الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

لستَ جديرًا بمصر يا مرسي.. فـ"ارحل بقى"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هل يمكن لأي مواطن لديه أقل قدر من الوطنية، ويدين بالولاء لوطنه أن يلجأ لأي فعل يؤدي الى إهانة وطنه وسحق كرامته.. والى إظهار قوات أمن وطنه في صورة تثير شفقة المحب وطمع العدو، وذلك لكي يحقق مكسبًا سياسيًا، مهما عظم هذا المكسب؟!
وماذا لو كان الفاعل “,”الجرم“,” هو المسئول الأول في الدولة، أي رئيس الدولة، وأنه كان المشرف على تنفيذ خطوات وسيناريو الفعل “,”الجرم“,”؟!
** لم ولن أنسى شعور الغارق في المهانة والعار الذي انتابني، وأنا جالسة ودموعي تنسال أشاهد فيديو الجنود المخطوفين وهم جالسين على الأرض، وأعينهم معصوبة، والبندقية مصوبة لرأس كل منهم “,”تنغز“,” رأسه ليردد التوسلات للإفراج عنهم.. والأدهى وبعضهم يقول ما أملي عليهم وما أجبروا على قوله “,”تعالي لي يا امه“,” للمزيد من المهانة وتمريغ كرامة مصر في الوحل!.
هذا هو ما ارتضاه لمصر رئيس مصر محمد مرسي، وهو يوافق على خطة إبليس التي أمليت عليه من مكتب إرشاد جماعة الإخوان، ووافق عليها واستمر فيها منذ لحظة الإعلان عن اختطاف الجنود السبعة وحتى لحظة ظهوره جالسًا على كرسي صالون في مطار ألماظة الجوي مع الجنود الذين تم “,”تحريرهم“,”!.
تمثيلية رديئة حقيرة كتب السيناريو لها مكتب إرشاد جماعة الإخوان بقيادة الشيطان الأعظم خيرت الشاطر، وسلمت الى محمد مرسي لتنفيذها حرفيًا وذلك لتحسين صورته السيئة المتدنية داخل مصر وخارجها، وللتشويش على فشله المستمر على كافة الأصعدة منذ توليه رئاسة مصر، ولإخفاء مؤشر الهبوط الكبير لتقبل شعب مصر له رئيسًا.
** وافق محمد مرسي رئيس مصر بكل بساطة على تنفيذ تمثيلية تعصف بكرامة مصر، وتنزل بقيمة مصر، وتلحق العار بمصر، وتحط من قدر مصر، التي يتم اختطاف جنودها وهم فوق أرضها، وكل هذا حتى يأخذ دور البطل “,”الشجيع“,” الذي نجح في تحرير الجنود بعد أن فشلت القوات المسلحة لأيام في تحريرهم!.
إنه أسلوب متدن ورديء لتنفيذ سيناريو كل ما فيه يبعث على التقزز بكل ما فيه من هبوط وكذب، وترفض تصديقه حتى عقول الأطفال!.
أي رئيس هذا الذي يرتضي لبلده هذه المهانة مقابل تحقيق مكسب سياسي رخيص له ولجماعته وعشيرته؟!.
وأي رئيس هذا الذي يضع جنود أمنه في صورة منكسرة ضعيفة تبعث على الحزن والألم، وتمزق قلوب كل من شاهدوهم، سواء وهم مازالوا مختطفين، وحتى وهم محررون؟!.
وانظروا الى مشهد الجنود السبعة في مطار ألماظة وهم جالسون ونظرة الانكسار في عيونهم تلازمها ملامح ابتسامة ألم ساخرة على وجوههم - والنظرة واضحة أكثر على وجه جندي القوات المسلحة - لتدركوا حقيقة التمثيلية الممتزج بها الهزل بالألم، ما يذكرنا بالكوميديا السوداء في الدراما.
انظروا الى الجنود السبعة والى تعبيرات وجوههم وهم يقفون مادين أياديهم بتردد - أو بتأفف - بالسلام على رئيس الدولة عند نزولهم من الطائرة التي أقلتهم الى مطار ألماظة، لتدركوا الحقيقة المرة للتمثيلية الرخيصة – أحد الجنود كان واضحًا جدًا أنه لا يريد تقبيل مرسي وأنه وقف في مكانه بعد المصافحة، حيث بدا في وقفته “,”المتخشبة“,” غير مرحب بالاقتراب ليتمكن الرئيس من تقبيله، ولولا أن مرسي قام بشده من ذراعه بشكل لافت للنظر وملحوظ جدًا، لما قبله!.
ثم هذه المهزلة المتمثلة في المشهد الخاص بالكلمة التي ألقاها مرسي في مطار ألماظة، والجنود جالسون في حالة وجوم تام، وهو يجلس فوق مقعد “,”صالون“,” مبتسمًا مستريحًا، وكأنه في لقاء رئيس زائر يرحب به ويعطي للكاميرات المساحة التقليدية للتصوير! وليس في لقاء يخص حادثة اختطاف جنود اهتز لها الوطن، وكان يجب أن يكون هو أول من يهتز لها، وأن يقف متحدثًا من وراء منصة يلقي كلمته أمام كاميرات الفضائيات التي يتابعها العالم - حتى وإن كانت كلمته هزيلة كالعادة - هذه الكلمة التي تضمنت الكثير من الأكاذيب – كما عادته - والتي تحدث عنها أهالي سيناء قائلين: “,”إن مرسي يتحدث عن سيناء أخرى، وإن سيناء ليست مستقرة كما ادعى مرسي.. وليس هناك لا وظائف ولا تعمير.. والشرطة تعاملنا كأننا من بلد ثانية“,”.
** وعودة لجلوس مرسي فوق مقعد “,”صالون“,” في مطار ألماظة، متحدثًا للإعلام حول حدث مفروض أنه حدث جلل.. لدي سؤال طالما راودني في أكثر من مناسبة وهو: أين هو هذا الجهاز المسئول عن “,”البروتوكول“,” في الرئاسة ليعلم هذا الرجل أصول وقواعد البروتوكول المتبعة منذ قديم الأزل.. والتي ليست اختراعًا جديدًا يحدده كل رئيس وفق مزاجه وطريقته وطريقة عشيرته؟.
** وأخيرًا: إنها تمثيلية في غاية الرداءة وضعها مكتب الإرشاد ونفذها مرسي وكما كانت رديئة في بدايتها ونهايتها، فإنها أكثر رداءة في نتائجها.. حيث عاد المخطوفون وتبخر الخاطفون!.. ثم وسريعًا ما أعادت السلطات المصرية فتح معبر رفح! ورغم أن فلسطين “,”دائمًا في القلب“,”.. ورغم أن الأحضان دائمًا في مصر مفتوحة لشعب فلسطين الحبيبة، إلا إن هناك سؤالاً لا بد من طرحه: أليس في فتح المعبر بهذه السرعة بعد عودة الجنود المخطوفين رسالة “,”موجهة من وإلى حماس“,” تتضمن الكثير، ما يتطلب الوقوف عنده ومناقشته؟!.