ظهرت سمكة البيرانا في أفلام السينما حيث تم تناولها بشكل سينمائي وأشاروا من خلال هذه الأفلام إلى مدى شراسة تلك السمكة المفترسة التي تفتك بكل ما يقابلها من لحم ودم، فكثير منا شاهد بالتأكيد واحدًا من الأفلام التي كانت تلك السمكة بطلته الرئيسية وكيف كانت شرسة وشرهة للغاية حتى أنها كانت تنتظر نزول الإنسان إلى الماء لتهجم عليه في مجموعات بكل قوة وشراسة وتقطعه إربا إلى قطع صغيرة وتلتهمه بالكامل، وفي أفلام مثل البيرانا لسنة 1978 تم تصوير البيرانا كقاتل عشوائي وكذلك فيلم Piranha 3D.
ولكن هل هذه طبيعة سمكة البيرانا التي تبدو بها في الحقيقة بالفعل؟ وهل سمك البيرانا يفتك بأي كائن حي بهذه القوة والشراسة أم أنها مجرد خيال سينمائي مبتكر ومن تأليف كاتب سيناريو الفيلم؟
ولنتعرف أكثر عن حقيقة تلك السمكة وطبيعة سلوكها ترصد «البوابة نيوز» في هذا التقرير أهم المعلومات والحقائق عن «البيرانا» والحكم الشرعي في تناولها، وذلك خلال السطور التالية:
سمكة البيرانا المفترسة
يعد سمكة البيرانا واحدة من أكثر الأسماك شراسة لما تمتلكه من أسنان حادة للغاية، وهي أحد أنواع الأسماك التي تعيش في المياه العذبة وتُسمى أيضا Caribe أو الضاري، وتعرف بشدة خطورتها وسمعتها السيئة وذلك لما يحوم حولها من شائعات مخيفة تطلق عليها، مثل أنها يمكنها أن تفترس إنسانا أو حيوانا حينما تهجم كمجموعات وتحوله إلى هيكل عظمي في غضون ثوانٍ معدودة لكونها مخلوقات شرسة تدخل في نوبات تغذية مميتة، ومع ذلك فإن أسماك البيرانا تأكل في الواقع مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك الجيف والنباتات.
أين تعيش سمكة البيرانا؟
تتواجد سمكة البيرانا في المياه العذبة وخاصة في أنهار أمريكا الجنوبية، وكما ظهرت في السنوات الأخيرة في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، وتعيش سمكة البيرانا إلى أماكن أخرى، بما في ذلك شمال البرازيل، وهاواي، وأجزاء من أمريكا الشمالية والوسطى، وهناك العديد من أنواع أسماك البيرانا، وتتنوع أسماك البيرانا في نهر الأمازون، حيث يوجد 20 نوعا مختلفا، والأكثر شهرة هو سمكة البيرانا ذات البطن الأحمر
وتختلف الألوان من فضي اللون مع الجوانب السفلية البرتقالية إلى اللون الأسود تقريبا، وتحتوي هذه الأسماك الشائعة على أجسام عميقة وبطن ذو حواف منشار، ورؤوس كبيرة حادة عموما، وذات فكين قوية تحمل أسنانا حادة مثلثة تلتقي بعضة تشبه المقص.
حقائق مخيفة عن أسماك البيرانا
تعتبر سمكة البيرانا من الأسماك المثيرة للاهتمام وتجذب الكثير منا من باب الفضول لمعرفة طبيعة تلك السمكة، وتعرف هذه السمكة بهذا الاسم في جميع أنحاء العالم، ولكن في فنزويلا يسمونها "الكاريبي" وفيما يلي بعض المعلومات والحقائق عنها كالتالي:
- أسماك البيرانا تصبح عدوانية حينما تشعر بالجوع، وإذا تواجدوا في بركة راكدة لفترة طويلة، فمن المحتمل أن يهاجموا أي شيء يدخل الماء.
- تمتلك سمكة البيرانا السوداء أسنان حادة وأقوى قوة عضة من أي سمكة عظمية.
- الأسنان العلوية والسفلية تعمل كقواطع لتقطيع الطعام وتمزيقه بسرعة.
- تتميز سمكة البيرانا قدرتها على تبديل أسنانها وإعادة نموها إلى ما لا نهاية كأسماك القرش والتماسيح.
- حجم سمكة البيرانا لا يصل إلى الكبير جدًا في الكثير من الأحيان، ويصل حجمها من 6 إلى 10 بوصات في الطول غالبا، وهو كفيل أن يجعلها مخيفة بما فيه الكفاية.
- تتغذى سمكة البيرانا على النبات والحيوان، وأيضًا على الرخويات والحشرات والطيور والسحالي، وجثث الحيوانات الأخرى من حيث اللحوم.
- تصاب بالسعار الغذائي أحيانا مثل أسماك القرش، لتصبح متورطة في تغذية جنونية، ويحدث ذلك عندما تأتي حزمة ضخمة من الأسماك.
