعض: «إذا أردنا أن نكون فى كل مكان، فنحن لسنا فى أى مكان»، وسأجيبهم: «من يريد، يستطيع».
 

معلومات عن الكاتب: 
ديفيد سافوركادا.. ضابط سابق فى البحرية الفرنسية، ومدرب فى عدة جهات أمنية خاصة، وعضو فى العديد من الجمعيات الوطنية. يشغل حاليًا منصب الأمين العام لمركز الدراسات والأبحاث حول البونابرتية ورئيس حركة «النداء من أجل الشعب».. يتناول، ما يعتبره «حجج دول أفريقية» عن اتهام فرنسا بالسبب فى تخلفها الاقتصادى والتنموى.