الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

إريك دينيسيه يكتب: «استراحة كوميدية».. عندما قتل «الإخوان المسلمون» المصريين.. من الضحك!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على الرغم من الوضع المأساوى الذى عاشته مصر فى ظل النظام الطائفى الدموى لجماعة الإخوان المسلمين ورئيسهم محمد مرسى، لم يفقد الشعب المصرى روح الدعابة، التى تغذت إلى حد كبير من قبل شخص غريب ومضحك، ولكن كوميدى بشكل خاص وكان، على الأقل بالاسم أو صوريا، مسئولا عن مصير البلاد لمدة عام.
وبالفعل، كان لمحمد مرسى موهبة الإكثار فى خطاباته العامة، من عبارات وتعبيرات غير مفهومة وشاذة، تعكس عجزه عن العمل، بسبب محدوديته الفكرية، وكذلك جهله بالبروتوكول، وأسعدت خطبه العديدة التى تحوى الكوميديا اللا إرادية، المصريين الذين ضحكوا كثيرا، على الرغم من جهود التليفزيون الوطنى لعمل العديد من تعديلات المونتاج لمحو معظم أخطاء مرسى الشفهية.
وهكذا، عندما قدموا بعد ذلك سلسلة رؤساء البلاد منذ الثورة على النظام الملكى، فى ٢٣ يوليو ١٩٥٢، قال المصريون: «كان لدينا محمد نجيب، ثم جمال عبد الناصر، ثم أنور السادات، ثم حسنى مبارك. ثم استراحة كوميدية، ثم عدلى منصور «القائم بأعمال الرئيس» وأخيرا عبد الفتاح السيسى.
تشير «الاستراحة الكوميدية» إلى الفترة الفاصلة بين جماعة الإخوان المسلمين التى مارست السلطة فى مصر من ٣٠ يونيو ٢٠١٢ إلى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، قبل الإطاحة بها من قبل حركة شعبية واسعة مدعومة من الجيش.
نقدم فيما يلى مختارات صغيرة من أفضل «الدرر» لمرسى فى ذلك الوقت:
- عندما وصل إلى السلطة استدعى مرسى قائد الحرس الجمهورى وطلب منه أن يصطحبه فى نزهة لزيارة القصر الرئاسى. رد الجنرال بأن ذلك ليس من واجباته أن يقوم بتأمين حمايته وحماية أسرته؛ لكن مرسى أصر على أن الحرس الجمهورى كان فى خدمة الرئيس ورفض الجنرال مجددا، قائلا إن الزيارات من مسئولية أعضاء مكتب المراسم واستشاط مرسى غضبا، معتقدا أن قائد الحرس الجمهورى لا يريد أن يأتى معه فى نزهة على الأقدام.
- عندما اختطف إرهابيو القاعدة جنودا مصريين فى أغسطس ٢٠١٢، قال مرسى لقوات إنفاذ القانون: «أتمنى السلامة للمخطوفين والخاطفين».
- فى ١٩ سبتمبر ٢٠١٢، قام بالكتابة على العلم المصرى الذى جمع عليه أحد المصريين العديد من توقيعات الشخصيات البارزة كتذكارات، فكتب: «أبنائى الأعزاء الشهداء، أتمنى لكم التوفيق».
- خلال لقائه مع رئيسة الوزراء الأسترالية السابقة جوليا جيلارد، فى نيويورك، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر ٢٠١٢، تصرف مرسى بشكل تم اعتباره على أقل تقدير مفاجئا، وكانت وسائل الإعلام المصرية والأسترالية والأمريكية قد أشارت جميعها إلى أن عينيه كانتا مثبتتين طوال المقابلة على ساقى المسئولة الأسترالية وأنه كان يداعب أعضاءه التناسلية بيده اليسرى! بعد بضعة أيام، تكرر نفس السلوك مع الرئيسة الأرجنتينية كريستينا كيرشنر.
