الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأنبا جوزيف لـ«البوابة نيوز» : الرئيس السيسى يدير الملف الأفريقى بامتياز.. الكنيسة قوى ناعمة بأرض أفريقيا الطيبة..أدين بالفضل لكل من ربونا وعلمونا…نقدم كل شىء جميل للخدمة ونسعى دوما للتواصل والتعاون

الأنبا جوزيف
الأنبا جوزيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الطبيب والراهب والخادم والذى طل على الدنيا ببشارة سارة، لم يكن يعلم الطفل الذى ولد أمام مطرانية الجيزة ودرس طب الأطفال فى جامعة القاهرة، وتميز بين زملائه أن يكون شغف قلبه يدفعه للصحراء حتى يستبدل الثوب الأبيض برداء الرهبنة والموت عن العالم حتى يخدم الكثيرين من المتألمين روحيا وجسديا.
لم تتوقف عجلة الحياة أمام المحنك اسما وصفة حتى تؤول به الظروف ويختاره بابا الكنيسة ليكون خادما فى دولة تحتاج جهودا مضنية حتى ينسج فيها النور بين ظلام الظروف والحالة، إننا أمام رجل يخدم الجميع دون هوادة، سفيرا بلا منصب دبلوماسى، راعٍ ومسئول يقدر حجم الأمانة والودعية.. إنه الأنبا جوزيف أسقف عام ناميبيا وبتسوانا وزميبابوى ومالاوى وأفريقيا.

يتقاسم الملامح ما بين الباباوات السابقين يجمع بين هدوء وثقل البابا كيرلس وخفة البابا شنودة رجل تعددت خدماته ما بين رداء الطبيب يعالج المرضى وبين راهب محبوب يعالج الروح..
نص الحوار..
 

بداية.. حدثنا عن الأنبا جوزيف قبل درب الرهبنة؟
ولدت فى شهر مارس عام 1959 باسم مدحت عزمى بسطاروس وسط عائلة جميلة الجد والجدة والخالات والخالة وأختى الكبرى، تربينا سويا فى بيت جدى بمحافظة الجيزة أمام المطرانية؛ وكان وقتها المطران الغالى الأنبا دوماديوس، رسمت على يده شماسا وعمرى 10 سنوات، وكنت مشمولا برعاية وكلاء المطرانية أبونا باسيليوس إبراهيم وأبونا صليب سوريال وأبونا يوحنا منصور وتعلمت منهم كثيرا.
دخلت كلية طب قصر العينى وتخرجت ديسمبر 1982 وتتلمذت على يد أساتذة أجلاء مشهود لهم بالعلم والقدوة، ومازلت على تواصل مع دفعتى وبعضهم فى مواقع مسئولية.

عملت نحو 5 سنوات بقصر العينى وقدمت على ماجستير أطفال ولكن فى ديسمبر 1987 كان سيدنا الغالى الأنبا صرابامون دعانى للدير قبل إتمام رسالة الماجستير، وخضعت لفترة التدريب تسمى «الأخوة» وترهبنت فى مارس 90 وكنت أعاين يد الله تعدنى لما يختاره لمجد اسم الله.
وبالطبع كنت على تواصل دائم مع الأنبا صرابامون وكنت دائم التردد على الدير فكان يحتضن الجميع، ولا أنسى يوم دخولى الدير فى 19 ديسمبر 1987 أحد أيام كيهك سيدنا قالى: «حمد الله على السلامة» وكأننى كنت فى البحر ووصلت الميناء فكان رجل الله بحق.

