تعاني الأطفال الأيتام في السودان من ظروف مأساوية بسبب الصراع المسلح الدائر في البلاد منذ أبريل الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع؛ فقد توفي 70 طفلًا في دار الأيتام “المايقوما” بالخرطوم بسبب سوء التغذية والجفاف والعدوى، في حين تم إجلاء 300 طفل آخر من دار أخرى في نفس المدينة بعد أن حوصروا لأسابيع بين النيران.
وقالت دار الأيتام التي تضم نحو 500 طفل، إنها لم تتلق أي مساعدات منذ اندلاع القتال، وإنها تعاني من نقص حاد في الماء والغذاء والأدوية. وأضافت أنها لم تستطع نقل الأطفال المرضى إلى المستشفى بسبب انقطاع خطوط الاتصال والكهرباء والمواصلات.
وتمكنت دار أخرى في الخرطوم من إجلاء 300 طفل بمساعدة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي نقلتهم إلى مدينة مدني التي تبعد 200 كم جنوب العاصمة. كما تم إجلاء 70 شخصا من المشرفين على الرعاية والإداريين.
وتشهد دور الأيتام في السودان صعوبات كبيرة في تأمين احتياجات الأطفال، خصوصا في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وانعدام الأمن. وتقول بعض المؤسسات إنها تستقبل يوميا عشرات الأطفال المتخلى عنهم من قبل ذويهم أو المولودين خارج نطاق الزواج.
وتطالب هذه المؤسسات بضرورة تدخل عاجل من قبل المجتمع الدولي والحكومة لإنقاذ حياة هؤلاء الأطفال، وتوفير حماية قانونية وإنسانية لهم. كما تدعو إلى إحلال سلام دائم في السودان، وإنهاء حالة التشرد والنزوح التي تؤثر على ملايين المدنيين.
