الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

دراسات: تسمير البشرة دون التعرض للشمس يسبب سرطانات الجلد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توصَّلت دراساتٌ حديثة إلى أنَّ تسميرَ البشرة اللاشمسي (إضفاء اللون البرونزي على البشرة باستخدام الأشعَّة فوق البنفسجية الصناعية) يزيد من خطر الإصابة بسرطانات الجلد الشائعة، في الوقت الذي كانت فيه دراساتٌ سابقة قد أوضحت أنَّ تسمير البشرة اللاشمسي يؤدِّي إلى زيادة خطر الإصابة بالميلانوما، أحد سرطانات الجلد المميتة.
يقول الباحثون إنَّ تسمير البشرة اللاشمسي أدى إلى إصابة 170 ألف شخص في الولايات المتحدة الأمريكية وحدَها بسرطان الجلد القاعدي والحرشفي، وكان معدَّلُ الإصابة يزداد كلما بكَّر الشخص في استخدام هذا النوع من تسمير البشرة.
تقول الدكتورة إليني ليونز، المعدَّة الرئيسية للدراسة والأستاذة المساعدة بقسم أمراض الجلد في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو: "أوضحت دراستنا أنَّ تسمير البشرة اللاشمسي لا يقف وراء الإصابة بالميلانوما فقط، وهي أحد أخطر سرطانات الجلد وأشدها فتكًا، وإنَّما يساهم أيضًا في الإصابة بمعظم سرطانات الجلد الشائعة الأخرى، كالقاعدية والحرشفية".
وتضيف: "لقد استطعنا وقاية مئات آلاف الأشخاص من الإصابة بسرطان الجلد عند منعهم من تسمير البشرة اللاشمسي".
قام فريق الدكتور ليونز بتحليل البيانات الواردة من 12 دراسة شملت أكثر من تسعة آلاف حالة سرطان جلد غير ميلانومية، كأن تكون قاعدية أو حرشفية.
وقد وجد الباحثون أنَّ تسمير البشرة اللاشمسي ترافق مع زيادة قدرها 67٪ في معدَّل الإصابة بسرطان الجلد حرشفي الخلايا، وزيادة قدرها 29٪ في الإصابة بسرطان الجلد قاعدي الخلايا.
واستنتج الباحثون أنَّ تسميرَ البشرة اللاشمسي تسبَّب بنحو 3.7٪ من إجمالي حالات الإصابة بسرطان الجلد قاعدي الخلايا (أكثر من 98 ألف حالة)، و8.2٪ من حالات الإصابة بسرطان الجلد حرشفي الخلايا (أكثر من 72 ألف حالة) في كل عام.
وعلاوةً على ذلك، فقد لاحظ الباحثون أنَّ اللجوءَ إلى تسمير البشرة اللاشمسي قبل بلوغ الخامسة والعشرين من العمر يزيد من معدلات الإصابة بسرطان الجلد القاعدي أكثر وأكثر.
على الرغم من أنَّ عدم معالجة سرطان الجلد القاعدي الخلايا، وهو ورم غير خبيث، قد تؤدِّي إلى انتشاره في العظام والنسج المجاورة، لكنَّ سرطان الجلد حرشفي الخلايا ينتشر بصورة أكبر منه، وقد يصل إلى العقد اللمفية أو الأجزاء البعيدة من الجسم، وإن كانت نسبة حدوث ذلك ضئيلة.
يقول الدكتور جيفري سالومون، الأستاذ المساعد بقسم الجراحة التجميلية في جامعة يال في مدينة نيوهافن: "لا زال أمامَ هذه الدراسة الكثير لتقوم به قبل أن تتمكن من تفنيد ادِّعاءات أنصار تسمير البشرة اللاشمسي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يدعي أولئك أنَّ الدراسات المجراة خارج القارة الأوربية لا تأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن مقدار الإشعاعات في أوربا يفوق نظيرتها في أمريكا بأشواط كبيرة".
ويضيف الدكتور سالومون: "تُظهر الدراساتُ المُجراة في الولايات المتحدة الأمريكية أنه، رغم أن حجم الإشعاعات في الولايات المتحدة أقل من أوربا، إلاَّ أنَّ زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد الناجمة عن تسمير البشرة اللاشمسي تبقى قائمةً في كلا القارتين".
بدأ تسميرُ البشرة اللاشمسي بالانتشار في السبعينيات من القرن الماضي، وأظهرت الدراساتُ أنَّ النساء والأشخاص البيض والشباب كانوا أكثر من يلجئون إليه. كما بيَّن المسح المُجرى من قبل المركز الأمريكي للوقاية من الأمراض ومكافحتها أنَّ ما نسبته 30٪ من فتيات المدارس الثانوية قد استخدمن الإشعاعات الصناعية لتمسير بشراتهنَّ.
استمرَّت تلك الممارسة بين الناس، على الرغم من إطلاق المنظمات
الصحية للعديد من التحذيرات حولها؛فعلى سبيل المثال، صرَّحت منظمةُ الصحة العالمية بأنَّ تسمير البشرة باستخدام الأشعة فوق البنفسجية الصناعية يسبب الإصابة بالسرطان، كما قامت الوكالةُ الدولية لأبحاث السرطان بإدراج التسمير اللاشمسي كعامل مسرطن من الدرجة الأولى، شأنه في ذلك شأن التبغ والإسبست (الحرير الصخري).
وكانت دراسةٌ أوربية سابقة قد توصَّلت إلى أنَّ الأشخاص الذين يلجئون إلى تسمير بشراتهم صناعيًا يواجهون زيادةً في خطر الإصابة بسرطانات الجلد بمعدل 20٪، وأنَّ ذلك الرقم يرتفع حتى 87٪ في حال بدأ الشخص باستخدام التسمير اللاشمسي قبل بلوغه الخامسة والثلاثين من العمر.
يقول الباحث فيليب أوتيير، المعدُّ الرئيسي لتلك الدراسة ومدير المعهد الدولي لأبحاث الوقاية في مدينة ليون بفرنسا: "تُعدُّ أجهزة تسمير البشرة بالأشعة فوق البنفسجية الصناعية أجهزةً مسرطنةً، وينبغي توجيهُ النصح للجميع بعدم استخدامها أو اقتنائها في المنازل".
وعلى الرغم أنَّ بعضَ أنصار الأجهزة المسمرة للبشرة يدعون بأن تلك الأجهزة تطوَّرت صناعتها عبر السنين، إلاَّ أنَّ الباحثين يصرُّون على القول بأنَّ التعرض للأشعة فوق البنفسجية من كلا النوعين أ وب يُعدُّ خطيرًا.