ماهو سر شهر مارس مع الأنبا جوزيف؟


شهر غالٍ على قلبى.. ولدت فيه وبعد 31 سنة سمح الله لى بنوال الرهبنة على يد قداسة البابا شنودة الثالث وأبويا الغالى الأنبا صربامون؛ وخلال مارس بعد 31 سنة، قام قداسة البابا تواضروس الثانى برسامتى أسقفا عاما على أفريقيا.
ودوما أحرص على قضاء هذا الشهر وسط أجواء الكنيسة الأصيلة فى مصر كلما سمحت الظروف فإنه يحمل العديد من الذكريات الجميلة.
ولو سألتنى عن أعز تاريخ على قلبك أقول لك «الرهبنة»، أغلى شىء، الجميع يولد ولكن الرهبنة شىء عظيم أدين بالفضل لكل من ربونا وعلمونا ومنهم «المتنيح» الأنبا صربامون رئيس دير الأنبا بيشوى، وكل شيوخ البرية الذين شرفت بالتلمذة على أيدهم.

هل وجدت صعوبة فى إقناع الأسرة؟

والدىّ انتقلا للسماء قبل الدخول للدير ولم أجد متاعب نهائيا، ودون الخوض فى التفاصيل فكانوا يعلمون جيدا أن هذا هو الطريق المعد لى لديهم نذرا بأننى ساكون ابنا للدير.

حدثنا عن لحظة صلاة الموتى عليكم أثناء رسامة الرهبنة؟

من أفضل الأوقات وأثناء دخولى للرسامة الأنبا صربامون قال لى اختر اسما، قلت له اسمين اعتذر عنهما وفى الاسم الثالث حينما قولت «اخنوخ» قال نم تحت الستر، فإن معناه مكرس أو محنك.

أحد شيوخ الرهبان قال إن لحظة وجودك تحت ستر صلاة الرسامة تصلى صلاة الموتى أو الراقدين أفضل الأوقات المقدسة، وانشغلت حينها بالصلاة لكل المجمع والكنيسة بحضور قداسة البابا شنودة.

هل كنت تراجع العلوم الطبية التى درستها؟
بعد دخول الدير بنحو 3 أشهر أسند إلىّ رئيس الدير مسئولية عيادة طوارئ مع سيدنا الأنبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا الآن.
كما سبق وعملت فى الدير على مسئولية ضيافة وإطعام الزوار، ولكن فى كل الأحوال لم أنس رسالتى كطبيب كان يأتى الأعراب حولنا والجند من المعسكرات أحيانا لإجراء الكشوف الطبية إلى جانب الآباء الرهبان والعمل.

وعادة ما كان يمزح معى الآباء الرهبان بأننى خرجت فى الفجر لإجراء كشف طبى على أحد، إنى راهب ولا أنسى إننى طبيب، ولكل منهما رسالة فى خدمة البشرية كلها دون تمييز.
 

وكنت أرافق الآباء الرهبان فى زيارة الأطباء التخصصات المختلفة، وكنت أسال عما يستجد فى الحقل الطبى دوما وكنت أجد عادة تعاونا لاطلاعى بكل ما هو جديد، وأشعر دوما بالبركة فى حياتى ويعود ذلك لدعاء والدى والأنبا صرابامون والآباء الذين نلت بركة علاجهم طبيا.

رسالة من أحد الشيوخ لا تنساها؟


زرت أحد شيوخ الرهبان تجاوز التسعين من العمر وكان ضريرا حينما طلبت كلمة منه قال: «قال حب الكل وأبعد عن الكل حتى لا تكون دالة بينك وبين أحد ولا تلتصق بأحد وهى وصية رهبانية»، وحينما دعت للرسامة أسقفا بأفريقيا دعا لى الآباء بقولهم: «اللى دعاك يرعاك» لأنهم يدركون حجم وثقل المسئولية.

يعلم الجميع أنه بعد رحيل رئيس الدير كان هناك رغبة بأن تكون خلفا له.. حدثنا عن هذا الأمر؟


كنت فى خدمة بأفريقيا ورجعت أكتوبر 2020 بعد قضاء 9 شهور فى ناميبيا بعد ظروف حظر الطيران وما شابه إبان جائحة كورونا، ولم يهن علىّ ترك بلد دون راعٍ قبطى فالتزمت المكان فترة لخدمة الناس وكانت فترة رائعة لمست فيها محبة الله وبركته.
 

