الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

التفكك والحرب الأهلية أخطر السيناريوهات.. تفاصيل تحركات الإخوان لدمج المرتزقة في ليبيا وتشاد للسيطرة على السودان.. باحث: تيارات الإسلام السياسي تحاول نقل الأحداث لصراع أيديولوجي

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا يتردد الإخوان عن انتهاز كل فرصة للقفز على الحكم، وفرض أجندتهم غير الوطنية، على المجتمعات التي يستطيعون التوغل فيها.
وكما كان للإخوان دور بارز في فترة حكم الرئيس السابق في السودان، عمر حسن البشير، يبدو دورهم بارزا جدا في تأجيج الاضطرابات الحاصلة الآن في السودان، في محاولة جديدة لخطف الحكم، بعد أن لفظهم الشعب السوداني عبر الإطاحة بحكم البشير.
ويعتبر الموقف الحاصل حاليا في السودان، من صراع ضار، بين قوات الدعم السريع بقيادة حمدتي، والجيش الوطني السوداني، هدية ذهبية للجماعة لكي تشكل جبهة واحدة، تتحالف فيها مع إخوان ليبيا، وتستفيد من خبراتهم في استجلاب المرتزقة، والاستعانة بهم، ليكوّن الطرفان جبهة متماسكة قادرة على خدمة أهداف الجماعة في البلدين، اللذين يعانيان من اضطرابات تهدد مركزية الدولة.
الجيش السوداني أعلن احتجازه 122 من المرتزقة  المتجهين إلى ليبيا، وهو ما يشير إلى تحول المخاوف من صناعة جبهة واحدة تضم إخوان السودان، ونظرائهم في ليبيا، مع الاستعانة بالمرتزقة المنتشرين في جنوب ليبيا، وشمال تشاد، من أجل تنفيذ مخطط للسيطرة على السودان.
النبأ الذي أعلنه الجيش السوداني، لا يشير فقط إلى تغيرات على الساحة الليبية، تؤكد استمرار تدفق الميليشيات والمرتزقة السوريين للقتال في صفوف المليشيات التي كونتها حكومة الوفاق الوطني السابقة، بقيادة فايز السراج، وإنما أيضا تؤكد أن هناك استعدادات لتكرار هذا في السودان.
ومن المعروف أن المرتزقة من السودان وتشاد، الذين انضموا إلى طرفي الصراع يتجمعون جنبا إلى جنب مع نظرائهم الروس والسوريين. 
وبالنظر إلى مسار الحركات والثورات المتنوعة الشبيهة بالربيع العربي، فإن النتيجة المتوقعة هي تحالف هذه المليشيات وانضمامها عاجلا أو آجلا، تحت قيادة تستفيد من حالة الانهيار الأمني في ليبيا والسودان.
المخابرات السودانية أصدرت تقريرًا رسميًا يتعلق بصلات  بين الإخوان المسلمين وحكومة الوفاق الليبي وحكومة البشير ودول أفريقية أخرى، ويظهر أنه بعد سقوط البشير تواصلت حكومة الوفاق الوطني مع الإسلاميين الراديكاليين وجندتهم للقتال في ليبيا. 
وتشير الوثيقة الاستخباراتية إلى أن عددا غير محدود من المسلحين السودانيين، ومن النيجر وسوريا، أعضاء في المليشيات الموجودة بليبيا. 
الباحث السوداني، رئيس منصة الدراسات الأمنية وأبحاث السلام إبراهيم ناصر، قال في تصريحات إعلامية إن ظهور المجموعات المؤدلجة، خاصة تيارات الإسلام السياسي، ومحاولتها تنفيذ أجندة مصالح خاصة في ضوء مشهد الصراع الراهن في السودان، يعدا أمرا في غاية الخطورة، إذ إن تحركات الإسلاميين في السودان تعيق جهود التهدئة ووقف الصراع بين الطرفين، كما أن الإخوان يحاولون تأجيج الصراع وتفكيك المؤسسة العسكرية بإحداث انقسامات جذرية داخل الجيش، كما أن تيارات الإسلام السياسي تحاول في الوقت الراهن تحويل الصراع بين قوتين، وإلى صراع أيديولوجي عميق، وهو ما يعقد أزمة السودان.
الحرب الأهلية أخطر سيناريو
وتعليقا على التطورات الجارية يقول الدكتور رفيق الدياسطي، رئيس قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية بكلية الآداب في جامعة حلوان المصرية، إن أخطر ما يواجه السودان حاليا، هو زيادة احتمالات التفكك واندلاع حرب أهلية بين الدوليات التي سيتمخض عنها هذا التفكك.
وأشار إلى أن المعطيات الواردة من الأراضي السودانية، تشير إلى استمرار الحرب بين الطرفين المتصارعين لمدة ليست قصيرة، مما ينذر بزيادة فرص التدخل من القوى الراغبة في تأجيج الصراع.
وحذر الدياسطي، من أنه في ظل كون جماعة الإخوان تعتبر ما يجري في السودان حاليا هو معركتها الأخير، وعلى ضوء المعروف من أن القوى الكبرى لا تمانع من تفكيك السودان، فإن الأمور تبدو على أكبر قدر من الخطورة، والتهديد للأمن والسلم في القارة الإفريقية قاطبة.
تمديد الصراع
وهذه الأيام تسعى الجماعة إلى تأجيج الصراع القبلي في دارفور، وفي شرق السودان، وفي مدينتي مدني بوسط البلاد، وكوستي في منطقة النيل الأبيض، بحثا عن أية فرصة تسمح باتساع رقعة الصراع العسكري. 
وطبقا للمعلومات فإن قوى الإسلام السياسي، ومنها الإخوان، تحاول تمديد عمر الصراع إلى أقصى درجة، ونسف أي سبل للتفاهمات السياسية حتى لا تعيق هذه التفاهمات خطط التنظيم. 
تحركات الإخوان والإسلاميين بشكل عام، تستهدف ضرب صلابة المؤسسة العسكرية السودانية، لإحداث انقسامات جذرية داخلها,  
وفي ظل رفض الرأي العام السوداني لعودة التيار الإسلامي الإخواني، لما في ذلك من إحياء لنظام البشير، فإن عودة الإخوان للمشهد تعني تفكك السودان. 
ويخشى المراقبون من أن يؤدي هذا الوضع العسكري الهش في السودان، إلى جذب العناصر الإرهابية لصناعة معسكرات وبؤر جديدة لهم في السودان، خاصة مع عدم استقرار إقليم دارفور الذي يشترك في الحدود مع ليبيا وجنوب السودان وإفريقيا الوسطى، وكلها مناطق صراع.
ولا تمانع جماعة الإخوان في السودان من تجنيد عناصرها في جماعات إرهابية أخرى، مثل تنظيم داعش، وهو ما يمثل خطورة إضافية، تعزز من احتمالات التحالف مع المليشيات الموجودة في ليبيا وتشاد.
احتمالات التعاون بين الإخوان مليشيات المرتزقة الموجودة في ليبيا تزيد، إذا علمنا بوجود اتصالات من هذا النوع بين الجماعة، وحكومة الوفاق الوطني الليبية، التي كان يقودها فايز السراج، حيث تم تجنيد عدد من العناصر الإخوانية للقتال في ليبيا.