أشارت مجلة «ساينتفك ريبورت» العلمية إلى أن علماء بجامعة موسكو يدرسون مادة مضادة للأكسدة قادرة على منع موت الجسم في الحالات الحرجة جرّاء الصدمات المختلفة من خلال استهداف محطات الطاقة في الخلايا (الميتوكوندريا)؛ إذ تلعب هذه المادة الفريدة دورا مهما في العدوى الشديدة والإصابات والعمليات الجراحية الكبيرة وكذلك في حالة التعرض للبرد فترة طويلة وأيضا تسمم الجسم.
ودرس الباحثون آلية موت الحيوانات في الظروف الحرجة من أربعة نماذج تحاكي حالات موت مختلفة؛ هي عدوى شديدة وصدمات شديدة أو عملية جراحية كبيرة وبرودة الجسم، وتسمم الجسم. وباستخدام مضادات الأكسدة SkQ1 التي ابتكرها علماء الجامعة التي تستهدف الميتوكوندريا، تمكنوا من منع موت الحيوانات من هذه الصدمات، وذلك وفق ما افاد موقع «فيستي. رو» ونقلته «روسيا اليوم».
ويوضح مكسيم سكولاتشيف كبير الباحثين انه «وفقا للفرضية الرئيسية لهذا العمل، التي صاغها المشرف العلمي الأكاديمي فلاديمير سكولاتشيف، توجد في جسد الكائنات الحية آلية خاصة للتدمير الذاتي والموت المبرمج؛ وهي ان الحيوان الذي في حالة حرجة، سواء كانت عدوى شديدة أو صدمة واسعة النطاق، لم يعد موضع اهتمام للتطور وقد يكون حتى تهديدا لأقاربه».
يذكر أنه في فترة الجائحة توفي الكثيرون بسبب عاصفة السيتوكين، التي يسبقها إنشاء الميتوكوندريا (محطات طاقة لأي خلية) لأنواع الأكسجين التفاعلية ومضادات الأكسدة SkQ1 تكافح مع إدراج هذا «المصنع». ونتيجة لذلك، من وجهة نظر المنطق البيولوجي القاسي للحياة البرية، يكون من الأفضل التضحية بهذه الحيوانات من أجل ازدهار مجتمعها. يبدو أنه في جسم مختلف الكائنات الحية بما فيهم الثدييات، لديها آلية للانتحار الكيميائي الحيوي والتي يتم تنشيطها في حالة الأزمة.
وقد أظهرت نتائج الدراسات التي أجريت بجامعة موسكو، أن تغلب الجسم على المرض والتعافي أو الموت يعتمد إلى حد كبير على الميتوكوندريا أو بالأحرى على أنواع الأكسجين التفاعلية التي تنتجها استجابة للصدمة. حيث يسمح SkQ1 بتعطيل زر التدمير الذاتي فعلا. ومع ذلك تمكن الباحثون حتى الآن من إدارة هذه المادة موضعيا فقط. أي من أجل منع وفاة الشخص في ظروف حرجة، لكن من الضروري إيجاد طريقة لإيصال هذا «التأثير» لجميع الخلايا.
من جهته، يأمل رئيس جامعة موسكو الأكاديمي فيكتور سادوفنتشي وجميع الباحثين المشتركين في هذه الدراسة، أن لا تقتصر هذه الدراسة على تجارب على الحيوانات المخبرية، وأن الفريق العلمي سيجد طريقة لتوصيل SkQ1 إلى جميع الخلايا، ومن ثم البدء بالاختبارات السريرية للأدوية، وحينها سيتمكن الأطباء من إنقاذ المزيد والمزيد من الأرواح.