وبعد العودة التقيت قداسة البابا قال لى: «شايفك فرحان بأفريقيا وبتخدم وما بنصدق نلاقى حد يخدمها» وهنا شعرت بأن الاختيار تكليف سماوى، والآباء الرهبان قالوا لى: «عايزنك تخدمنا ولكننى لا أختار لنفسى فإننى راهب أعمل وفق ترتيب الله».
 

واطلعنى البابا وقتها، أن هناك انتخابات أجريت داخل الدير بين 5 أسماء من الرهبان وكنت منهم، وظللت فى الدير فترة وفق توجيه البابا، وبعد شهرين فى يناير 2021 عقد اجتماع مع آباء الدير وطلب من الرهبان اختيار 3 أسماء من الخمسة المرشحين خلفا للمطران الراحل.
 

مر أسبوعان واستدعانى البابا واطلعنى بأننى ضمن الثلاثة أسماء الذين اختاروهم الآباء ولكن رغبته أن أخدم فى أفريقيا ودعانى للصلاة حتى يتم إرشاد الله، وحتى آخر لحظة وفى آخر الأمر كتب البابا بيده «أخنوخ مرشح لأفريقيا» رغم أن الآباء ذهبوا للحديث مع سيدنا لرغبة منهم الوجود بينهم فى الدير ولكن إرادة الله، ورجعت قلايتى فرحا أشكر الله، لأ رأسمال الرهبانى هو الفرح والسلام الداخلى.

حدثنا عن الخدمة فى أفريقيا بين المتاعب والتحديات؟


بداية الكنيسة تقوم على الراعى الصالح، ولذا نصلى سنة حتى نستطيع اختيار كاهن للرعاية ليكون كاهنا يجمع ولا يفرق، ونتعامل بمحبة وحكمة مع الجميع لأن ما نفعل يهدف إلى مجد الله والكنيسة.
زار أفريقيا كثيرا كورال ترنيم «أم النور» وكانت فعاليات حضرها نحو 1100 طفل، بالإضافة للكبار ونستهدف فرحة قلوبهم تجاوزا لحزن العالم لهم.


أولينا اهتماما بالغ بالمبانى الطقسية وفق تعاليم الكنيسة القبطية من أيقونات وصور، ونظرا للظروف وضيق الحال لجأنا لفكرة لصق الصور على الحوائط عوضا عن الرسومات.


لدينا خدام وخادمات يقدمون باتضاع ووداعة وهما رأس مال الإيبارشية مع الجانب الكهنوتى لأنهما أساس قبل المبانى والأراضى التى إلى زوال، كما نستهدف دعم وتعضيد محور التنمية المستدامة لتساعد الكنيسة شعبها، وندرس دوما ما يخدم شعب الكنيسة والوطن.


عادة تكون الكنيسة قوى ناعمة وسفيرا للوطن حينما وجدت.. حدثنا عن دورها فى أفريقيا؟

بالطبع الكنيسة القبطية لها دور وطنى أصيل وواحدة من القوى الناعمة لتقارب الشعوب، وبالفعل هناك حالة تقدير عالية من جانب المواطنين والمسئولين فى حيز الإيبارشية تجاه الكنيسة لما تقدمه من جسور المحبة والتعاون بين مصر والبلدان الأربعة التى أخدمها.


كما أن هناك تقديرا للدور المصرى عبر التاريخ من الجوانب التنويرية والثقافية فضلا عن الدور الطبى وهناك تعاون عالى المستوى مع وزارة الخارجية وسفراء مصر فى تلك البلدان.
 

ونعمل جاهدين على أن تقدم الكنيسة القبطية كل شىء جميل للخدمة ونسعى دوما للتواصل وأواصر التعاون مع سفراء مصر بتلك البلدان وحكومات البلاد والبلديات بهدف أن نكون سفراء خدمة وعطاء.

