الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

أمعاء خاوية| «فتات الخبز» قوت السودانيين فى زمن الحرب.. وخبير لـ «البوابة»: استمرار الصراع يعنى المجاعة الحقيقية للجميع

بعد 4 أشهر من النزاع المسلح.. السودان يقف على حافة الهاوية

رجل يحمل رغيف خبز
رجل يحمل رغيف خبز في السودان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حذرت تقارير دولية ومحلية من اتساع رقعة المجاعة في السودان؛ وذلك على أثر الحرب التي يشهدها السودان منذ منتصف أبريل المنصرم والتي لا يعلوا فيها صوت سوى دوي الرصاص وقذائف المدفعية وأزيز المروحيات؛ وبعد مرور ما يقرب من 4 أشهر يقف السودان على حافة الهاوية إثر انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية واختفاء مُفجع للسلع الأساسية من بينها الخبز والماء ما ينذر بكارثة ويهدد بمجاعة عامة.

42 % يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان

مسئولون سودانيون ومنظمات دولية دقوا ناقوس الخطر في تقاريرٍ رسمية مُحذرين من تزايد رقعة المجاعة في ظل حرب ضروس وهشاشة دعوات الهُدن بين طرفي الصراع. 

منظمة الفاو الأممية قالت: إن أكثر من 20.3 مليون سوداني يمثلون 42% يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد؛ بينما يُعاني 14 مليون آخرين من الجوع – في المرحلة قبل الأخيرة- ونحو 6.3 مليون سوداني دخلوا مرحلة الطوارئ للجوع الحاد؛ بينما يعاني أكثر من نصف سكان 3 ولايات من الجوع الحاد وهي الخرطوم وكردفان دارفور.

 «فتات الخبز» قوت السودانيين فى زمن الحرب

فتاة سودانية: أسعار الخبز تضاعفت والشراء لمن استطاع إليها سبيلًا

تقول رفقة هارون؛ وهي فتاة سودانية تسكن بحي أمدرمان بالخرطوم، في حديثها لـ«البوابة»، إن أسعار الخبز تضاعفت وباتت لمن استطاع إليها سبيلًا؛ فسعر الرغيف بلغ 70 جنيهًا سودانيًا بسبب الحرب؛ ولكن لا نقدر على الشراء بعد ارتفاع الأسعار وانعدام الأموال وتوقف العمل؛ مُشيرةً إلى أن أبواب المخابز باتت تغلق لأيام متواصلة بسبب ندرة الإقبال على شراء رغيف الخبز محدود كمية الإنتاج؛ وخوفًا من أعمال النهب والسرقات التي يقوم بها المسلحون.

وتؤكد الفتاة والتي كانت تعمل في مشغل للملابس وتوقف العمل بعد الصراع المسلح في البلاد؛ أن الأوضاع باتت مأساوية لدرجة لا يصدقها عقل؛ وأصبح فتات الخبز الناشف له ثمنا كبيرا فمن الممكن أن نعيش على تناول فتات الخبز بعد أن فقدنا شراء رغيف الخبز، حتى إن توفر في المخبز فالثمن باهظ لدرجة لا تصدق؛ في ظل انعدام العمل وندرة الأموال والمخاوف من النهب والسرقة.

سيدة تحمل الخبز في السودان 


انهيار الخدمات واختفاء مُفجع للسلع الأساسية

وارتفع سعر جوال الذرة البيضاء الأكثر استخدامًا في خبز رغيف العيش لنحو 31 ألف جنيه سودانيا؛ بينما يبلغ سعر جوال الذرة الهجين نحو 28 ألف جنيه سودانيا؛ ويسجل حجم الاستهلاك المحلي من الذرة الرفيعة محليًا 3 ملايين طن في السنة الواحدة من الإجمالي السنوي المقدر بنحو 6 ملايين طن، حسب إحصائيات المركزي السوداني.

ويشير تقرير أممي إلى نجاح منظمة الأغذية والزراعة التابع للأمم المتحدة في شراء 8.840 طن من الذرة الرفيعة والدخن والبامية لتقديمها لأكثر من نصف مليون أسرة مزارعة رغم الظروف الأمنية المعقدة، وتسعى المنظمة لزيادة البذور لمليون مزارع أملًا في إنتاج حبوب تغطي احتياجات 19 مليون مواطن سودانيا لمدة عام؛ لكن المنظمة بحاجة لـ65 مليون دولار بشكل عاجل للوصول إلى 6.3 مليون شخص وتزويد الأسر الزراعية ببذور عالية الجودة.

خبير لـ «البوابة»: اتساع رقعة الصراع يعنى المجاعة الحقيقية للجميع

من ناحيته، يؤكد عادل عبدالعزيز الفكي، الخبير الاقتصادي لـ«البوابة نيوز»، أن تأثير الحرب الدائرة منذ 4 أشهر ماضية على حجم الإنتاج وسلاسل الإمداد الغذائية في السودان؛ مُشيرًا إلى أنه رغم الأزمة الغذائية التي تشهدها السودان ولكن حتى الآن أثرها يُعد محدودا نظرًا لأن المعارك لم تخرج عن ولايات الخرطوم وغرب وجنوب دارفور ولكن اتساع رقعة الصراع المسلح يعني المجاعة الحقيقية خاصة أن الآلاف الذين فروا من مناطق النزاع للولايات الأخرى يعتمدون على القمح.

عادل عبدالعزيز الفكي الخبير الاقتصادي السوداني 

ويضيف أن تحقيق الأمن الغذائي السوداني يعتمد على نجاح موسم الأمطار خاصة في زراعة الذرة والدخن؛ وتعتمد إنتاجيتها على الأمطار خلال موسم الخريف في أواسط السودان بين يونيو وحتى أكتوبر، مُشيرًا إلى أن مساحة الأرض الصالحة للزراعة في السودان تُقدر بحوالي 200 مليون فدان مُستغل منها نحو 40 مليون فدان فقط، وتبلغ مساحة الأراضي التي تروى صناعيًا 4.7 مليون فدان، والأراضي الصالحة زراعيًا وتروى من آبار الأمطار نحو 14.3 مليون فدان.

ويُشير الخير الاقتصادي إلى أن مساحات الزراعة التي تعتمد على الأمطار في السودان تبلغ حوالي 36 مليون فدان تمثل 90% من المساحة الكلية التي تزرع كل عام، وتتركز في السهول الطينية الوسطى في السودان؛ وفي حال نجاح موسم الأمطار فإن هذه المساحة يمكن أن تنتج نحو 5 ملايين طن من الحبوب الغذائية للسودان.