الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

في ذكرى ميلاده.. حكاية على الكسار مع شخصية "عثمان عبد الباسط"

علي الكسار
علي الكسار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في مثل هذا اليوم 13 يوليو 1887م، ولد  الفنان علي الكسار.
هو فنان كوميدي له شخصية مميزة ، خفيف الظل ، يعتقد الكثيرون أنه قد ينتمي لأصول نوبية لشدة ما أتقن اللهجة النوبية في بعض أدواره ، إلا أنه لم يكن نوبيا كما لم يكن أسمر اللون بل كان يقوم بصباغة وجهه بخلطة يصنعها هو بنفسه قبل أن يطل على جمهوره كل ليلة في شخصية "عثمان عبد الباسط".

ولد الكسار بحي السيدة زينب في 13 يوليو 1887م، اسمه الحقيقي على خليل سالم وأخذ اسمه الفني من عائلة والدته التي تدعي “زينب على الكسار” اعترافا لها بالفضل حيث ضحت بالكثير و باعت الفرن الذي تملكه من اجل ان يحقق ابنها علي حلمه بالعمل في مجال الفن .

عمل في بداية حياته بمهنة السروجي وهي مهنة والده ، لكنه لم يستطع إتقانها فاتجه للعمل مساعد طباخ مع خاله، ومن هنا جاء اتقانه للهجة النوبية حيث اختلط بالنوبيين وأتقن لهجتهم و كلامهم.

ذاعت شهرته في مجال المسرح ودخل في منافسة حامية مع الكوميديان الكبير نجيب الريحاني وابتدع شخصية النوبي “عثمان عبد الباسط” لمنافسة شخصية “كشكش بيه” التي كان يقدمها الريحاني.
نجح الكسار في شخصية «عثمان عبد الباسط» لدرجة جعلت الفنان نجيب الريحاني يقول في مذكراته : «فكرت كثيرا في طريقة لإصلاح الفرقة ، ورأيت أن كازينو "دي باري" المجاور لنا والذي تديره مدام مارسيل ، ويعمل به الأستاذ علي الكسار ، قد إحتكر إقبال الجمهور ، فما العمل إذن؟».
أوقفت التمثيل في مسرحي ليلة أمضيتها بهذا الكازينو لأدرس عن كثب هذا الإقبال و سببه ، وقد أدهشني أن كل ما رأيته عبارة عن استعراض يغلب عليه الطابع الإفرنجي ، ويتخلله بعض مواقف فكاهية يظهر فيها الأستاذ علي الكسار ، ومادام الجمهور يحب هذا النوع الاستعراضي فما المانع أن نقدم له ما يشتهيه؟

أنشأ علي الكسار في يناير 1919م فرقة مسرحية خاصة حملت اسمه و كانت تقدم عروضها على مسرح «الماجيستيك» وقد ضم إليها العديد من فناني عصره أبرزهم صديقه بشارة واكيم، ومن الملحنين ضم سيد درويش، زكريا أحمد ، كامل الخلعي وداود حسني، وقد سافرت الفرقة إلى العديد من البلدان العربية لتقدم عروضها.

قد لا يعلم الكثيرون أن على الكسار هو أول فنان يغني أغنية «محسوبكوا إنداس» التي اشتهرت بصوت الفنان إيمان البحر درويش، حيث قام سيد درويش بتلحينها للكسار في عام 1919 كواحدة ضمن أغنيات رواية «و لسه».

أحبته الفنانة زكية ابراهيم ، التي كانت تجسد دور حماته في معظم أفلامه، وبالرغم من أنه لم يتزوجها، إلا أنها كانت تغار عليه كثيرا، ويقال أنها كانت سببا في مغادرة الفنانة الشابة وقتها ماري منيب من الفرقة بسبب غيرتها منها.

كانت شخصية الكسار في المسرح مختلفة تماما عن شخصيته في المنزل، حيث كانت شخصيته في المنزل مهيبة، يخشاه الكبير والصغير، قليلا ما يضحك، ولم يكن أحد يجرؤ أن يدخل عليه حجرة نومه إلا بعد أن يطرق الباب ويأذن له بالدخول ، وكان يعيش حياة بسيطة ، فكثيراً ما كان يدخل المطبخ ليصنع الفتة باللحمة ، والعاشوراء.

لقّب علي الكسار بالمليونير الخفي وذلك لأنه كان يمتلك ثروة كبيرة جدا ولكنه كان يفضل الحياة البسيطة حيث ظل يعيش في نفس الحارة طوال حياته ثم انتقل لمنزل بسيط أيضا في حي شبرا.

توفي بمستشفى القصر العينى يوم 15 يناير عام 1957م عن عمر ناهز ال69 عام بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان البروستاتا وقبل رحيله، نظر لابنه ماجد الكسار وقال له : «خد معاك العصايا دي وخلي بالك منها» وعانقه وقبله وكأنه الوداع الأخير وخرج ماجد من المستشفى يحمل معه العصاه وكأنها رسالة سلمه إياها.