الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

حرب الظل.. عملية «الموساد» في العمق الإيراني.. حلقة جديدة في الصراع بين طهران وتل أبيب

نتنياهو وخامنئي
نتنياهو وخامنئي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تتواصل حرب الظل بين طهران وتل أبيب في وقت تتقارب فيه الولايات المتحدة الأمريكية مع إيران، وتحاول واشنطن التوصل مع طهران إلى تفاهمات لحل القضايا العالقة بينهما. 

وفي هذه الأثناء جاء إعلان جهاز المخابرات الخارجية الصهيوني "الموساد"، عن تنفيذ عملية في العمق الإيراني، ليجدد الجدل حول المدى الذي يمكن أن تصل إليه حرب الظل بين الطرفين. 

وأعلن جهاز "الموساد"، اعتقال عنصر إيراني متهم بقيادة فرقة اغتيال خططت لقتل أشخاص إسرائيليين في قبرص، وقال الجهاز، الذي نادرًا ما تصدر منه بيانات لوسائل الإعلام، إنّ العنصر الأمني الإيراني أعطى اعترافات مفصلة بالأوامر التي تلقاها من قوات الحرس الثوري الإيراني، وتم إبلاغ السلطات القبرصية بذلك وتفكيك الخلية. 

ووصف "الموساد" في بيانه العملية بأنها "مهمة جريئة فريدة داخل الأراضي الإيرانية"، ونقل عن مسئول في الجهاز قوله: "سنصل إلى كل مسئول يروج للإرهاب ضد اليهود والإسرائيليين في أي مكان في العالم، بما في ذلك داخل الأراضي الإيرانية". 

ويأتي هذا النشاط الإعلامي غير المعتاد للمخابرات الصهيونية، كرد فعل فيما يبدو على جهود الولايات المتحدة لإكمال المحادثات النووية غير المباشرة مع إيران، على عكس الرؤية الإسرائيلية المعلنة الرافضة لاستئناف تلك المباحثات. 

وتريد تل أبيب التأكيد والتذكير بأنها غير ملزمة بأي تفاهمات من هذا النوع مع إيران، فقد تعقد واشنطن صفقة مع طهران بشأن برنامجها النووي، لكن إيران تمثل تحديًّا أمنيًّا بأشكال عديدة في ساحات كثيرة غير الملف النووي والصاروخي. 

ويعد إعلان تل أبيب عن عملية الموساد إحراجًا كبيرًا للنظام الإيراني، خاصة بعدما أصدر مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مقطعًا مصورًا يظهر على ما يبدو شخصًا يدعى "يوسف شهابزي" وهو يتحدث عن اتصالاته بأعضاء من الحرس الثوري الإيراني. 

ويظهر في مقطع الفيديو، يوسف شهابزي عباساليو، المشتبه به الرئيسي في قضية محاولة اغتيال رجال أعمال صهاينة في قبرص وهو يتحدث بالفارسية إلى عميل للموساد خارج إيران. 

ويصف الرجل في المقطع المصور دخوله شمال قبرص الخاضع للحكومة التركية والعبور بشكل غير قانوني إلى جنوب قبرص لقتل رجل أعمال إسرائيلي لم يذكره، ويقول إنه تلقى صورة الرجل وعنوانه من قبل الحرس الثوري الإيراني، مضيفًا: "بعد أن علمت أنه كان هناك وإلى أين يتجه، إذا كان الطريق هادئًا وخاليًا كنت سأقتله بالسلاح". 

لكن بحسب القصة المروية فإن عباس اليو بعد تحديده لهدفه والتقاطه صورًا لمنزل الهدف، هرب من قبرص وعاد إلى إيران، إذ تم تحذيره بأن الشرطة القبرصية بدأت تبحث عنه. 

وتعد تلك الواقعة أحدث حلقات مسلسل حرب الظل المتواصلة بين طهران وتل أبيب، والتي شهدت محطات مهمة مثل إعلان سلطات الاحتلال في عام ٢٠١٨، اقتحام عملاء "موساد" مستودعًا في طهران لسرقة مجموعة كبيرة من الملفات حول برنامج إيران النووي، كما شهد العام الماضي، تحذيرات من تهديد إيراني لإسرائيليين في تركيا وطُلب من السياح الإسرائيليين مغادرة البلاد على الفور، وقيل إن القوات التركية اعتقلت في وقت لاحق أشخاصًا يحملون بنادق وكواتم صوت وذخيرة.