الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

زاهي حواس يكتب: النهر شريان حياة.. قناة وصل النيل بالبحر الأحمر في العصر القديم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اعتبر المصرى القديم نهر النيل شريانًا للحياه فبمياهه يتحول اليابس إلى أخضر وتحيا الأرض بعد موتها وليس غريبًا أن يقدس المصريون نهر النيل ويجعلون له إلها حاميا هو (حعبى).. ليس هذا فقط بل كان على المصرى القديم أن يؤكد أنه لم يدنس مياه النيل وذلك أثناء محاكمته أمام الأرباب في العالم الآخر. وبالإضافه إلى كون النيل شريانًا للحياه فلقد كان أيضًا شريانًا رئيسيًا للوصل بين شمال البلاد وجنوبها فالنيل فى مصر القديمه هو وسيلة المواصلات الرئيسيه ينتقل المصريون فيه بمراكبهم المختلفة الأحجام والوظائف سواء كانت مراكب لنقل الركاب أو لنقل البضائع وأحجار المحاجر ومنتجات المناجم، وإلى جانب النيل كانت هناك وسائل مواصلات أقل أهميه وأكثر مشقه وإهدارًا للوقت ومنها إستخدام الحمير عبر دروب الصحراء في الرحلات البعيدة، ولقد سهل إتصال النيل بالبحر المتوسط إنتقال المصريين القدماء من النيل بمراكبهم إلى البحر المتوسط والسفر إلى بلاد شمال شرق آسيا أو ما يعرف ببلاد الساحل الغنيقى وذلك من أجل التجاره وعلى العكس من ذلك كان السفر إلى بلاد بونت القديمه) ربما الصومال الحالية) يستلزم من المصرى القديم الإبحار عبر النيل ثم فك المراكب وحملها على الدواب وعبور الصحراء الشرقية إلى البحر الأحمر ثم إعادة تركيب هذه المراكب والإبحار جنوبًا. ومما لا شك فيه إن هذا كان يتطلب مجهودًا كبيرًا ووقتًا طويلًا مما جعل المصريين القدماء يفكرون فى مشروع طموح يهدف إلى وصل النيل بالبحر الأحمر.
 


ويحدثنا الرحاله والمؤرخون الإغريق والرومان ومنهم "هيرودوت، واسترابون" عن قناه تصل بين النيل وبين البحر الأحمر وتبدأ من الفرع البوبسطى للدلتا شمالى مدينة الزقازيق بقليل ثم تمتد عبر وادى الطوميلات وتنتهى عند البحيرات المره وقد ذكر "بليني "أن أقدم مشروع لحفر هذه القناه يرجع إلى عهد الملك "سيزوستريس"، ويرى بعض الباحثين أن زيزوستريس هذا ما هو إلا إسم محرف لإسم الملك" سنوسرت الأول "أو الملك" سنوسرت الثالث "من ملوك الأسرة الثانية عشرة) ١٩٩١ - ١٧٧٨ ق. م) بينما يعارض هذا الرأى باحثون آخرون ويرى بعضهم أن هذه القناه كانت فى عهد الملك" نيكاو "من ملوك الأسرة السادسة والعشرين حوالى ١٠٠ ق م حيث عهد هذا الملك كثرة ألقاب قباطنة الأساطيل الملكيه فى الـ"وادج ور" وهو الاسم الذى أطلقه المصريون القدماء على البحر الأحمر، ولهذا فلقد ذكر التاريخ لهذا الملك محاولة ربط النيل بالبحر الأحمر بقناه تمتد من فرع النيل البوبسطى حتى خليج السويس أو البحيرات المره قرب ميناء الإسماعيلية الحالية. وقد روى" هيرودوت" أن هذا المشروع قد إستنفذ آلافًا من الرجال وقد توقف المشروع فجأه نتيجة لوحى إلهى حذر نيكاو من أنه يبذل جهده واستنفذ طاقات شعبه من أجل مصلحة الأجانب، فى حين يذكر" ديودور الصقلى "أن المصريين قد تخوفوا من أن يكون منسوب مياه البحر الأحمر أعلى من منسوب مياه النيل مما قد يؤدى إلى إغراق شرق الدلتا بمياه البحر.
وعلى الرغم من روايات المؤرخين القدامى، فيبدو أن المشروع قد نفذ فعلًا أو قد تم أغلبه. ومن هنا نؤكد أن" فرديناند دليسبس" عندما تقدم بمشروع حفر قناة السويس إنما كان يحيى مشروعًا قديمًا إستطاع المصرى القديم من خلاله وصل النيل بالبحر الأحمر.