الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

فتاوى غريبة.. تحريم التطعيم ضد مرض شلل الأطفال

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نظرا لانتشار الفضائيات وعدد هائل من القنوات الدينية، والعاملين بها فى مجال الفتوى، مما أدى إلى ظهور العديد من الفتاوى التى تعد غريبة عن المجتمع، تقدم «البوابة» فى هذه النافذة لأغرب هذه الفتاوى.
فتوى غريبة ظهرت في الآونة الأخيرة في بعض الدول الإسلامية ومنها «باكستان، أفغانستان، نيجيريا»، مفادها تحريم التطعيم ضد مرض شلل الأطفال لأنه لقاح أمريكي، والأمريكان يريدون تعقيم الأطفال جنسيًا في محاولة استعمارية لقطع نسل المسلمين وتحديد أعدادهم وإفقادهم قدراتهم الجنسية.
وكان من أبرز الشيوخ الذين هاجموا لقاح مرض شلل الأطفال وحرموه الشيخ صادق عبدالله عبدالماجد، مراقب عام جماعة الإخوان المسلمين في السودان إضافة إلى زعيم المعارضة الباكستانية فضل الرحمن، وقاضي حسين أحمد، أحد قادة الجماعة الإسلامية في باكستان، وكان السلاح المستخدم في نشر الفتوى هو المطبوعات وموجات الإف إم على الإذاعات المحلية.
وكان الدكتور حسين عبدالرازق الجزائري، المدير الفخري لإقليم الشرق الأوسط لمنظمة الصحة العالمية، قد التقى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وعرض عليه أوضاع شلل الأطفال في العالم، ومضاعفات المرض، وقد ثبت علميًا وبشكل يقيني أن هذه الدعاوي لا أصل لها علي الإطلاق، وأن إعطاء هذا اللقاح بشكل واسع سينقذ أطفال هذه الأمة الإسلامية من مصير مؤلم.
وقد حسم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، هذا الجدل بأن أفتي بحرص الإسلام علي جلب المصلحة ودرء المفسدة، وأن ذلك ينطبق علي مقاومة مرض شلل الأطفال، خصوصًا أنه أصبح معلومًا بشكل علمي ويقيني أن اللقاح ضد شلل الأطفال يمثل الوسيلة المثلي للوقاية من هذا المرض. فضلًا عن أنها وسيلة ذات جدوى اقتصادية عالية لأنها من جهة قليلة التكاليف، ومن جهة أخرى تقي أبناء الأمة من الإصابات والمضاعفات التي يمكن أن تنجم عن هذا المرض.
أما فيما يتعلق بالفتوى الباكستانية بتحريم التطعيم ضد مرض شلل الأطفال فقد انطلقت من ميكروفونات الجوامع هناك تحذر من أن اللقاح فيه تعقيم قاتل وسيفقد الرجال فحولتهم الجنسية ويحرم النساء من الحمل والولادة!، وانتشرت الفتوى بين السكان ما دفع إلى رفض آباء ١٦٠ ألف طفل منهم ٢٤ ألفا في شمال باكستان وحدها تناول التطعيم، ومن ثم تزايدت الحالات في الشمال الغربي لباكستان من ٢٨ حالة إلى ٣٩ حالة وهو رقم كارثة بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية.
وكما شاركت نيجيريا باكستان في جدول الدول التي استوطنها شلل الأطفال، فقد شاركتها فتاوى الجهل، بل وسبقتها في ذلك، فقد حظرت في عام ٢٠٠٣ ولاية كانو بشمال نيجيريا ذات الأغلبية المسلمة تطعيم شلل الأطفال لمدة ١١ شهرًا، وكانت فتوى بعض الشيوخ النيجيريين هي السبب في هذه النتيجة، وكانت الحجة الجاهزة هي فقدان الرجال لفحولتهم وفقدان النساء لأنوثتهن، المهم أن نيجيريا التي تمثل نحو ٨٠٪ من الإصابات العالمية، نشرت المرض في عشرة بلدان أفريقية.