الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

«البوابة نيوز» تنتقل من الكتابة عن بعد إلى الحوار المباشر.. 6 كتاب وسياسيين من فرنسا يحاورون الإمام الأكبر شيخ الأزهر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بيير لولوش: المهاجرون المسلمون في فرنسا يقولون يجب تطبيق الشريعة الإسلامية فقط عليهم.. فما رأى الأزهر؟


الإمام الطيب: هناك سوء فهم أدى إلى مشكلات من الطرفين.. وفرنسا ترفض إرسال أئمة بحجة أنها دولة علمانية ونحن نريد أن نساعد فى دحض تلك الأفكار

ألكسندر ديلفال: ماذا عن مطالبة الرئيس السيسى بتجديد الفكر الدينى؟
الإمام الطيب: نحن نواجه بقدر ما نستطيع سياسة عالمية ممولة للدفع بفكر متشدد.. والرئيس السيسي قصد فكر الإخوان والفكر المتطرف الذى كان سائدًا وقتها

ميشال صبان: بابا روما طالب بالتعاون فى قضايا المناخ فما هو موقف الأزهر؟


الإمام الطيب: أعددنا ورقة لتكون صوت كل الأديان وذهبنا بها إلى جلاسكو.. لكن الدول الغنية المسئولة عن الانبعاثات رفضت التعاون أو تعويض الفقراء

فرانسيسكو دى ميريجيس: ماذا عن موقف الأزهر من الحرب فى أوكرانيا وهل يمكن أن يصدر الشيخ بيانًا؟ 


الإمام الطيب: أصدرنا بيانًا بالطبع.. وأريد أن أسأل: لماذا تم تدمير العراق ولماذا تم تدمير أفغانستان؟.. هل من أجل الإسلام أو المسلمين فعلوا ذلك؟.

أنتوني كولونا: قلتم إن داعش كانوا رعاة.. فكيف تلقوا تدريبًا ومن أين المال وقد تلقوه من وراء البحار.. ماذا كنت تقصد من كلمة وراء البحار؟


الإمام الطيب: أنت أدرى بذلك منى

السيناتور  فالير بواييه: كتير من الحركات الفرنسية تدعو للمساواة بين الرجل والمرأة من الناحية الدينية ونتمنى أن نعدل دستورنا لإضافة مادة تمنع فرض الرأى


الإمام الطيب: أحيى احترام معتقدات جميع الأديان.. وطالما وراء هذا الأمر سيدة مثلك فسوف ينجح

استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأحد، وفدًا من كبار الشخصيات السياسية والبرلمانية والصحفية فى فرنسا، فى ضيافة مؤسسة «البوابة نيوز» بمناسبة إصدار الطبعة الفرنسية من مجلة وموقع «لو ديالوج» برئاسة الكاتب الصحفى عبد الرحيم على، رئيس مجلسي إدارة وتحرير “البوابة نيوز”.
دار حوار مع فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شارك فيه 6 من الكُتاب والسياسيين والصحفيين الفرنسيين، لتنتقل “البوابة نيوز” من الحوار بين الشرق والغرب عن بعد، إلى الحوار المباشر والصريح.
 


حضر اللقاء من الجانب الفرنسى بيير لولوش وزير التعاون الأوروبى الأسبق، والسيناتور فالير بواييه عضوة مجلس الشيوخ، وألكسندر دلفال الكاتب والصحفى الفرنسي الكبير، وميشال صبان الرئيس التنفيذى لمؤسسة R20 للمناخ والدفاع عن المرأة، وأنتوني كولونا مدير تحرير موقع ومجلة «فالير أكتويل»، وفرانسيسكو دى ميريجيس الكاتب الصحفى بصحيفة «الجرنال» الإيطالية، وحضر من المؤسسة الكاتب الصحفى عبد الرحيم على رئيس مجلسى إدارة وتحرير «البوابة نيوز» ورئيس مجلس إدارة موقع «لو ديالوج» الفرنسى، وخالد عبد الرحيم نائب رئيس مجلس إدارة «البوابة نيوز» والعضو المنتدب، وداليا عبد الرحيم رئيس تحرير موقع وصحيفة «البوابة نيوز». كما حضر اللقاء الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر.
 