- فى نوفمبر ٢٠١٢، خلال كلمة ألقاها أمام أتباعه من جماعة الإخوان المسلمين فى الشارع مقابل القصر الرئاسى، أعلن مرسى: «أعرف خصومى: إنهم يتجمعون فى شارع صغير وهم بين ٥ و٦ و٧ و٣، ٤…».
- بعد أيام قليلة، فى نوفمبر ٢٠١٢، صرح خلال مداخلة عامة: «روحى وعقلى وجسدى معكم الآن، لكن روحى وعقلى موجودان فى عدة أماكن أخرى أيضا».
- فى عام ٢٠١٢ أيضا، بمناسبة زيارة جمعية خيرية ودار للأيتام، قال مرسى: «التقيت أيتاما وشعرت حقا أن والديهم ربما ماتوا»
- خلال زيارة إلى ألمانيا فى ٣١ يناير ٢٠١٣، وفى مؤتمر صحفى، حاول مرسى إقناع الألمان بعدم شرب الكحول، وخاصة البيرة، وبحث عن مثال لدعم وجهة نظره، وهكذا وبلغة إنجليزية سيئة للغاية، قال لهم: «البنزين والكحول لا يختلطان».
وفى نفس الرحلة، أثناء خطاب المستشارة أنجيلا ميركل، بدأ مرسى فجأة ينظر إلى ساعته علانية، كما لو أن مضيفته قد استغرقت الكثير من الوقت، تسبب هذا فى توقف المستشارة الألمانية للحظة عن الكلام، والالتفات والتحديق فى مرسى لجعله يفهم أن موقفه لا يحترم «الآداب»، ولكنه تصرف وكأن شيئا لم يحدث.
- وخلال الاحتفال باليوم العالمى للمرأة، ٨ مارس ٢٠١٣، صرح قائلا: «أحيى النساء بكافة أنواعهن».
- يا أهل بورسعيد.. أنتم أهل بورسعيد!، كانت هذه تصريحات أدلى بها خلال كلمة متلفزة فى ١٤ مارس ٢٠١٣، لاسترضاء سكان بورسعيد بعد العصيان المدنى ضد نظام الإخوان المسلمين.
- تعليقا على الوضع المقلق فى البلاد، قال خلال خطاب ألقاه فى ٢٤ مارس ٢٠١٣: «نحن فى منحدر الصعود»!
- خلال كلمة ألقاها فى ٢٥ مارس ٢٠١٣، أعلن مرسى: «الإصبع الذى سيدخل مصر سأقطعه، أنا شايف إصبعين، ثلاثة بتلعب هنا» ولم يفهم أحد ما قصده حينها.
 


- خلال رحلة إلى قطر فى ٢٨ مارس ٢٠١٣، التقى بمن أسماهم بـ«ممثلين عن الجالية المصرية» فى الواقع كانوا أعضاء فى جماعة الإخوان المسلمين وقال لهم: «الساحر يستطيع إخراج أرنب من حقيبته، ويمكنه إخراج ثعبان، إذا مات القرد القردتاى حيعمل إيه؟».
- ثم فى أبريل ٢٠١٣، وخلال لقاء مع شباب من المنتخب المصرى لكرة القدم، قال لهم: «لقد لاحظت أنكم شبات!».
- فى مايو ٢٠١٣، أعلن فى كلمة بمناسبة عيد العمال: «القمح لا يحتاج إلى مخزن للحبوب، القمح يحتاج إلى مخزن للحبوب، ويحتاج مخزن الحبوب إلى مخزن للحبوب»، وتساءل المصريون مرارا وتكرارا عما كان يقصده!