هل تقوم الكنيسة بالإمكانيات المحدوده توثيق تلك الخدمات؟


بالطبع الكنيسة توثق دورها الخدمى والرعوى؛ ومنذ فترة جاءنا سفير دولة ناميبيا لدى القاهرة خلال زيارة لبلاده الأم، وأعرب عن شكره وتقديره لدور الكنيسة فى الخدمات التنموية وما تقدمه للمواطنين واطلع على ملف النشاط.
 

ومن أدوار الكنيسة أنها تساعد فى تقديم مذكرات تفاهم لكل الهيئات التى يمكن التعاون معها سواء الصحة والتعليم والسجون وكل المنظمات المتواجدة ويمكن من خلال التواصل الإسهام فى تنمية البلاد وخدمتها.

امتدت خدمة الكنيسة حتى وصلت السجون بتلك البلدان.. ماذا تقدمون؟


نقوم بزيارات للسجون ومعنا خدام وخادمات يتحدثون مع السجناء عن الحياة من منظور إيجابى ويدربونهم على أعمال يدوية وحرفية بسيطة خلال فترة الحبس وتدريبات روحية وصلاة وجاءت نتائج إيجابية جدا، وجعلت دور الكنيسة ملموسا على كافة الأصعدة والمساهمة فاعلة فى نهضة البلاد وتقارب الشعوب، وللخدمة بمحبة جعلت شعوب تلك البلدان تدعونا لتعليم أبنائهم.

ماذا دار فى لقاء عدد من المسئولين المصريين وخطة العمل المشترك للمرحلة المقبلة؟


بالفعل نحن على تواصل مع كل مؤسسات الدولة، والتقينا السفيرة سها الجندى وزيرة الهجرة، لتوقيع بروتوكول سويا لتنمية العلاقات المصرية الأفريقية، والسفير محمد البدرى مساعد وزير الخارجية لشئون أفريقيا ونصح بالعديد من الأمور وتعزيز التعاون من خلال سفراء البلدان ومنها دور سفيرنا فى ناميبيا لتعزيز حصولنا على أرض مدعمة للكنيسة لعمل مشروعات تنموية وهناك تناغم فى العمل بين الكنيسة والخارجية المصرية والمسئولين.

كما التقينا مع مسئولى وزارات الشباب والصناعة والتجارة بهدف التعاون فى دورات تدريبية لأبنائنا للتعامل مع الأفارقة بصورة صحيحة، وناقشنا مع التجارة فكرة إعداد مشروعات صغيرة لخدمة المواطنين هناك وكيف نخدمهم.


نحن على استعداد الاجتماع مع كل الأقطاب المصرية الوطنية لمن يستهدف التنمية والمساعدة لخدمة ترابط الشعوب وبعضها بعض، وتعزيز الدور المصرى الريادى لأن مصر الشقيقة الكبرى وموضع تقدير واعتزاز الجميع.

ماهى تفاصيل أول اجتماع مع البطريرك بعد رسامتكم أسقفا عاما لهذه الدول؟


كانت جلسة تضمن التعضيد والمساندة وتوصية سيدنا بهذه البلاد، وكان يريد أن يطلعنى عن احتياجها للمزيد من العمل والخدمة فى ضوء ضعف الموارد وقلة عدد المصريين هناك، وصلى بأن يعينى الله على تلك المهمة.


وقال لى: «ربنا يرشدك للتصرف من أجل تحقيق التنمية الروحية والتنموية والمعمارية، وأهمية الحفاظ على روح الوحدة والتعاون مع الجميع»، فإن الإيبارشية يجاورها جنوب أفريقيا ويرعاها المطران الغالى أنطونيوس مرقس، والأنبا بولس يخدم فى نيجيريا وزامبيا وكينيا وتنزانيا والكونغو، والكنيسة تهدف إلى عمل روحى بالمقام الأول ويليها الدور التنموى.
 

