ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية أن الهند تروج نفسها، مع بدء اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين للاقتصادات الرائدة اليوم الخميس، على أرضها، كقوة عظمى صاعدة مع تعزيز موقعها على المسرح العالمي لسد الفجوة بين الغرب وروسيا.
وتوقع خبراء “في تصريحات أدلوا بها إلى الوكالة نُشرت في سياق تقرير” أن تكون الهند في قلب الانقسامات العالمية المريرة، خاصة فيما يتعلق بالعمليات الروسية في أوكرانيا، ما قد يمثل لها فرصة حتى تضع نفسها كصوت للجنوب العالمي وكوسيط محتمل بين الغرب وموسكو.
وقالت الوكالة: من المتوقع أن تتبنى الهند موقفًا محايدًا من أوكرانيا، كما فعلت في الماضي ومن المرجح أن تُهيمن قضية أوكرانيا وتأثيرها على سوق الطاقة العالمية والأمن الغذائي على الحدث، مع ذلك قال مسؤولون كبار بوزارة الخارجية في نيودلهي يوم أمس الأربعاء، إن الهند مصممة على التركيز على قضايا "بنفس الأهمية" مثل ارتفاع التضخم وضغوط الديون والصحة وتغير المناخ وأمن الغذاء والطاقة في الدول النامية.
وقال ديريك جروسمان، المحلل الذي يركز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ في مؤسسة RAND “في تصريح خاص للوكالة”:" أعتقد حقًا أن الهند لديها أفضل فرصة لمحاولة إجراء مفاوضات سلام بين روسيا والولايات المتحدة والغرب".. معتبرًا أن عدم انحياز الهند وصعودها كقوة عالمية سببًا في كونها صانع سلام محتمل.
لكن الدولة الواقعة في جنوب آسيا - بحسب أسوشيتيد برس- لديها تحدياتها الخاصة، لا سيما مع منافستها الإقليمية الصين، حيث لا تزال التوترات بين نيودلهي وبكين مرتفعة بعد الاشتباك الحدودي الدامي الذي وقع في عام 2020. ويوم أمس الأربعاء، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج إن وزير خارجية بلادها سيحضر اجتماع العشرين وأن "الصين تولي أهمية كبيرة للهند".. وأضافت أن الحفاظ على العلاقات الجيدة بين البلدين أمر أساسي لمصالحهما.
وتعليقًا على ذلك، قال جروسمان إن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ووزير الخارجية سوبراهمانيام جايشانكار "قاما بعمل جيد في توجيه هذا المسار الوسطي في أوقات مضطربة للغاية"، مضيفا " أن الهند أصبح لديها الآن دبلوماسيون أمريكيون وروس وحتى صينيون يدعمونها، البلد حقًا على مفترق طرق جيوسياسي لكل شيء يشمل الآن الجنوب العالمي".
مع ذلك أوضحت "أسوشيتيد برس" أن الهند امتنعت حتى الآن عن انتقاد روسيا مباشرة وكان الاثنان حليفين منذ حقبة الحرب الباردة، كما تعتمد نيودلهي على موسكو في ما يقرب من 60% من معداتها الدفاعية، واستحوذت الهند على النفط الروسي بشكل متزايد منذ بدء العمليات العسكرية قبل عام، حيث واجهت في البداية انتقادات من جانب الولايات المتحدة وحلفاء آخرين بشأن مشترياتها المتزايدة.
وأشارت الصحيفة لتضاؤل هذا الضغط منذ ذلك الحين وواصلت الهند الامتناع عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة التي تدين العمليات الروسية في أوكرانيا.. لذلك، أكدت الوكالة الأمريكية أن اجتماعات اليوم ستكون تحديًا بالنسبة للهند، رغم أنها أكدت التزامها بإعلان بالي الذي أدانت فيه القوى العالمية الكبرى بشدة الحرب في أوكرانيا، محذرة من أن الصراع يزيد من حدة الهشاشة في الاقتصاد العالمي.