أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن انهيار سد نوفا كاخوفكا في جنوب أوكرانيا أمس الأول الاثنين، دفع الآلاف من سكان المنطقة المحيطة به إلى النزوح عن ديارهم تحسبا لكارثة بيئية ناجمة عن فيضان آلاف الأمتار من المياه خارج خزان السد.
وأوضح المقال، الذي شارك في كتابته كل من الصحفيين دان صباغ وجوليان بورجر، أن السلطات الأوكرانية ناشدت سكان المنطقة المحيطة بالسد النزوح عن ديارهم على ضوء التوقعات بكارثة بيئية فتاكة في جنوب البلاد.
ويشير المقال إلى أن السلطات الأوكرانية تتهم روسيا بقصف السد والتسبب في تلك الكارثة في محاولة من جانب موسكو للحيلولة دون قيام كييف بشن هجوم مضاد على القوات الروسية لاسترداد الأراضي التي تقع حاليا تحت سيطرة القوات الروسية في إطار الحرب التي تدور رحاها بين الطرفين منذ ما يقرب من 15 شهرا.
ويسلط المقال الضوء على تصريحات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي التي يؤكد فيها أن انهيار السد يمثل "قنبلة بيئية للدمار الشامل"، متهما في الوقت نفسه الجانب الروسي بتفجير السد حيث إن القوات الروسية تسيطر على السد والمنطقة المحيطة به منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في أواخر فبراير من العام الماضي.
ويضيف الرئيس الأوكراني، كما يقول المقال، أن انهيار السد يعد أكبر كارثة بيئية من صنع الإنسان في أوروبا على مدار عقود طويلة.
ويلقي المقال الضوء كذلك على تصريحات حاكم منطقة خيرسون أوليكسندر بروكودين التي يقول فيها إن ما يقرب من 16.000 من سكان المنطقة المحيطة بالسد في الجانب الذي تسيطر عليه القوات الأوكرانية يعيشون في منطقة الخطر.
ويوضح المقال، طبقا لتقديرات الخبراء، أن منسوب المياه في مدينة خيرسون القريبة من السد ارتفع أمس الثلاثاء ليصل إلى ما يربو على ثلاثة أمتار في الوقت الذي يزداد فيه المنسوب بمعدل من ستة إلى ثمانية سنتيمترات كل نصف ساعة.
ويلفت المقال إلى أن تلك الكارثة قد تؤدي إلى آثار بيئية مدمرة تستمر على مدار أجيال وأجيال تتمثل في فقدان فرص الحياة لآلاف من سكان المنطقة والذين أجبرتهم الكارثة على ترك ديارهم ومزارعهم إلى جانب تغيير النظام البيئي في المنطقة.
ويضيف المقال في الختام أن انهيار السد سوف يحرم أوكرانيا كذلك من مصدر مهم لتوليد الطاقة وهو الطاقة الكهرومائية، بالإضافة إلى حرمان مناطق عديدة مثل خيرسون وزابورجيا وشبه جزيرة القرم من موارد المياه.