وتلقيت نصائح أيضا من الآباء من المطارنة بأولوية استقرارى فى الخدمات الجديدة والتواجد الدائم هناك، وبعدما كانت الكنيسة مهجورة مظلمة لعدم وجود رعاة بصورة دائمة، نشكر الله هناك استدامة وخدمة لا تنقطع، فإننى أزور مصر 3 مرات سنويا بحد أقصى مما جعل الصورة مختلفة حاليا لتواجدنا المستمر فى الخدمة والكهنة يعملون على مدار العام، ويزورون مصر فى إجازة شهرية كل عام.

أبرز التحديات التى تواجه الأنبا جوزيف فى الخدمة بتلك البلدان الأربعة؟


حقيقة شىء جميل أن تجد خادما يترك بلاده ويخدم فى أفريقيا، ولذا علينا دراسة طبيعة تلك البلاد، مع الحفاظ على هويتهم ولذا نحاول الصلاة بأجزاء من اللغة الإثيوبية والأفريقية والإرتيرية، ولكن القداس مصرى قبطى كامل يتضمن أحيانا بعض اللغة الإنجليزية أو اللغة المحلية بهدف توطيد الصلة.
 

وهناك لهجات مختلفة ومتعددة، فإن زمبابوى تتحدث لغة الشونا، وبذلنا جهدا حتى نجهز عرضا للتواصل مع الجهات المحلية هناك، ودوما يكون أداء الكنيسة محل ثناء الجميع لأنها لا تتم وفق إجراءات قانونية ومنضبطة للحفاظ على صورة الكنيسة ومصر.
 

كم عدد المصريين المتواجدين فى الأربعة بلدان تحت إشرافكم؟


للأسف العدد قليل ولكن من خلال الخدمة والزيارات والإقامات ينضم لكنيستنا الكثيرين، فإن توزيع المصريين كالتالى فى مالاوى طبيب واحد، وزمبابوى 3 عائلات فقط، وبتسوانا 3 عائلات ومنهم واحدة تغادر عائدة إلى مصر بعد عشرين عاما، وناميبيا فيها 6 عائلات مراكزهم جيدة، ونحاول من خلال مسئولى الإيبارشية دراسة ما يمكن تقديمه من تنمية للمناطق والمواطنين.


وهناك مساحة مفتوحة أمام المستثمرين المصريين للعمل على تنمية الدور المصرى وتزايد العائلات المصرية هناك وكل منها تتخذ وقتا للتحضير ونتمنى أن يكون هناك شخصيات داعمة لذلك للعمل على عودة قوية للدور المصرى والكنسى بحضور قوى.
 

هل هناك كنائس أخرى غير أرثوذكسية؟


جميع الكنائس موجودة بالمناطق الكاثوليكية والإنجيلية بكل فروعها والكنائس المحلية هناك يدرس أحد الأفراد اللاهوت ثلاث سنوات ويصبح قسا بدون رسامة، وهو ما يجعل الناس ترى الكنيسة بصورة مغايرة عن حقيقتها.
 

وحينما زرنا بتسوانا تقابلنا مع الخدام المحليين والكهنة والبروتستانت الأمريكان، وأشادوا بعظمة الكنسية القبطية، فإننا نعمل ونعلم بأن الكنيسة هى فلك نوح للنجاة، لذا خدمتنا واضحة وراسخة، نساعد فى التنمية وخدمة الجميع ولكن لا نترك العمل الروحى الأساسى، ودورنا استشارى فقط فى المشروعات التى ينفذها الأخوة العلمانيون بالكنيسة.

ما إجمالى عدد الكنائس؟


لدينا اثنان فى ناميبيا وثلاثة فى زيمبابوى والرابعة تجهز حاليا، وكنيسة فى مالاوى والثانية تجهز، بينما بتسوانا ليس بها كنائس حتى الآن، ولكننا بصدد إعداد نظام معين لأن هناك لا يوجد تنسيق دبلوماسى حاليا، لدينا خمسة كهنة، أربعة مصريين وواحد محلى من زيمبابوى، وفى القريب سنقوم برسامة ثلاثة آخرين لأن إخواتنا الأفارقة بحاجة للخدمة.

