الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

طه حسين يرصد تاريخ اليهود بالدول العربية في عصر ما قبل الإسلام

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يتطرق عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، في كتابه الصادر تحت عنوان "تاريخ اليهود في بلاد العرب.. في الجاهلية وصدر الإسلام"، عن لجنة التأليف والترجمة والنشر عام 1914، مطبعة الاعتماد بشارع حسن الأكبر بمصر 1927، لتاريخ اليهود في الدول العربية في عصر ما قبل الإسلام. 

هذا الكتاب هو رسالة دكتوراة لمؤلفه الدكتور إسرائيل ولفنسون "أبو ذؤيب"، وأشرف عليها الدكتور طه حسين، ونشر هذا المجلد في الثلث الأول من القرن العشرين قبيل قيام دولة إسرائيل بقرابة عقدين من الزمان.

يُشير عميد الأدب العربي في مقدمته إلى الدكتور إسرائيل ولفنسون في هذا الكتاب إلى عالم شاب ويقدمه للجمهور المستنيرين من الذين يكلفون بالبحث عن الأدب والتاريخ، فأقبل إلى مصر ولديه ثقافة متينة منوعة، إلى جانب إتقانه للغات الأوروبية الحية أرقاها وأمسكها بالبحث العلمي التاريخي لا سيما فيما يتصل بالمسائل الشرقية العربية، كما أتقن من اللغات السامية أغناها بالآثار القيمة في الدين والأدب والعلم، ولم تقف ثقافته عند اتقان هذه اللغات بل درس من آدابها حظا موفورا وإعداده لتناول المسائل التاريخية والأدبية الرقيقة إذا تهيأت له مناهج البحث كما ألفها علماء أوروبا في هذا العصر الحديث.

لقد اختلف إسرائيل إلى دروس طه حسين في التاريخ القديم فكان يعجب "حسين" منه ميل ظاهر إلى البحث وحرصه الشديد على الإجادة والاتقان والنشاط  الغريب إلة القراءة والاطلاع حسبما ذكر في مقدمته، فيرى "طه" في عناية خاصة بكل ما يتصل باليهود في عصور السيطرة اليونانية والرومانية على العالم القديم، وتوجيه بحثه وتشجيعه على المضي فيها، فالموضع في نفسه قيم جليل الخطر بعيد الأثر في التاريخ الأدبي والسياسي والديني للأمه العربية، فليس من شك في أن هذه المستعمرات اليهودية قد أثرت تأثيرا قويا في الحياة العقلية والأدبية للجاهليين من أهل الحجاز.

فإن الذي يدرس تاريخ العرب في الجاهلية وصدر الإسلام ليلمس حاجة اللغة العربية إلى مؤلف خاص في تاريخ اليهود الذين لا ينكر أحد ما كان لهم من الأثر في الجزيرة العربية لذلك العهد، ويعجب كيف حرمت اللغة العربية من مثل هذا المؤلف إلى الآن.