بدأ اللقاء عبد الرحيم على، مرحبًا بالضيوف ووصف فضيلة الإمام بأنه "الصديق الذى أعرفه عالمًا متسامحًا"، ثم طلب من الإمام أن يتحدث مع الوفد حول موقف الأزهر من الإرهاب والتطرف، وموقفه من خيانة العهد من قبل بعض المسلمين الذين يؤمن لهم الغرب المأمن فيعيثون فسادًا.. وتحدث الإمام الطيب فشكر عبد الرحيم على وعاتبه بود على عدم زيارته لفترة طويلة رغم الصداقة التى تجمعهما، ثم شرح تاريخ نشأة الأزهر وتحوله للمذهب السنى ثم أكد على ثوابت الإسلام التى يؤمن بها الأزهر وهى:
الأمر الأول: فلسفة الاختلاف حيث أن الله خلق الناس مختلفين وسيظلون كذلك إلى قيام الساعة، ولذلك سيظلون أيضًا مختلفين دينيًا.
الثانى: لا إكراه فى الدين.. وهذا مبدأ ثابت.
الثالث: الحرب والقتال سنتا دفاعًا عن النفس.
 

داعش والتنظيمات المتطرفة صناعة عالمية لأهداف سياسية
أثيرت قضية عدم تكفير داعش، فقال الإمام إن داعش ليسوا كفارًا ولكن يجب قتالهم وتخليص الناس من شرورهم.. وعلق عبد الرحيم على قائلًا إن آية الحرابة تحدد عقابهم وكيفية مواجهتهم حيث أنهم محاربون، ولو قال الأزهر إنهم كفار ما وجب قتالهم، لأن الكافر، فى الإسلام، لا يُقتل ولا يتم التصدى له. 
 



وبالتالى، فإن فتوى الأزهر سليمة لأنها تتصدى بعمق للمحاربين وتعطى رخصة لرجال إنفاذ القانون لقتالهم وقتلهم، ذلك أن الإسلام لا يقتل من أجل العقيدة أو المخالفة لكن يقتل من أجل الفعل المجرم، فالإسلام "كالقوانين الأوروبية" يعاقب على الفعل المجرم وليس على الافكار والمعتقدات.
 

الكاتب الصحفى ألكسندر ديلفال سأل حول خطاب السيسى ومطالبته بتجديد الفكر الدينى، ورد الشيخ الإمام: إننا نحاول ولكن هناك سياسة عالمية ممولة للدفع بفكر ما متشدد، ونحن نواجه بقدر ما نستطيع رغم فقرنا ونحافظ على استقلاليتنا.. والرئيس السيسي قصد فكر الإخوان والفكر المتطرف الذى كان سائدًا وقتها ولم يقصد فكر الأزهر
 

وزير التعاون الأوروبى السابق بيير لولوش تحدث عن المهاجرين المسلمين في فرنسا الذين يشكلون نحو ٢٠٪ من السكان، ومرشحون للزيادة، ووجه سؤاله إلى شيخ الأزهر قائلًا: هناك الكثيرون من المسلمين يقولون إن المسلمين فى فرنسا لا يجب أن يطبق عليهم القانون الفرنسى، وأن تطبق عليهم الشريعة، فما رأى الأزهر؟
 

وتابع الإمام: فرنسا ترفض إرسال أئمة بحجة أنها دولة علمانية، ولكن انجلترا أرسلت فوجين، ونحن نريد أن نساعد فى دحض تلك الأفكار.. عشتُ فى فرنسا عامًا في سبعينيات القرن الماضى ولم أخالف دينى ولم أشعر بمضايقة، أما الآن فالأئمة يأتون بأجندة، وهذه الأجندة ليست من الإسلام.

وواصل فضيلته رده قائلًا: على الجانب الآخر، ألاحظ وأنا اتابع فرانس ٢٤ توجيهًا أو محاولة لصرف الشباب عن الإسلام، وإظهار الإسلام باعتباره عادات وتقاليد قديمة يجب التخلص منها، وأيضًا الدعوة إلى المثلية والخروج على تقاليد الشرق يصورونها على أنها حق من الحقوق، ويطالبوننا أن نتخلى عن رؤيتنا "المتخلفة" فى نظرهم. وهذا الأمر ليس مطلوبًا من الغرب وكما نعترف بأخطائنا نشير أيضًا إلى أخطائهم ليكون حواراَ مجديًا.

 تعقيبًا على ذلك، قال عبد الرحيم على إن الإسلام مختطف فى فرنسا من الاخوان ويجب على الأزهر أن يتواجد وفورًا.
وتساءل الإمام: لماذا تعاملون الإرهاب باعتباره إرهابًا، ولماذا تلصقون به صفة الإسلام؟ هذا مخطط للبعض ويجب أن يتوقف.
وهنا ارتفعت درجة سخونة الحوار عندما رد بيير ليلوش: "لأنهم عندما يقتلون يقولون الله أكبر"، وطلب منه شيخ الأزهر أن يراجع إجابته لأنها كانت تصلح منذ ٣٠٠ عام، ولكن فى ظل الميديا وتطورها أصبح الغرب يعرف الفرق بين الإرهاب والإسلام، ويوجد فى السوربون قسم اسمه الاسلاموجى يدرسون الإسلام تاريخًا وفقهًا وينصفونه أكثر من بعض المسلمين، وفى فرنسا إذاعة تبث الإسلام الصحيح..

