رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

السودان يعود إلى نقطة الصفر .. اشتباكات متقطعة وانفجارات وقذائف.. والقوى المتصارعة ترفع شعار "لا هدنة ولا اتفاق"

السودان
السودان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تشير الأحداث التي يتعرض لها السودان الان إلى أن البلاد عادت مرة أخرى إلى نقطة الصفر، وهي النقطة التي تسبق أي اتفاق سياسي يمكنه من إخراج البلاد من عنق الزجاجة إلى تشكيل حكومة وطنية وإجراء انتخابات رئاسية تستعيد معها البلاد عافيتها بعد تظاهرات عارمة وانقلاب أطاح بالرئيس السوداني السابق عمر البشر، لتعود معها الأجواء الساخنة لتسيطر على المشهد في حرب بين الجيش السوداني الذي يرأسه رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوت الدعم السريع التي يرأسها نائبه محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي".

القوى المتصارعة من جهتها رفعت شعار "لا هدنة ولا اتفاق" على الرغم من التدخلات العربية والإقليمية والدولية، التي أعلنت عن التوصل لأكثر من هدنة لمدة 72 ساعة وهي الهدنة التي تم خرقها أكثر من مرة، فيما سبق أن أعلن الطرفان الموافقة على تمديد الهدنة لمدة أسبوع تبدأ الخميس الماضي وتنتهي الخميس المقبل، إلا أن دوي الانفجارات وأصوات الاشتباكات المتتالية غطى على صوت الهدنة التي تستهدف وقف الصراع لبدء تفاوض حول مطالب الطرفين لإمكان تجنب البلاد الحرب الأهلية.

 بالرغم من الإعلان عن الالتزام بالهدنة التي تدخلت في إبرامها كلًا من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الأطراف دارت بينهم معارك في مواقع متفرقة من العاصمة السودانية الخرطوم، فضلًا عن الانفجارات التي دوت في محيط مقر القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، وهو ما دفع الجيش السوداني إلى الدفع بالطائرات الحربية التي دكت مواقع وتمركزات قوات الدعم السريع في عدة مناطق سودانية.

يأتي ذلك فيما يتبادل الطرفان الاتهامات بشأن خرق الهدنة المتواصل، حيث يلقي الجيش السوداني باللوم على قوات الدعم السريع معتبرًا أنها من تخرق الهدنة المقررة، فيما تعلن قوات الدعم السريع أن الجيش يتعمد خرق الهدنة بغاراته الجوية على مقار الدعم السريع وتمركزاته المتعددة في المدن السودانية.

كل تلك الأحداث خلفت أزمة إنسانية يعاني منها أبناء السودان وحدهم، حيث كشفت منظمة الصحة العالمية في أخر تقرير له عن الأوضاع في السودان عن ارتفاع أعداد الضحايا السودانيين إلى ما يزيد عن 420 قتيل، و3700 مصاب منذ اندلاع الاشتباكات، وهي أخر حصيلة أعلنتها المنظمة الدولية الأسبوع الماضي.

وكشف بيان المنظمة عن الصعوبة البالغة التي تواجه الطواقم الطبية سواء السودانية أو الأممية في ممارسة عملهم في ظل الأوضاع في السودان، فضلًا عن تردي الوضع الصحي في المستشفيات السودانية جراء قلة الإمدادات والتجهيزات الطبية المستخدمة في الكثير من المستشفيات في ظل تصاعد أعداد الضحايا والمصابين، في ظل توقف المطارات والموانئ التي لم تستقبل حتى الان المساعدات الإنسانية والأممية، ويقتصر دورها على فتح الأجواء لإخراج الرعايا الأجانب من الأراضي السودانية.

كما تضررت المستشفيات، ليس بندرة المستلزمات الطبية فحسب، بل بضعف مستلزمات التشغيل كالوقود والكهرباء، بعد تضرر شبكات الكهرباء في بعض المدن السودانية نتيجة القصف المتواصل والضربات المركزة، علاوة على غياب الممرات الآمنة التي يستخدمها المدنيين في نقل جرحاهم وضحاياهم إلى المستشفيات، ما تسبب في أزمة إنسانية متصاعدة بتعبير منظمة الصحة العالمية.

وتسعى دولًا عربية وإقليمية لتهدئة حدة الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع من خلال السماح بأرضية مشتركة يقف عليها الأطراف المتنازعة، حيث أعلن الطرفان قبولهما بإرسال مبعوثين عنهما للتباحث حول وقف إطلاق النار في إحدى الدول التي سيتم الإتفاق عليها بوساطة سعودية وأفريقية وأممية، إلا أن الأطراف لم تلتقي حتى كتابة تلك السطور.