حصلنا على 11 ألف متر بسعر مخفض جدا من الدولة بفضل جهود السفير وائل لطفى سفير مصر لدى نامبيا وحكومة الدولة هناك، وننتظر إنهاء الإجراءات للبدء فى الأعمال التنموية التى هى عباة حضانات ومدارس ابتدائية لتعليم الأبناء هناك.


كما أنه بفضل جهود الكنيسة والسفراء والأنبا أنطونيوس ترك لنا 4 أراضٍ منها فى أطراف أبارى وجرين ديل، فإننا نهدف أن نرسخ مبدأ «كن إنسانا وكفى» فإنها جملة دوما أقولها لكل من يخدم فإنه يخدم ولدينا شباب رائع يقدم خدمة بدون تسلط أو تفاخر، وبهذه الصورة تكون الخدمة الحقيقية.

ماذا يمكن للمصريين الاستثمار بتلك الدول أو خدمتها؟
 

أجد أن الغالبية يحاولون عمل نشاط وتصدير لأفريقيا بصورة فردية العمل، ورغم أن السفراء لديهم توجه بالتنشيط والتعاون مع المصدرين، وفى اعتقادى أن ذلك يعزز أواصر الصلة، كما ندعو الجميع للذهاب لتلك البلاد ودراستها ونقدم العون لمن يريد وفق خبراتنا والتواصل مع الجهات المختصة فإن هناك حاجة للنسيج والأدوية والمستشفيات، فضلا عن تصدير الخضروات والفواكه.

والأخوة الهنود والصينيون لهم دور قوى جدا فى أفريقيا، ولكن مصر تستطيع أن تتواجد بمكانها الطبيعى وتعزز التواجد الاقتصادى، فإن شركات المقاولات قد يكون لها دور قوى حال استيفاء الصور القانونية.
 

كما نقوم بدور توعوى هناك فى مالاوى أحد رجال الأزهر يقوم بدور إرشادى وتوعية دينية وتناقشت مع القامات الدينية الإسلامية خلال زيارتهم لتلك البلدان أن يتواجد أحدهم بصورة مستمرة للتوعية وتحقيق صمام أمان للحفاظ على أبناء مصر من تسلل الأفكار متطرفة.

هل القيادات المسئولة والدول مؤهلين لفكرة دخول مصريين للاستثمار؟


بالطبع ممهدة جدا، جميع المسئولين أو الجهات المحلية هناك فرحان بتواجد الكنيسة وخدمتها وبخاصة التعامل بشفافية وأمانة شديدة والتزام قانونى، وهناك منفتحان لكل من يقدم عمل ويخدم بصورة صحيحة.
 

ومن هنا أدعو الشباب لعدم المخاطرة بأرواحهم بهجرة غير شرعية وأيضا لأنه يسيء لبلادنا ويجب إعلاء الدور التنويرى للشباب للحفاظ على حياتهم وصورة البلاد وإغلاق الطريق أمام الهادمين.

كيف ترى إدارة الرئيس للملف الأفريقى؟
 

إدارة فريدة ونموذج جميل جدا.. أسرد لك موقفا حكاه السفير المصرى السابق فى نامبيا عمرو عبد الوارث، وهو أن الرئيس أرسل طائرات خاصة من أدوية وأجهزة وغيرها من مساعدات طبية لنحو عشر دول أفريقية، وحينما أتحدث مع الوزيرة سها الجندى كانت وقتها المشرف المكلف من وزارة الخارجية آنذاك لتنفيذ ذلك.

وحينما علم الرئيس بوجود عجز فى دقيق الذرة فى نامبيا أرسل لهم الكثير من الشحنات على الفور، وعلينا جميعا أن نعاون رئيس الجمهورية ويكون لنا دور فعال فى بناء جسور التواصل والتواجد المتكامل سواء دبلوماسيا أو شعبيا أو كنسيا عموما وشرف لنا خدمة بلادنا ونتطلع إلى وجود دور قوى من رجال الحكومة المصرية لمساعدة المستثمرين للدخول إلى أفريقيا.

