الأحد 09 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

رسائل القاضي «محمد عبده».. «تقديم العقل على ظاهر الشرع»

.
.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يرى القاضي «محمد عبده» أن الإيمان ليس انطباعا دائما أو صورة ثابتة أو نمطا يستمر في الزمن بل يراه يحصل أو يكتسب بـالنظر العقلي - التماس الحكمة من خلال التفكير- لتحصيل الإيمان، فأول أساس وضع عليه الإسلام هو النظر العقلي، فهو وسيلة الإيمان الصحيح، فالذي يستقصي جهده في الوصول إلى الحق ثم لم يصل إليه ومات طالبا غير واقف عند الظن فهو ناتج  من محاولات التضليل.

وتقديم العقل على ظاهر الشرع عند تعارضهما يقول فيها القاضي "محمد عبده": اتفق أهل الملة الإسلامية إلا قليلا- ممن لا ينظر إليه- على أنه إذا تعارض العقل والنقل أخذ بما دل عليه العقل، وبقي في النقل طريقان طريق التسليم بصحة المنقول مع الاعتراف بالعجز عن فهمه، وتفويض الأمر إلى الله في علمه، وطريق تأويل النقل مع المحافظة على قوانين اللغة حتى يتفق معناه مع ما أثبته العقل.

وبهذا الأصل الذي قام على الكتاب - أي القرآن- وصحيح السنة وعمل النبي صلى لله عليه وسلم، مهدت بين يدي العقل كل سبيل، وأزيلت من سبيله جميع العقبات، واتسع له المجال إلى غير حد، فماذا عساه أن يبلغ نظر الفيلسوف حتى يذهب إلى ماهو أبعد من هذا؟ وأي فضاء يسع أهل النظر وطلاب العلوم إن لم يسعهم هذا.

الفضاء! إن لم يكن في هذا متسع لهم فلا وسعتهم أرض بجبالها ولاسماء بأجرامها وأبعادها.
 وتتضح رؤية القاضي "محمد عبده" أكثر حينما يضم في سياق حديثه عن أصول الإسلام الأصل الثالث وهو البعد عن التكفير، يقول: هلا ذهبت من هذين الأصلين على ما اشتهر بين المسلمين وعرف من قواعد أحكام دينهم وهو إذا صدر قول من قائل يحتمل الكفر من مائة وجه ويحتمل الإيمان من وجه واحد حمل على الإيمان، ولا يجوز حمله على الكفر، فهل رأيت تسامحا على أقوال الفلاسفة والحكماء أوسع من هذا؟ وهل يليق بالحكيم أن يكون من الحمق بحيث يقول قولا لا يحتمل الإيمان من وجه واحد من مائة وجه؟ إذا بلغ به الحمق هذا المبلغ كان الأجدر به أن يذوق حكم محكمة التفتيش.