الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حمدين صباحي.. أنت مين يا عم!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استوقفني أحد جيراني في الشارع.. وبادرني بسؤال لا أخفي عليكم سرا أنه وقع على كالصاعقة.. ليس لغرابة السؤال ولكن للحيرة التي قرأتها في "هلاهيل" كلماته التي تجسد الحالة التي بات عليها الشارع تجاه الكثير من الشخصيات السياسية والعامة في الفترة الأخيرة.. هذه الحيرة رأيتها في تجاعيد رسمها الزمن على وجه رجل في نهاية عقده السادس.. وتحسستها بنفسي في الوجوه التي أعرفها.. ولكن السؤال العفوي الذي خرج من شفاه الرجل العجوز أصابني أنا الآخر بالحيرة!!.
أعود لسؤال السائل.. هو حمدين صباحي شغال إيه بالضبط؟!!.. تركت العجوز في حيرته.. وذهبت أفتش في دفاتري لعلى أجد شفاءً لحيرته وحيرة ناس كثيرة غيره.. فحمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق أثار عواصف من الجدل حول تعدد انتماءاته وقناعاته حتى إن الكثيرين عبروا عن عجزهم عن تصنيفه فهل هو اشتراكي ناصري أم إخواني محنك أم أنه أحد أذناب الحزب الوطني.
وهذا ما تفضحه مجموعة الصور التي تجمعه تارة في ضحكات حميمية مع قطب الحزب الوطني السابق كمال الشاذلي ثم مع وزير مالية مبارك يوسف بطرس غالي ثم مع القيادي الإخواني المتخفي عبد المنعم أبو الفتوح ثم مع القيادي الإخواني التونسي راشد الغنوشي ثم مع المعزول محمد مرسي ثم إعلانه عدم ترشحه بل وتأييده لدعم المشير عبد الفتاح السيسي إذا ترشح للرئاسة ثم يفاجئنا بتغيير رأيه للمرة العشرين معلنًا ترشحه ليس هذا فحسب بل ويكيل الاتهامات للسيسي.
كل هذا وغيره من الوقائع والأحداث يجعل من مسألة الحكم على حمدين صباحي أو تصنيفه مهمة مستحيلة، حيث ينطبق عليه وصف رجل كل العصور الآكل على كل الموائد.
الحيرة في تصنيف الانتماء السياسي لحمدين صباحي كل مرة تتزايد.. فمرة رئيس حزب الكرامة ومرة رئيس التيار الشعبي ومرة مع الإخوان ومرة ضدهم ومرة ينافس مرسي ومرة يتقابل معه، ويرى البعض أنه فشل كسياسي أن ينجح مستقلًا للوصول حتى لكرسي برلمان بشكل ذاتي دون الانتهازية السياسية والتطفل على أحد الأحزاب أو الجماعات القوية، كما حدث في انتخابات مجلس الشعب التي نجح فيها بدعم الإخوان أو حتى الانتخابات التي نجح فيها أيضا على يد الإخوان عندما دخل التحالف الديمقراطي للإخوان ابان انتخابات مجلس شعب2011 بعد الثورة.
فشل كرئيس حزب (الكرامة) وكان من أقل الأحزاب شعبية جماهيرية حتى إنه لم يكن يعرفه أبسط الناس أو حتى المثقفين لو سُئلوا عنه.
فشل في إدارة جريدة الحزب (جريدة الكرامة ويحررها 11 صحفيا) التي حظيت بفشل كبير وأقل نسخ للتوزيع حيث عمل رئيسًا لتحريرها فترة كبيرة وفشلت ثم يريد أن يدير دولة بحجم مصر.
حمدين صباحي الذي تعرض لواقعة طرد مهينة من أمام مشرحة زينهم أيام أحداث محمد محمود حيث قالت له والدة أحد الضحايا، إنه لم يكن ليأتي لعزاء ابنها إلا ليحصل على صورة لزوم الشو الإعلامي.
