الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

تحت شعار «افهم.. اسمع.. اتكلم» مؤسسة «فاهم» و«القومي للمرأة» ينظمان ندوة بالبحيرة لدعم السيدات نفسيًا

مؤسسة فاهم للدعم
مؤسسة فاهم للدعم النفسي بالتعاون مع المجلس القومي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نظمت "مؤسسة فاهم للدعم النفسي"، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، ندوة تحت شعار "افهم.. اسمع.. اتكلم"، في قصر ثقافة دمنهور بالبحيرة، للتوعية بالأسباب المؤدية إلى الانتحار، وكيفية تجنبها والوقاية منها، وحماية الفتيات والسيدات من مخاطر الإحباط والاكتئاب والتنمر.


وشهدت الندوة حضورًا واسعًا من رائدات المجلس القومي للمرأة، وعددًا من القيادات النسائية والواعظات والسيدات المؤثرات بمحافظة البحيرة. وتأتي الندوة في إطار بروتوكول التعاون الموقّع بين "مؤسسة فاهم" والمجلس القومي للمرأة، والحرص المشترك على التوعية بأهمية الصحة النفسية وتحذير المجتمع من مخاطر المرض النفسي، وتوفير الوقاية المبكرة للأطفال والشباب والفتيات من الأفكار والمشاعر السلبية، ودعم الأسر نحو التعامل النفسي الأمثل والإيجابي مع الأبناء.


ومن جانبها، عبرّت معالي السفيرة نبيلة مكرم، مؤسِسة ورئيسة مجلس أمناء "مؤسسة فاهم"، عن سعادتها بالمشاركة في الندوة التوعوية الهامة، وشددت على أهمية مواجهة المشكلات بشفافية وصراحة، وعدم اللجوء للهروب من الواقع ومحاولة إخفاء الحقائق، موضحة أن بداية الحل يكمن في التوعية لكي تؤدي إلى الاعتراف والمواجهة وطلب المساعدة داخل الأسرة نفسها، وضرورة بناء علاقات أسرية قائمة على التفاهم والصداقة والوضوح بين الآباء والأبناء، مؤكدة أهمية دور الأم على وجه التحديد في احتواء الأطفال والفتيات والشباب ومساعدتهم على تجاوز الأزمات.

وأشارت السفيرة نبيلة مكرم، خلال كلمتها، إلى أن المرض النفسي مثل بقية الأمراض العضوية، وليس عقابًا من الله ولا نقصًا في الإيمان، ولكن له أسباب عضوية تؤدي إلى الشعور بالإحباط أو الاكتئاب، وأسباب اجتماعية مثل التعرض للتنمر. لافتة الانتباه إلى أن بعض الأشخاص من فئات عمرية مختلفة يقدمون على تناول "حبة الغلة" بهدف الانتحار بسبب تعرضهم لضغوطات وأزمات نفسية شديدة، سواء أسرية أو تعليمية أو مالية، وبالتالي يحاولون الهرب منها عن طريق التخلص من حياتهم.

ونبهت السفيرة نبيلة مكرم على أهمية التعاون والتشارك بين كافة مؤسسات وقوى المجتمع، وفي مقدمتها الأسرة، بهدف تقديم كافة أشكال الدعم النفسي لمن يعانون من ضغوطات أو أزمات نفسية، ومساعدتهم على تجاوز تلك الأزمات، وعدم التعامل مع المرض النفسي باعتباره وصمة عار، ولكن التعامل معه من منطلق أنه مرض مثل بقية الأمراض، يحتاج إلى فهم وتشخيص واحتواء وعلاج.  

وقال الدكتور طارق ملوخية، أستاذ ورئيس وحدة الطب النفسي بكلية الطب جامعة الإسكندرية، أن اهتمام الدولة ومؤسسات المجتمع المدني بالدعم النفسي كان بمثابة الحلم في أوقات سابقة، والآن تحقق هذا الحلم، مشيدًا بالدور الريادي "لمؤسسة فاهم" في التوعية بالمرض النفسي، وأوضح أن "حبة الغلة" مجرد وسيلة من وسائل الانتحار، ولكنها ليست المشكلة نفسها.

وأضاف: "هناك 800 ألف شخص حول العالم ينتحرون سنويًا، بينهم 5 آلاف حالة انتحار داخل مصر، وعشرة أضعاف هذا العدد يقدمون على محاولات انتحار فاشلة"، مشيرًا إلى أن الاكتئاب يمثل 70% من أسباب الانتحار، وهناك 30% أخرى تتعلق بأسباب مختلفة، ودعى الأسر إلى ضرورة التنبه إلى الخطاب السلبي لبعض الأبناء ومساعدتهم على تجاوز الأزمات وإبعادهم عن تناول الوسائل المؤدية للانتحار، خاصة الأطفال والشباب الذين يعانون من اكتئاب أو يتعاملون مع الأمور باندفاع.

وشهدت الندوة قبل ختامها تفاعلاً كبيرًا بين الحضور والمشاركين، وطرح الأهالي بالبحيرة أسئلة متنوعة تتعلق بمفهوم المرض النفسي، وكيفية التعامل مع الأطفال الذين يعانون من اكتئاب، وطرق مساعدة الشباب والفتيات على تجاوز بعض الأزمات، مثل الرسوب في الامتحانات الدراسية، أو الانفصال عن الزوج أو الزوجة، وغيرها من الأزمات. وتلقي الحضور إجابات علمية وإرشادات ونصائح من المتحدثين تساعدهم على مواجهة المرض النفسي وحماية الأبناء من الانتحار وعلاج الاكتئاب والإحباط وتجاوز تأثيرات التنمر.

يذكر أن "مؤسسة فاهم للدعم النفسي" هي مؤسسة مصرية بدأت أنشطتها في مصر، وحققت نجاحًا كبيرًا رغم حداثة تأسيسها، لتوقع عددًا من البروتوكولات الهامة مع العديد من المؤسسات الرسمية والخاصة، وتحرص على التواصل مع عدد ممن يعانون من المرض النفسي، لمساعدتهم على التغلب على التحديات التي تواجههم وكذلك تمكينهم مجتمعيًا.

وتسعى مؤسسة "فاهم" لنشر الوعي بأهمية الصحة النفسية، وإزالة الوصم الذي يصمه البعض للمريض النفسي، وتخاطب المؤسسة كل فئات المجتمع العربي، أملًا في تحقيق السلام والاستقرار النفسي لنا جميعًا، وبناء مستقبل أفضل للأسرة العربية، وحياة أكثر إشراقًا وسلامًا للأطفال والشباب العربي.