وهناك نخبة من علماء فرنسا يعيشون فى الشرق ويعلمون أن داعش عندما يقولون إنهم مسلمون فهم يكذبون، ومع هذا الغرب يحسب الإسلام على داعش.. وتابع الإمام: نحن عانينا من الحروب الصليبية مئة عام، ومع هذا لم يتفوه مسلم واحد بكلمة تسئ إلى المسيح أو إلى الصليب، لأنهم كانوا على وعى يفرق بين الدين المسيحى والمسيح وتعاليمه وبين من يتاجرون به من أولئك الملوك، فنحن نسميها حرب الفرنجة وهم يسمونها حروب صليبية، وأنتم متأكدون أن داعش ليسوا من الإسلام فلماذا لا تقولون ذلك للناس؟.

وردًا على سؤال من ميشال صبان، قال الإمام: نرفض إمامة المرأة للصلاة وعليكم احترام وجهة نظرنا التى لا نفرضها على أحد. ثم سألته أن البابا في روما طالب بالتعاون في موضوع المناخ والتغييرات المناخية، فما هو موقف الأزهر فى هذا المجال؟، فقال: يجب أن نتحدث بصراحة، ذهبنا إلى روما وأعددنا ورقة لتكون صوت كل الأديان وذهبنا بها إلى جلاسكو، وكنا نظن أن السياسيين والدول سوف تتعاون فقالت الدول التي تتحمل ٨٠٪ من الانبعاثات إنهم لن يعطوا وعدًا بتخفيض الانبعاثات ولن ندفع أى تعويض للفقراء المتضررين، نحن قمنا بواجبنا ولكن الدول الغنية المسئولة رفضت التعاون أو تخفيف الانبعاثات أو تعويض الفقراء.

فرانسيسكوا سأل حول موقف الأزهر من الحرب فى أوكرانيا، وهل يمكن أن يصدر الشيخ بيانًا؟ فقال له الإمام: أصدرنا بيانًا بالطبع.. وأريد أن أسأل لماذا تم تدمير العراق ولماذا تم تدمير أفغانستان؟.. هل من أجل الإسلام أو المسلمين فعلوا ذلك؟.
وسأل انتوني كولونا: قلتم إن داعش كانوا رعاة، فكيف تلقوا تدريبًا ومن اين المال، وقد تلقوه من وراء البحار، فماذا كنت تقصد من كلمة وراء البحار؟
 


وجاء رد الإمام حاسمًا: أنت أدرى بذلك منى.
السيناتور  فالير بواييه قالت: إننا فى بلد الحريات في فرنسا نؤمن بالمساواة والإخوة والتوازن ونتمنى أن مجلس الشيوخ فى الفترة المقبلة أن نغير الدستور وأن نضع أول مادة فيه أنه لا يحق لأى إنسان أن يفرض على أحد قانون أو حالة تضر غيره، وأضافت: فى كتير من الحركات الفرنسية تدعو للمساواة بين الرجل والمرأة من الناحية الدينية.

رد فضيلة الإمام قائلًا: أحيى السيدة لأنها تريد أن تحترم معتقدات الأديان كافة، وطالما وراء هذا الأمر سيدة مثلك سينجح، وأنا عندما أريد لأمر أن ينجح أعطيه لسيدة، وهذا دليل على أن المرأة تساوى الرجل ولديها قوة بل بالعكس أثبتت أنها أقوى من الرجال فى مواقف كثيرة.. واليوم، المرأة عضو فى محلس الشعب والشيوخ ووزيرة وقاضية ومديرة جامعة وهذا تطبيق عملى للمساواة.

فقالت السيناتور إن الأزهر منارة فكيف يلعب الأزهر دور أكثر فاعلية لتصحيح وتوضيح الوضع هناك فى أوروبا، وإيضاح أن ما يقوم به هؤلاء لا يمت للدين الإسلامى بصلة؟.
وأجاب الإمام: نلبى كل الدعوات وذهبنا كل عواصم أوروبا وقلنا إنهم قلة مجرمة من أبناء الإسلام نرفضهم، ولكن هناك موقف سياسي فى أوروبا لذلك لا نستطيع توصيل صوتنا ولا نستطيع توصيل رسالتنا ومحاربة الإسلاموفوبيا.