- فى ٣ يونيو ٢٠١٣ بمناسبة اجتماع عاجل فى رئاسة الجمهورية تسابق فيه قيادات الإخوان بتقديم مقترحات عبثية للضغط على إثيوبيا التى تخطط لبناء سد على النيل، وهنا صرخ أحد المشاركين، مجدى أحمد حسين - وهو مناضل إسلامى شهير - وقال: «يجب أن تظل كل هذه الأفكار سرية ويجب على جميع المشاركين الحاضرين أن يقسموا على عدم الكشف عن أى شيء»، حينها قالت لهم مستشارة مرسى، باكينام الشرقاوى: «لكننا على الهواء فى التلفاز!». خلال نفس الاجتماع، صرح مرسى لمحاوريه: «أنا واثق من أننا قادرون على مص الصدمة». كان يقصد «امتصاص…»
- بمناسبة خطابه الأخير الذى ألقاه فى ٢٦ يونيو ٢٠١٣ أى قبل أربعة أيام من الثورة الشعبية، أعلن مرسى معلقا على تدهور الأوضاع فى مواجهة الضغوط الشعبية وتحذيرات اللواء السيسى: «مصر دولة غير قابلة للانضغاط»، ثم يخاطب مؤيديه ويقول لهم: «أرى أشياء لا يراها أحد سواى».
- أثناء بدء محاكمته فى القاهرة، فى ٢٨ يناير ٢٠١٤، وضع مرسى خلف القضبان، وأخذ يصرخ للقاضى الذى يطلب منه الوقوف عند دخول أعضاء المحكمة: «يا! أنت! من أنت؟! ينظر إليه القاضى ويرد بهدوء: حسنا! أنا القاضى!».
وإلى جانب الفكاهة، أعطت هذه الأمثلة القليلة من تصريحات محمد مرسى، فكرة عن مستوى رئيس الإخوان المسلمين، وهذا هو السبب فى أنه من المناسب دائما إعادة إثبات الحقيقة حول ما كان عليه حكمه ووضع حد للرواية الخيالية التى تريد أن يستمر الناس فى الاعتقاد بأنه تم انتخابه ديمقراطيا وأن جماعة الإخوان، التى ينتمى إليها، تعتبره محاورا محترما.
هناك وصف مبهر ونوعى لـ«الثورة المصرية» وأيديولوجية وأهداف جماعة الإخوان المسلمين نجده فى كتاب الباحث المصرى شريف أمير، الذى نشر دراسة رائعة للغاية، وجادل بصلابة شديدة، للكشف عن الوجه الخفى لهذا التنظيم الإرهابى الذى استمر الغرب والذى لا يزال البعض مستمرا فى بعض الأحيان!، بشكل خاطئ، فى منحه شكلا من أشكال الاحترام، على الرغم من أنه منتم لجميع الاختلافات التنكيسية للجهادية العالمية من القاعدة لداعش. ولحسن الحظ، بدا أن قادتنا منذ ذلك الحين يريدون أن يكونوا واضحين، مثل رئيس الوزراء السابق مانويل فالس الذى قال يوم الاثنين، ٩ فبراير ٢٠١٥، إنه يتعين علينا محاربة خطاب الإخوان المسلمين فى بلادنا.
بالفعل إنه ضرورى للغاية وله صلة بالعديد من المسائل ولا يمكن أن نترك هذه الجماعة الشائنة تزدهر، ومع ذلك، نحن فى عام ٢٠٢٣ وما زلنا ننتظر إدراجها فى قوائم المنظمات الإرهابية للدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، مثل غالبية الدول العربية التى فهمت حاليا مع من كانوا يتعاملون، ومع ذلك، حتى الآن، نجد أنه فقط النمسا كان لديها الشجاعة للقيام بذلك بعد هجوم فيينا فى ٢ نوفمبر ٢٠٢٠.

معلومات عن الكاتب: 
إريك دينيسيه.. مدير المركز الفرنسى لأبحاث الاستخبارات «CF2R» يحلل خطابات وتصرفات محمد مرسى الرئيس الإخوانى، خلال العام الأسود فى تاريخ مصر.