ولم تتوقف الحيرة عند تصنيفه أو انتمائه السياسي، بل طالت مصادر دخله وخصوصا عندما اتهمه المستشار رفاعي نصر الله، بتضخم ثروته بطرق غير شرعية قائلًا: في أحد البرامج الفضائية إن صباحي تخرج في الجامعة، وهو لا يملك شيئًا، والآن يمتلك أصولًا وسيارات فارهة على حد قوله، وتابع: صباحي يمتلك فيللتين، وقصرًا في التجمع الخامس، و3 سيارات كتبها بأسماء زوجته وأبنائه فضلا عن أرصدة مالية كبيرة في البنوك.
في حين أنه إذا ما قارنا هذه المعلومات بإقرار ذمته المالية الذي تقدم به أثناء تقدمة للانتخابات الرئاسة في 2012 فسنجد أنه تضمن امتلاك صباحي لـ5 أفدنة أرض زراعية ميراثًا عن أبيه، وشقة في منزل العائلة بمدينة بلطيم، كما أنه يقطن بشقة في المهندسين، اشتراها بنظام القسط من هيئة الأوقاف، وانتهى من سداد ثمنها منذ عام ونصف العام كما أن له حساب توفير بالبنك بقيمة 7 آلاف جنيه!!، قام بحجز شقة بمشروع الإسكان التابع لنقابة الصحفيين منذ 10 سنوات منه، ولم يتسلمها بعد نظرا لتوقف المشروع.
ومما هو مثبت في إقرار ذمته المالية أنه يمتلك سيارة سكودا، وزوجته سهام نجم سيارة هيونداي، كما أن ابنته الكبرى سلمى، لا تمتلك شقة، ولا سيارة وتسكن في شقة بقانون الإيجار الجديد، وابنه الأصغر محمد، يمتلك سيارة وشقة بمدينة 6 أكتوبر يجهزها للزواج الأمر الذي يزيد الحيرة فهل نصدق المستشار رفاعي الذي يرى أن حمدين حقق ثراءً فاحشًا بطرق مريبة أم نصدق إقرار الذمة الذي قدمه حمدين صباحي والذي نقرأه والدموع تقفز من عيوننا من فرط الإشفاق عليه.
ومع العلم أن مصادر دخل حمدين صباحي غير معلومة.. وخصوصا أنه لا يمتهن أي عمل حتى الآن.. ولم أقرأ له مقالا غير إسهالاته الإعلامية لكونه مرشحا رئاسيا سابقا وخرج علينا يطالب الشعب المصري بتمويل فاتورة حملته الانتخابية بالتبرع ولو بجنيه!.. وأحيانا كثيرة ناشطا سياسيا، وخطيبا بالأجرة لطغاة بالمنطقة أزاحتهم شعوبهم من أمثال صدام حسين ومعمر القذافي الذين كان يجيد "التطبيل" لهم في حين انقلب عليهم الآن ويكيل لهم الاتهامات مرتديًا عباءة الثورية.
حيرتي زادت في زعيم التيار الشعبي وأنا أتابع قضية ابنته سلمى التي صدر ضدها حكم قضائى  بالسجن 3 سنوات وغرامة ألف جنيه لاتهامها في قضية النصب الإلكتروني.. قبل أن يتدخل أحد رجال الأعمال القيادي في جبهة الإنقاذ ويسدد للضحايا مستحقاتهم لتسوية القضية.. مرتديا وشاح المتصوف مستعينا بقول الرسول الكريم "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".
بعد رحلة طويلة في البحث والتنقيب في مشوار المناضل الثوري لم يزدني إلا حيرة!!.. لم أجد إجابة تهدئ من روع العجوز الحائر.. وقد يتهمني البعض في النهاية أنني أتحامل عليه لحساب آخر ولا سيما أنه المرشح الأقوى والوحيد حتي الآن في الانتخابات الرئاسية.. ولكن لن أدافع عن نفسي.. بل سأترك للقراء حق التعليق.. وحتي يجد لي أنصاره إجابة شافية لسؤال العجوز.. هو حمدين بيشتغل إيه؟!