كسر الجليد.. ماهى المشروعات التى ترنو إليها الكنيسة وكيف تمولها فى هذه الظروف الاقتصادية؟


سؤال جيد.. لدينا ثقة كاملة فى الله، والآباء قالوا لى: «اللى دعاك يرعاك»، وبصدق حينما أطلب من الله يرد بقوة وتحل المشكلات ولا أعرف كيف تمت ولكن أدرك أن عوض الله لا يتوقف، ليس لدينا ما يمول أو منظمات وما شابه ولكن الله يلين قلوب من يتبرع، ولكن الله يدبر الأمر كما دبر شق البحر لموسى النبى.
 

هل سألت نفسك عن حالك فى تلك الظروف العصيبة؟


ما تقوله حقيقى، ولكن لا ننسى قوة الله، والأنبا صربامون كان يعلمنا تدخل المخادع الإلهية «القلوب» وترفع صلاتك لله وتمر أيام صعبة ولكن الله يعزينا.
 

هل يمكن أن تقوم الكنيسة بالكهنوت فقط دون علمانيين؟


أمر يستحيل لأن قيام الخدمة «مشرك» أيدينا مع بعض مثل ما قال قداسة البابا وأبونا داود إنه لابد من الشغل مع الشباب بطريقة علمية.

تضع نيافتكم على نسق البابا كيرلس أم البابا شنودة؟
 

كلاهما أصحاب فضل علىّ لا أستطيع أن أفصح عنها، تعلمنا كيف يكون الصمت وأتذكر وجه البابا كيرلس وهو يدعو لى ورسمنى شماسا، وتعلمت من البابا شنودة ورسمنى راهبا ومنحنى القسيسية وتتلمذت على يده تعاليم كثيرة لا أنكرها حتى الآن وربانى وعلمنى.
 

البابا كيرلس يحضنى باستمرار وكان صاحب بشرة لأهلى بقدومى، نفتخر بأن كلاهما لن يفارقونا وتعلمت من كلاهما الكثير.

حدثنا عن الخلاف أو الاختلاف فى وجهات النظر أو ما يسمونه التيارات داخل الكنيسة؟


قالوا لنا قديما حكمة لطيفة: «النحلة تدور وتلف على كل حاجة وتطلع أحلى عسل من البرسيم، أنت مش فاضى تقضى بقيت عمرك فى خلاف مع أحد لأنها متساويش، تعلمت فى الدير ألا أدخل فى حوار طالما لا يدرك الحق الذى أقوله، فلا أتركه بدون حب واحترام، وله فكره ولى اعتقادى السليم».

36108027-C91A-4477-8FED-903E66D784C6
36108027-C91A-4477-8FED-903E66D784C6
230EAE02-0FC1-49D3-B3E2-81C8289C92AF
230EAE02-0FC1-49D3-B3E2-81C8289C92AF
0DBDDD51-71D8-4FEF-BB76-7A93255A8299
0DBDDD51-71D8-4FEF-BB76-7A93255A8299
56D6C33C-2EFD-4A06-9D7C-9F9DB9DB0657
56D6C33C-2EFD-4A06-9D7C-9F9DB9DB0657
1827A3D2-2E94-43CA-8FA2-532151168DE0
1827A3D2-2E94-43CA-8FA2-532151168DE0
C8134945-E5E3-4914-8E02-968FEBC5D973
C8134945-E5E3-4914-8E02-968FEBC5D973
2D9E24C5-F311-4D21-A361-5778504B36F7
2D9E24C5-F311-4D21-A361-5778504B36F7
D8E8FE02-1BE3-4D29-A341-EBB846916DBE
D8E8FE02-1BE3-4D29-A341-EBB846916DBE
5E426443-02C4-468C-8FC1-8DFD0FC78AB7
5E426443-02C4-468C-8FC1-8DFD0FC78AB7