الحول والحور من الإصابات الشائعة في العين وبالرغم من اختلاط البعض بينهما إلا أن هناك فرق بينهم فالأول اضطراب أو مرض صحي، في حين أن الثاني هو في الغالب وهمي ولا يتطلب تدخل الطبيب، وحول الرجل يشار له على أن اتجاه إحدى عينيه يختلف عن اتجاه العين الأخرى، بينما الحور هو شدة بياض العين في بياضها مع شدة السواد في سوادها، والحول هو مرض لا يلتقي فيه اتجاه العينين، أو تشير إحدى العينين إلى اتجاه مختلف عن العين الأخرى، لأن عضلات العين الستة في الحالة الطبيعية تتحكم في حركة كلتا العينين معًا وفي نفس الوقت.
وبالتالي تحريك العينين في نفس الاتجاه، ولكن في حالة الحول يصعب على المريض التحكم في حركة العين وبالتالي لا يستطيع إبقاء العينين في وضعهما الطبيعي، والفرق بين الحول والحور بالصور يجب تحديد كل منهما من وجهة نظر طبية، ويشار إلى الحور طبيًا على أنه حول كاذب، وهذه هي الحالة التي يبدو فيها أن العين بها انحراف، ويبدو أن إحدى العينين أو كلتاهما تدوران للداخل أو للخارج أو لأعلى أو لأسفل، لكنهما في الواقع عيون مستقيمة، وهو ما يوضح الإجابة على تساؤل كيف أعرف أن فيني حور.
ويؤكد الأطباء أن الحور أو الحول الكاذب لا يحتاج إلى علاج وأنه بمرور الوقت يتحسن ويختفي مع تغيير بنية وشكل الوجه والشيخوخة، أما في حالة الحول الحقيقي قد يلجأ الطبيب المختص إلى تركيب العدسات اللاصقة المعالجة، بالإضافة إلى بعض تمارين عضلات العين وقطرات العين الخاصة والمراهم، كما أن الجراحة في بعض الأحيان قد تكون مطلوبة.
-تحديد الحول والحور عند الأطفال:
عادة، تظهر نقطة انعكاس الضوء عندما تسقط على عيني الطفل في نفس المكان في كلتا العينين، ولكن في حالة الحول لا تظهر نقطة انعكاس الضوء في نفس المكان، ويمكن رؤية صورة نظرة الطفل بسرعة البرق مع توجيه وجه وعينى الطفل مباشرة نحو الكاميرا وتتبع انعكاس الضوء في عيون الطفل، حيث يظهر الحور على شكل انعكاس للضوء في نفس المكان في كلتا العينين، ولكن مع الحول يظهر انعكاس الضوء في كل عين في مكان مختلف.
وعند البحث عن الفرق بين الحول والحور، نجد مفهومًا جديدًا يسمى تقاطع العيون عند الأطفال، وهو عيب بصري ناتج عن زيادة عدد طيات الجلد الزائدة أو أن جسر الأنف متسع مما يؤدي إلى ظهور العينين في شكل تقاطع، لأن صلبة العين البيضاء بناحية الأنف من العين تبدو أقل وضوحًا، وهو في الواقع مرض يشفى بشكل طبيعي أو يزول عندما يكبر الطفل وينمو، ويتغير شكل الوجه.
ويتجاوز تحديد الفرق بين الحول والحور الجانب الجمالي للعيون، ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الحول الحقيقي عند الطفل إلى فقدان البصر الدائم أو حتى العمى، لذلك فإن الكشف المبكر عن هذا العيب أو أي مشكلة في العين يساعد على تسريع العلاج وتجنب الضرر الدائم، لذلك من الضروري استشارة أخصائي في حالة ملاحظة وجود اضطراب.
والسبب الأكثر شيوعًا لظهور الحور أو الحول الكاذب عند الأطفال هو وجود طيات جلدية بارزة في الزاوية الداخلية للعين عند الأطفال الصغار الذين لديهم جسر أنف مسطح، ونظرًا لوجود مساحة بيضاء أكبر في النصف الخارجي للعين، يبدو أن العيون تتجه إلى الداخل، والتي يمكن أن تشبه الحول الحقيقي، ومع ذلك ينعكس الضوء بشكل متماثل من العين ويخلق صورة طبيعية تمامًا، وهناك أسباب أخرى أقل شيوعًا للحول منها:
الولادة المبكرة: ولادة الجنين قبل عودته يمكن أن يؤدي إلى اعتلال الشبكية لدى الأطفال المبتسرين مما يتسبب في ظهور حول كاذب.
