الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

في أفغانستان.. النساء محرومات من صلاة العيد

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في أحدث خطوة تقوض حقوق المرأة في أفغانستان، منعت حركة طالبان التي تسيطر على الحكم تسيطر على مقاليد الحكم في البلاد منذ أغسطس 2021، النساء من المشاركة في تجمعات العيد في منطقتي بغلان الشمالية وطهار الشمالية الشرقية، وجاء هذا القرار بعد أسابيع من فرض قيود أخرى على حرية النساء في مقاطعة هرات، حيث أغلقت طالبان المساحات الخضراء والمطاعم أمامهن، وذلك بحجة عدم وجود ضوابط شرعية وأمنية لهذه المناسبة. 

وقد أثار هذا القرار ردود فعل غاضبة ومستنكرة من قبل المجتمع الدولي، الذي دعا حركة طالبان إلى احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للنساء والفتيات، وإلى الالتزام بالمعايير والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها أفغانستان.

وكانت طالبان قد وعدت بأن تسمح للنساء بالتعليم والعمل والمشاركة في الحياة العامة، لكنها لم تفِ بوعودها حتى الآن.

وفي رسالة بمناسبة عيد الفطر، ادعى زعيم طالبان هبة الله أخوند زاده، أن حركته تحقق تقدمًا في أفغانستان، وأنها تسعى إلى "إزالة آثار الاحتلال والعيش في نور الشريعة وأضاف أن طالبان مستعدة للحوار مع جميع الأطراف لإحلال السلام والاستقرار في البلاد.

من بين النساء اللاتي منعتهن طالبان من الخروج للصلاة، هن الحوامل والمرضعات والمسنات والمعاقات وقامت طالبان بإغلاق الطرق المؤدية إلى المصليات ووضعت حواجز أمنية لمنع مرور النساء، فيما اعتبرت طالبان أن خروج النساء للصلاة يخالف تعاليم الإسلام ويشكل خطرا على أمنهن وعفتهن.

واحتجت بعض النساء على قرار طالبان وخرجن رغما عنها للصلاة، لكنهن تعرضن للضرب والإهانة من قبل عناصر طالبان.

ووفقا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، فقد أظهرت مذكرتان متشابهتان أن قادة طالبان المحليين في منطقتي بغلان وطهار قالوا "إنه ممنوع على النساء الخروج في مجموعات خلال أيام عيد الفطر"، مبررين ذلك بأن "لا يوجد نظام نقل آمن".

كما منعت طالبان النساء من المشاركة في صلاة العيد التي تُصلى في المصليات المفتوحة، قائلة إن "لا يجوز للنساء صلاة الجماعة خارج المسجد".

وأشارت المذكرتان إلى أن هذه التعليمات جاءت بناء على توجيهات من قادة طالبان في كابل، وأنه سيتم تطبيق عقوبات شديدة على المخالفات. وأضافت أن هذه التعليمات لا تستهدف بقية ولايات البلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو 40 مليون نسمة.

وقد رفضت طالبان هذه الادانات والضغوط، مؤكدة على أن قرارها يستند إلى "الشرائع الإسلامية"، وأنها تحافظ على كرامة وأمن وصحة النساء. كما ادعت طالبان أنها تخطط لإصلاح نظامم النظام التعليمي والتوظيفي للنساء، ولكنها لم تحدد موعدا أو ضوابط لذلك.

وأثار منع طالبان النساء من صلاة العيد تأثيرات سلبية على نفسية ومعنويات النساء والفتيات، اللاتي يشعرن بالحرمان والظلم والقهر، ويخشين من مستقبل مجهول. كما أثار هذا القرار استياء وغضب الرجال الذين يؤمنون بحقوق النساء ودورهن في المجتمع، ويرون في هذا القرار انتهاكا للحريات الدينية والشخصية. وقد عبر بعض المواطنين عن رفضهم لهذا القرار بطرق مختلفة، مثل نشر صور للنساء وهن يصلين في المصليات المفتوحة، أو تأجيل صلاة العيد إلى يوم آخر، أو تضامنهم مع النساء بالصلاة في المنازل.

وفي هذا السياق، دعت منظمات حقوقية وإغاثية دولية حركة طالبان إلى إلغاء قرارها المتعلق بمنع النساء من صلاة العيد، وإلى احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للنساء والفتيات، وإلى الالتزام بالمعايير والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها أفغانستان. كما دعت هذه المنظمات المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم الشعب الأفغاني، خاصة النساء والفتيات، في مواجهة التحديات التي تهدد حياتهم وكرامتهم.