الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

مكرم عبيد.. مسيحي العقيدة مسلم الهوى

مكرم عبيد
مكرم عبيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«نحن مسلمون وطنًا ونصارى دينًا، اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصارًا. اللهم اجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين»، المقولة الأشهر في القرن الماضي لرمز الفكر الليبرالي في مصر الزعيم مكرم عبيد.
اسابيع مرت على الذكرى ٦٠ لرحيل احد اهم زعماء الحركة الوطنية المصرية في القرن العشرين، وهو من أبرز المفكرين في خمسينيات القرن الماضي.
في صعيد مصر وتحديدا في قنا عام ١٨٨٩ ولد «مكرم» شاب مختلف عن أبناء جيله، يضع التعليم نصب عينيه، ليدرس القانون في جامعة أكسفورد، وهناك يحصل على شهادة تعادل الدكتوراه، ليتبنى الأفكار الليبرالية، ويعود إلى وطنه ليساهم في انتشاله من الاستعمار.

ولد مكرم عبيد فى قنا فى صعيد مصر عام 1889، ودرس القانون فى جامعة أكسفورد، وحصل على ما يعادل الدكتوراه فى عام 1912.
وينتهي مكرم لعائلة سياسية عريقة، هي عائلة عبيد، التي لعبت دورا هاما في تاريخ السياسة المصرية، وهي من أشهر العائلات القبطية في العمل السياسي.
عمل مكرم في الصحافة، فتقلد موقع سكرتير تحرير بجريدة الوقائع المصرية، واتجه للعمل بالمحاماة حتى اختير نقيبا للمحامين، وفي ١٩١٩ انضم لحزب الوفد، وعين وزيرا للمواصلات في عام ١٩٢٨، وأصبح سكرتيرا عاما للوفد في عام ١٩٣٥،  كما شغل منصب المالية بعد معاهدة ١٩٣٦، والتي كان بموجبها أن تنسحب القوات البريطانية من مصر باستثناء قناة السويس.
ورغم نجاح ثورة ١٩١٩ في جمع التيارات الليبرالية حول هدف واحد، وهو الاستقلال، لكن سرعان ما ظهر الاختلاف بين القوى الليبرالية، فانقسم الوفد بين جناحين، الأول الجناح المحافظ وتزعمه أحمد لطفي السيد، وعدلي يكن ومحمد محمود، وشكلوا حزب الأحرار الدستوريين، بينما تزعم الجناح الثوري سعد زغلول ومكرم عبيد ومصطفى النحاس، استمر هذا الخلاف بين الليبراليين حتى ثورة ١٩٥٢، بعد أن اعتبرت الثورة أن القوى الليبرالية جزء من منظومة حكم فاسدة، فتراجعت حتى فترة حكم السادات التي شهدت صعودا للتيارات الإسلامية.
ويعتبر مكرم عبيد القبطي الذي عبر حاجز الأقلية، ليكون شخصية عامة تحظى بحب الجميع مثلما ذكر الدكتور مصطفى الفقي في كتابه «الأقباط في السياسة المصرية...نموذج مكرم عبيد ودوره في الحركة الوطنية»: «كان أول قبطى يتولى مسئولية رئيسية فى حزب الأغلبية ، وقد نجح عبيد فى أن يصنع جسورا قوية مع الرأى العام المصرى لمدة سنوات طويلة، وساعده على ذلك المناخ العام الذى تجسد فيه قدر معقول من الديمقراطية الليبرالية التى تقوم على اسس علمانية تفصل بين القرار السياسى والموقف الدينى، حيث تمثل ثورة عام 1919 بداية العصر الذهبى للمشاركة القبطية فى الحياة السياسية تحت رايات الوحدة الوطنية».
دافع مكرم عبيد عن عباس العقاد، بعدما اتهم العقاد بسب الذات الملكية، وهو صاحب فكرة تأسيس نقابات عمالية.