شكل الوجه: على سبيل المثال، لدى الأطفال الآسيويين تجاعيد ملحمية مميزة تؤدي إلى ظهور الورم الكاذب.
أورام الحجاج: وهي أورام تنمو في الجمجمة في موقع العين ويمكن أن تؤدي أيضًا إلى ظهور حول كاذل
الصدمة الحجاجية: يمكن أن تسبب أيضًا ظهور الحول الغشائي الكاذب.
التهابات المشيمة والشبكية: قد تسبب ندبات في القناة المشيمية الشبكية في ظهور حول كاذب.
-أسباب الإصابة بالحول عند البالغين:
تتطور العديد من حالات الحول عند البالغين منذ الطفولة، وعلى الرغم من علاجها يمكن أن تختفي وتعود في مرحلة البلوغ، ومع ذلك ففي أغلب الأحيان يمكن أن تكون أسباب الحَوَل ناتجة عن أمراض أخرى، منها:
مرض السكري البولي
أمراض الغدة
الوهن العضلي الشديد
أورام الجهاز العصبي المركزي
إصابات الرأس
حوادث الأوعية الدموية الدماغية، تجلط الدم أو نزيف دماغي.
وفي بعض الحالات، قد يكون فقدان التوازي والعيب الذي يؤثر على حركة العين نتيجة جراحة العين أو في الجزء القريب من العين، ومن بين هذه العمليات نذكر جراحة الماء الأبيض، جراحة انفصال الشبكية، جراحة الجفن، إلخ، وكل هذه العمليات يمكن أن تؤثر سلبًا على العضلات الخارجية للعين.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن الانحراف قد يكون نتيجة ضعف الرؤية في إحدى العينين، وهو ما يعرف بالحول الحسي، وأنه مع هذا النوع من الحول لا يعاني المريض من ازدواج في الرؤية، لذا فإن الحول هنا هو نتاج ضعف شديد في البصر بإحدى العينين.
-أعراض الحول:
التعب البصري
ازدواج الرؤية
تداخل الصور “صور مشوشة”
شعور بالثقل
صعوبة الرؤية بالقرب، مثل صعوبة القراءة
فقدان الرؤية المجسمة والتعرف على الحجم
ويقوم العديد من البالغين المصابين بالحول بتحريك رؤوسهم عمدًا في الاتجاه الذي يخفف من أعراضهم، وتعرف هذه الحالة باسم الانفتال أو صعر العين.
وفي معظم الحالات، يمنع الانحراف الشخص من تحديد اتجاه نظره نحو الآخرين مما يحرجهم ويؤثر على علاقاته الاجتماعية، حيث أن وجه الشخص وخصوصاً النظر هو من أدوات الاتصال الرئيسية بين الناس، وبالتالي فإن آثار هذه الإصابة يمكن أن تؤثر سلباً على الفرص الاجتماعية وفرص العمل التي قد تكون متاحة للشخص.
-علاج الحول:
بعد تشخيص الحول، من المهم أن تبدأ مرحلة العلاج بسرعة حتى لا تتفاقم المشكلة، ويمكن أن تكون مدة العلاج طويلة، وتمتد إلى مرحلة البلوغ أو المراهقة لضمان حل مشكلة الحول في العين، كما يجب إجراء فحوصات متابعة منتظمة مع الطبيب المختص في حالات الحول عند الأطفال من أجل حل المشكلة في مرحلة مبكرة.
ويمكن معالجة مشكلة التحديق عند الأطفال بارتداء النظارات الطبية المناسبة للمرض، وكطريقة علاج، يمكن وضع قطعة من القماش على العين لمساعدة الطفل على محاذاة الاتجاه في كلتا العينين، كما يمكن تشخيص الحول بسبب مشكلة طول النظر في العين، وأفضل علاج لهذه المشكلة هو ارتداء النظارات حتى يتم حل المشكلة.
وقد يتسبب إهمال علاج مشكلة الحول خاصة عند الأطفال في فقدان النظر بشكل دائم، وفي حالة لم يتم حل المشكلة بارتداء النظارات الطبية فهنا يكمن الحل في إجراء العملية الجراحية المناسبة، ويمكن العلاج لمشكلة حول العين من خلال إبر البوتكس التي تعمل على معالجة مشكلة العين الكسولة، كما يمكن من خلال العلاج بالعمليات الجراحية المساعدة في ارتخاء العضلات في العين في حالة كانت مشدودة والعكس أيضًا.