- تميل إلى المياه الدافئة للبقاء على قيد الحياة ولا تأكل عندما تكون درجة حرارة الماء أقل من 12 درجة مئوية 54 درجة فهرنهايت.
- تعيش تلك الأسماك لعمر يصل إلى 25 عامًا في البرية و10-20 سنة في الأسر.
شكل وحجم سمك البيرانا المتوحشة
لون هذه الأسماك يختلف باختلاف وتعدد أنواعها، على سبيل المثال، سمكة البيرانا ذات البطن الحمراء رمادية اللون مع بقع بيضاء وبطن أحمر، وسمكة البيرانا السوداء هي أحادية اللون من الرمادي إلى الأسود تقريبا مع عيون حمراء مميزة، وأنواع سمكة البيرانا لها شكل معين مميز.
وطول سمكة البيرانا يصل عادة ما بين 6 و13 بوصة، ولكن يمكن أن يصل طول بعض الأنواع إلى قدمين، ولا يتجاوز وزن السمكة عادة 6.6 رطل، ولديها شكل فك واضح مع عضلات فك كبيرة متصلة بطرف الفك، مما يجعلها بارزة قليلا، فأسنان هذه السمكة حادة ومسننة، مما يجعلها بارعة جدا في تمزيق اللحم بسرعة.
غذاء سمكة البيرانا
تتعذى سمكة البيرانا على أي شيء تقريبا من الحياة النباتية إلى الأسماك الأخرى والحشرات والجيف والديدان وما إلى ذلك، وبعض الأنواع بارعة في الأكل والتغذية في المقام الأول عن طريق قضم قشور أو زعانف الأسماك الأخرى، وهذا أكثر شيوعا مع الأسماك الصغيرة والأنواع الأصغر، وسمكة البيرانا تنقب أيضا كثيرا.
حيوانات تفترس أسماك البيرانا
يتم افتراس سمكة البيرانا من قبل أي شيء أكبر منها، بما في ذلك السلاحف والتماسيح والأسماك الأخرى والدلافين والعديد من أنواع الطيور المائية، ويتم اصطيادها أيضا من قبل البشر واستخدامها كسمك طعام، أو تستخدم أسنانها للنحت من قبل مختلف قبائل أمريكا الجنوبية.
البيرانا يحول الإنسان لـ هيكل عظمي في ثوانِِ
أفادت تقارير أنه تم رصد العديد من الحوادث التي تفيد بتعرض عدد من البشر لعضة سمكة البيرانا القوية والتي تشير أن هذه الأسماك خطرة جدا، وفي حين أن العديد من البشر يخشى هذه الأسماك، إلا أن هناك الآلاف من المواطنين تسبح في نفس المسطحات المائية مع هذه الأسماك دون أن تصاب بأي أذى، ولكن مع الأسف أن قصص هذه الأسماك المفترسة تقول أنها تستطيع أن تحول الأشخاص إلى هياكل عظمية في غضون ثوان، ولكن كلها مبالغات كانوا يرددونها الأشخاص على مر السنين في الأفلام السينمائية، فلا يوجد تقارير موثقة عن شخص قتل في هجوم من سمكة البيرانا.
الحكم الشرعي في تناول سمك البيرانا والقرش
في بعض الدول يقوم الصيادين بأكل هذا النوع من أنواع الأسماك المفترسة، ولكنها ليست شائعة كنوع من أنواع الغذاء في دول العالم المختلفة.
وقال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق فى لقائه على فضائية «سي بى سي»، إن النبي (صلى الله عليه وسلم) نهى فى حديثه الشريف عن أكل كل ذى ناب ومخلب حيث ورد عن ابن عباس حديث يقول "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير".
وأضاف "جمعة"، أن هذا التصنيف يدخل فيه الكلب والقطة والأسد والنمر والفهد، كما يدخل فيه الفيل، ورغم أنه ليس له مخلب ولكن له ناب سواء اعتدى به أو لم يتعد.
وأكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن الأصل في الأطعمة والأشربة الإباحة إلا ما ثبت النص بتحريمه، مثل الميتة والدم والخمر والخنزير، وما فيه ضرر.
واستشهد «جمعة» بقول الله تعالى: «هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا» البقرة/29، وقال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأرْضِ حَلالا طَيِّبًا» البقرة/168، وموضحًا أنه لا يخرج عن هذا الأصل إلا ما ورد النهي عن أكله، كالنجس، مثل: الميتة، والدم، ولحم الخنزير، وما فيه مضرة، كالسم، ونحوه.
وقال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن الحيوانات البحرية جميعها حلال، ونص الشافعية على أن سمك القرش حلال رغم أن له أنيابا ولكن يدخل تحت قول النبى "هو الحل ميتته الطهور ماؤه".
أما الدليل على جواز أكل صيد البحر؛ مثل قوله -تعالى-: (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)، [المائدة: 96] وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (هو الطهور ماؤه الحل ميتته). [أخرجه الترمذي، صحيح]
