الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

مصريات

بحضور الإمام الأكبر وسفير كازاخستان وعدد من الوزارء.. افتتاح جامع الظاهر بيبرس

جانب من الافتتاح
جانب من الافتتاح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

افتتح وزيرا السياحة والآثار والأوقاف، وسفير كازاخستان، جامع الظاهر بيبرس البندقداري في حي الضاهر، وشهد حفل الافتتاح عدد من القيادات والشخصيات العامة وكان في مقدمتهم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري، وعدد كبير من قيادات الوزارة. 
  
وخلال الحفل تحدث وزير السايحة والآثار عن أهمية الجامع كنقطة جذب سياحية جديدة في القاهرة، كما تحدث شيخ الأزهر الشريف عن قيمة الجامع الدينية والتراثية، فيما تحدث سفير كازاخستان عن قيمة صاحب الجامع وهو الظاهر بيبرس بالنسبة للشعب الكازاخي حيث يعتبروه الجد الأكبر لهم.

ومر بها جامع الظاهر بيبرس بعدة مراحل والتي بدأت منذ عام 2007 بتوقيع اتفاقية تعاون بين الحكومتين المصرية والكازاخية لترميم مسجد الظاهر بيبرس، وقد بدأ مشروع ترميم المسجد عام 2007 ثم توقف عام 2011 ثم استأنفت الأعمال في عام 2018. تضمن مشروع الترميم أعمال تخفيض منسوب المياة الجوفية بالمسجد، وكل الأعمال الإنشائية والترميم الدقيق والمعماري، واستبدال الأحجار التالفة والمتهالكة، وتغير نظم الإضاءة وترميم الأجزاء القديمة بإيوان القبلة.

والظاهر بيبرس البندقداري هو أحد وأهم حكام دولة المماليك البحرية، حيث يعتبر المؤسس الحقيقي لهذه الدولة، فضلًا عن ذلك فهو صاحب الحملات الشهيرة ضد الصليبيين والمغول، وهو الحائز على حب الجماهير وشهرة شعبية جارفة بين جموع الشعب المصري.

والسلطان الظاهر مشهور بعلامة خاصة وهي الفهد، والتي دائمًا ما توجد على منشآته المعمارية كي تشير إلى أنه صاحب المنشأة، إلا أنه لم يتبق لنا إلا القليل من آثار هذا السلطان، ومنها بقايا مدرسته في شارع المعز لدين الله الفاطمي، وكذلك مسجده في قليوب، وقناطره الشهيرة في أبو المنجى، ثم مسجده الأكبر في القاهرة، بمنطقة الظاهر.

وأمر الظاهر بيبرس ببناء هذا الجامع في عام 665 هجرية 1277م، وكلف بالبناء اثنين من خواصه وهما المهندسان بهاء الدين بن حنا، وسنجر الشجاعي واختار هذا المكان تحديدًا حيث كان هو المكان الذي يلعب فيه الكرة، فأنشأ فيه المسجد وجعل باقي الميدان وقفًا على الجامع.

وكانت أولى محاولات ترميم هذا الجامع في العصر العثماني، حيث تعرض المسجد لإهمال من قبل الحكام التاليين للظاهر بيبرس عبر التاريخ، حتى جاء العثمانيون مصر، وصدرت وثيقة من الباب العالي بالبدء في ترميم المسجد عام 1018 هـ، وكان الفرمان يتضمن فقط ترميم رواق القبلة، وتم الترميم بالفعل.

ولما احتل الفرنسيون مصر كانوا وبال على الجامع، حيث ركّبوا فيه المدافع واتخذوه قلعة، وهدموا مئذنته وجعلوها قاعدة عسكرية وأطلقوا عليها اسم تشكوفسكي، وجعلوا مساكن ومبيت الجنود

أما في عصر محمد علي فقد تحول المسجد معسكر لطائفة التنكازية السنغالية، ثم إلى مصنع للصابون، وتم أيضًا نقل عدد كبير من أعمدة المسجد إلى الجامع الأزهر وأنشئ بها رواق الشراقوة الشهير، وذلك بسبب صراع بين الشيخ الشرقاوي وأحد الأئمة، فشرع في نقل الأعمدة من جامع الظاهر بيبرس إلى الجامع الأزهر لإنشاء الرواق الخاص به.

وأخيرا تحول إلى مذبح في عهد الاحتلال الإنجليزي عام 1882 م قاموا بتحويل الجامع إلى مذبح وذلك لإبعاد ذبح الحيوانات عن العمران وحتى الآن يطلق عليه أهالي المنطقة مذبح الإنجليز.

وفي عام 1893 اهتمت لجنة حفظ الآثار العربية بإصلاح الجامع ومحاولة إرجاعه إلى مهمته الأصلية، حيث أزالت منه كل المباني المستحدثة، وذلك بعد أن كانت الحكومة المصرية وافقت على جعل مباني جامعة القاهرة في صحن المسجد، ثم أوقفت لجنة الآثار العربية هذا الإجراء وأزالت كل المباني المستحدثه منه، وفي الستينات صار الجامع عبارة عن ممر مؤدي لحديقة عامة كانت تخدم أهالي المنطقة.

والمسجد ذكره المقريزي، حيث تبلغ مساحته 12 ألف متر، وبقى منه الجدران الخارجية والتي يبلغ ارتفاعها 12 متر، وهي ذات طابع دفاعي حيث أن الظاهر بيبرس أراد أن يخلد انتصاراته على الصليبيين من خلال المسجد فأعطى الجدران شكل المباني الدفاعية، واستقدم الرخام والأخشاب من يافا والتي شهدت انتصاراته على الصليبيين، والباقي من ذلك الجدران الخارجية.

كذلك تبقى من الأجزاء الأصلية الشبابيك ذات الزخارف الجصية، ولا زال الكلام للدكتورة هند منصور- وخصيصًا الشبابيك الأعلى مستوى، وهى ذات زخارف نباتية من الجص بديعة التكوين والأشكال، المداخل التذكارية الثلاثة للمسجد أصلية باقية من تاريخ الإنشاء، وكذلك النصوص الكتابية عليها أصلية بما في ذلك النصوص التأسيسية، وجزء من رواق القبلة أصلي بحوائطه ودعاماته.

وشهد جامع الظاهر بيبرس مشروع ترميم شامل وهو المشروع الذي بدأ عام 2007 بمنحة من دولة كازاخستان قدرها 22 مليون جنيه مصري، ثم توقفت أعمال الترميم عام 2011م، ثم أُعلن استئنافها أمس حيث تستغرق الأعمال 18 شهرًا وتبلغ إجمالي التكاليف ما يقرب من 120 مليون، واليوم يأتي افتتاح الجامع بعد انتهاء ترميمه تمامًا.

IMG-20230604-WA0004
IMG-20230604-WA0004
IMG-20230604-WA0007
IMG-20230604-WA0007
IMG-20230604-WA0005
IMG-20230604-WA0005
IMG-20230604-WA0006
IMG-20230604-WA0006