الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

الدكتور جمال شعبان يكتب عن البروفيسور مجدي يعقوب: مصر فيها ناس حلوة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

السير مجدى يعقوب
عريض الجبهة
قوى ملامح الوجه 
بارز عظام الوجنتين
حاد العينين كأنهما عينا صقر
شعاع العبقرية باهر قاهر يندلع من نظراته 
ومع ذلك ترتسم على شفتيه  ابتسامة عذبة شفيفة
تستمد نورها من قلب نابض بالعطاء 
جياش بالحب عامر بالحياة
بدأ مسيرته وهو  يحلم  أن يصبح جراحا للقلب وهو ما زال في غضاضة الطفولة يري شبح الموت يختطف قريبة له لتلف صِمَام القلب
كبر هذا الحلم حتي أصبح أسطورة الطب في العالم وأيقونة جراحة القلب والفارس والنبيل والسير مجدي يعقوب
عندما تقف بحضرة قامة سامقة مثل  مجدي يعقوب يعتريك الخشوع وتنتابك المهابة ويسيطر عليك التقديس فتنثال الكلمات انثيال العبرات وتنهمر انهمار قطرات المطر
من غيمة مثقلة بالماء والخصب والنماء 


فبرحابة المسافة من القاهرة عبر الأطلنطي إلى شيكاغو ثم عبر المتوسط إلى لندن ثم سريانا مع النيل حتي منابعه في الجنوب في أسوان التليدة حيث رفع القواعد من مركزه للقلب يواسي ألأليل ويداوي العليل ويضمد جراحات الأفئدة
مركز أسوان للقلب 
السر الأول لعبقرية المركز أنه ثمرة قريحة العبقري سير مجدي يعقوب الذي يعتبر ظاهرة تاريخية بكل ما تعنية كلمة ظاهرة من معاني الإلهام والإبهار والتأثير الذي يتجاوز حيّز الزمان والمكان
ثانيا عبقرية المكان حيث اتخذ السير مكانا قصيا بمنأي عن مراكز النفسنة وسنتر الأسافين في العاصمة فاختار أسوان حيث بكارة الجغرافيا ونقاء الجو وطيبة الناس وان كان لي عتاب علي محافظ أسوان انه لم يمهد الطريق المؤدي الي المركز جيدا ولو كنت مكانه لفرشته بالورود من المطار حتي بوابة المركز لأنه بوابة مصر إلى العالمية


ثالثا التصميم الأوروبي البحت في المبني
وطريقة التشغيل التي كرست لتفرغ الكوادر الشابة العبقرية المنتقاة ببصيرة وحرفية
وامتزاج البحث والعلم والتعليم والعلاج في بوتقة واحدة تنصهر فيها كل عناصر الفريق
رابعا الروح الإيجابية روح الفريق وظلال المحبة التي أفرزتها روح السير مجدي الملهمة المتألقة
ترى الجميع يجلسون لتناول الغداء في المطعم فلا تستطيع التمييز بين الطبيب والممرض والفني والإداري والطبيب السينيور والچونيور أسوة بمستشفيات الغرب الشيء الذي نفتقده في المراكز الفرعونية في العاصمة حيث يكون الاستاذ نصف إله
خامسا لم تعجبني يافطة مكتوبا عليها مستشفيات أسوان الجامعية
حيث توحي بالنية المبيتة من جامعة أسوان بالانقضاض إذا واتتها الفرصة
ومن هنا أقول لهم تعاونوا معه تعلموا منه ولكن لا تستولوا عليه فيصبح في خبر كان
هنا يكتب السير مجدي صفحة جديدة من كتاب التاريخ الذي نقشه أسلافه الفراعنة 
على جداريات الدهر تتحدى الزمن وتبتغي الأبدية وترمي للخلود
لم تقتصر عبقرية رحلة عمر ملك القلوب على إنجازاته في طب القلب وجراحاته وأبحاثه التي ترتقي إلي مصاف المعجزات ولكن امتد ثراء الشخصية العبقرية فنيا وفكريا وحبا للجمال وافتتاحنا  بالموسيقى واهتماما بتراث العالم الفني واقتناء لدرر الحكمة واجتباء لقطوف الفلسفة
فيبدو السير مجدي يعقوب هرما رابعا شامخا يطاول أهرامات الجيزة ويباري معابد وادي الملوك
لم تخطفه الميديا ولو شاء لامتد بساطها تحت نعليه
ولَم يطلب حظوة لدي حاكم ولَم يقف على عتبات أمير ولم يتوسل بتلابيب سلطان 
بل زاهد كأنه قديس يفر من الأضواء كأنها نار تحرق
ويسعد بابتسامة طفل تماثل للشفاء ويمسح علي رأس المكلومين 
يجفف دموع  المحرومين 
وهاهو يضع حجر الأساس لأعظم مدينة لجراحات وطب القلب
لتبدأ مسيرة الخلود بخطوة على درب الأبدية..
مصر فيها ناس حلوة.