الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

«القاعدة» وأفريقيا.. كاتب بريطاني يرسم طريق وصول التنظيم الإرهابي للقارة السمراء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استطاعت التنظيمات الإرهابية بناء فروع لها في أفريقيا، مستغلة الأوضاع السياسية والاقتصادية المضطربة، وفي كتاب «الإرهاب في شرق وغرب أفريقيا» يحاول نيك ريدلي، المحاضر في السياسة والأمن بجامعة متروبوليتان البريطانية تسليط الضوء على صعود تنظيم «القاعدة» أفريقيًا. اهتم «نيك ريدلي» بتقديم نظرة تاريخية عن بدايات تقدم مؤسس تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن في القارة السمراء وكيف هيأ للتنظيم الانطلاق بها، إلى جانب دور الفروع الأفريقية في دعم القاعدة ماليًّا وتنظيميًّا، قسم نيك ريدلي، المراحل التاريخية لتطور تنظيم «القاعدة» إلى أربع مراحل، أولها الباكستانية، وثانيها السودان والتعاون مع بعض المتشددين بالداخل، وثالثًا مرحلة بقاء «بن لادن» في أفغانستان، ورابعًا مرحلة خلايا التمويل الذاتي.
ويقول «ريدلي» إن المرحلة الثانية وهي مرحلة وجود «بن لادن» في السودان قبل تنفيذ عملية ١١ سبتمبر، كانت من المراحل المهمة للتنظيم في المنطقة، ففي الفترة من ١٩٩١ حتى ١٩٩٦ استضاف السودان أسامة بن لادن، في وقت كان فيه الكثير من الجماعات المتطرفة تنتشر بالبلاد، مضيفًا أن العلاقات المتينة التي نشأت بين أسامة بن لادن وحسن الترابي، الزعيم الروحي لتنظيم الإخوان في السودان آنذاك، فتحت المجال لتطور وجود تنظيم القاعدة في المنطقة وفتح المجال أمام وجود فروع إقليمية له تستغل الأوضاع المُنهكة لبعض دول القارة
وطبقًا للباحث؛ استغل أسامة بن لادن فترة وجوده في السودان لتأسيس أنشطة اقتصادية كالتجارة في السلع الغذائية وأعمال البناء والتشييد والشحن والنقل، إلى جانب استثمارات بملايين الدولارات في البنوك السودانية، ما مكنه من الإنفاق على معسكرات تدريبية لحمل السلاح وصنع المتفجرات في المنطقة، كما وظفت المعسكرات لتدريب عناصر جيش المقاومة «LRA» والمتمردين على حكومة أوغندا.
وأفرزت المعسكرات التي أسسها أسامة بن لادن في أفريقيا، عناصر إرهابية استطاعت تمديد معاقل التنظيم لمناطق القارة شرقًا وغربًا، أبرزها الصومال ومالي، وفي القرن الأفريقي تنامى وجود تنظيم القاعدة مؤسسًا حركة الشباب فى الصومال التي تحمل أفكاره وتتبع زعيمه.
وتعد حركة الشباب من أبرز معاقل القاعدة في أفريقيا ويستغلها التنظيم في إدرار أموال للإنفاق على الفرع وغيره من احتياجات التنظيم، كما أنها تتهم بكونها أداة للدول الكبرى من أجل الوصول لأهدافها، إذ يتربح عناصر حركة الشباب من القرصنة على السفن وتهديد ملاكها وسرقة محتوياتها وخطف الموجودين عليها لطلب فدية أو مساومة الحكومات الكبرى، فيما اتهمت الأمم المتحدة «الشباب» باستخراج فحم عالي الجودة من الصومال وبيعه لصالح إيران واقتسام الأرباح، ويحيلنا هذا إلى طبيعة العلاقات بين إيران و«القاعدة»، إذ تتهم الأولى بتوفير ملاذات آمنة لقادة الأخيرة مقابل تفاهمات ومصالح مشتركة. وفي مالي استطاع تنظيم القاعدة بناء فرع قوي ممثل في جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، ينشر العنف في البلاد ويفرض سيطرته مستغلًا الاضطرابات السياسية والانقلابات المتكررة، كما يعمل هذا الفرع على التربح من السطو على مناجم الذهب والمعادن الثمينة بالمنطقة.