الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

سامويل وربيرج المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية فى حوار خاص مع «البوابة نيوز»: الحل الوحيد لإنهاء الحرب هو وقف روسيا إطلاق النار وسحب قواتها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سنظل إلى جانب أوكرانيا وليس لدينا خيار آخر فنحن ندافع عن الحرية والديمقراطية 

مصر تلعب دورًا مهمًا وجوهريًا فى العديد من ملفات المنطقة 

مستعدون للدفاع عن أنفسنا وحلفائنا وشركائنا بالمنطقة


قال سامويل وربيرج، المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الحل الوحيد لإنهاء الحرب الدائرة حاليا بين روسيا وأوكرانيا، هو أن توقف روسيا إطلاق النار وتسحب قواتها، لأنه إذا توقفت روسيا عن القتال اليوم فستنتهى الحرب فورا؛ مؤكدًا أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يمكنه إنهاء هذه الحرب وسحب قواته، لكنه مستمر فيها؛ ومشددًا فى الوقت ذاته على أنه «ليس من حق أى دولة أن تغير حدود دولة أخرى بالقوة».
وأضاف المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فى حوار خاص مع الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة «البوابة» عبر تطبيق «ZOOM»: أنه إذا توقف المجتمع الدولى عن مساعدة أوكرانيا فستنتهى أوكرانيا للأبد، وأن أمريكا تساعد أوكرانيا إنسانيا وعسكريا لتدافع عن نفسها لا لتطيل أمد الحرب؛ مشيرًا إلى أننا «سنظل إلى جانب أوكرانيا، وليس لدينا خيار آخر، فنحن ندافع عن الحرية والديمقراطية».
وفى حواره مع «البوابة»؛ أشار المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إلى أن مصر تلعب دورًا مهمًا وجوهريًا فى العديد من الملفات فى المنطقة، وأن الولايات المتحدة تنسق مع مصر لتحديد الوضع فى غزة والضفة الغربية؛ مؤكدًا: «مستعدون للدفاع عن أنفسنا وحلفائنا وشركائنا بالمنطقة».. مزيد من التفاصيل فى نص الحوار التالي:
حاورته.. داليا عبدالرحيم

بعد مرور عام على الحرب الروسية الأوكرانية.. ما تقييم أمريكا للوضع الآن فى هذه الحرب؟

- سمعنا خطابًا قويًا جدًا من الرئيس الأمريكى جو بايدن، والرسالة واضحة جدا عن الدعم الأمريكى والمساعدة للأوكرانيين فى هذه الحرب الوحشية، التى اختارها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأقول إن الرئيس بوتين يمكنه إنهاء هذه الحرب وسحب قواته، لكنه مستمر فيها، لذلك فإن المجتمع الدولى ممثلًا فى أكثر من ٥٠ دولة تقدم المساعدة الدفاعية والعسكرية للأوكرانيين.
وهذا واجب على المجتمع الدولى ليس فقط الدفاع عن الأوكرانيين وأوكرانيا بل الدفاع عن المبادئ الأساسية التى تربطنا والتى اتفقنا عليها منذ أكثر من ٨٠ سنة بعد الحرب العالمية الثانية، ولا يوجد أى حق لأى دولة، سواء كانت صغيرة أو كبيرة أن تغير حدود دولة أخرى بالقوة، وهذا ما يفعله الرئيس بوتين.
وقبل بدء هذه الحرب كنا نبذل كل ما فى وسعنا لمنع هذه الحرب، لكن بكل أسف الرئيس بوتين اختار هذا المسار العدواني، لذلك نرى كل هذه التداعيات، مثل الركود الاقتصادى وغلاء الأسعار وأزمة الطاقة والغذاء كل هذه التداعيات بسبب هذه الحرب الوحشية من بوتين.


وما الذى يعرقل جهود التفاوض؟ ولماذا لا تقود أمريكا هذه الجهود للوصول إلى حلول ربما تعطى للعالم أجمع قبلة سلام، حتى لمجرد إنهاء هذه الحرب وأيضا التداعيات الاقتصادية؟

- الولايات المتحدة مقارنة بروسيا التى تحاول أن تفرض إرادتها بالقوة على دول أخرى، ليس فقط أوكرانيا، لكن أيضا جورجيا ودول أخرى، مقارنة بذلك فإن الولايات المتحدة لا تفرض إرادتها على بلدان أخرى، وسمعنا بشكل واضح من الرئيس بايدن أنه ليس هناك أى مفاوضات أو محادثات بخصوص أوكرانيا، بدون أوكرانيا، وليس هناك مناقشة حول أوروبا وأمن أوروبا بدون أوروبا.
وقبل الحرب كنا نفضل المسار الدبلوماسى وما زلنا نفضله، لكن الرئيس بوتين والنظام الروسى هو المعرقل لهذا المسار، هم مستمرون فى ضرب الأطفال والنساء والمستشفيات والمدارس والأماكن الميدانية داخل أوكرانيا بصواريخ ليس فقط روسية، لكن أيضًا بالصواريخ المسيرة من إيران.


وكيف ترى دخول الصين على خط الحديث عن الحرب الروسية الأوكرانية والإعلان عن نيتها أنها سوف تقود عملية تفاوض بين الجانبين؟

- أى دولة بما فى ذلك الصين تريد أن تلعب دورا إيجابيًا لإنهاء هذه الحرب ستدعو روسيا إلى وقف إطلاق النار وسحب قواتها، وهذا هو الحل الوحيد ليس هناك حل آخر، وسمعنا مؤخرا من وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكن، أن لدينا مخاوف حول إمكانية تقديم الصين أسلحة أو مساعدة دفاعية للروس، كما رأينا من كوريا الشمالية وإيران، وهناك حملة تضليل من الجانب الصينى من بداية هذه الحرب، وإذا أرادت الصين أن تلعب أى دور إيجابى فستدعو الرئيس بوتين لإنهاء هذه الحرب.


هناك بعض المراقبين الصينيين يقولون إن الدعم الأمريكى لأوكرانيا استحوذ على عقل واشنطن تماما، مما أدى إلى إطالة أمد الصراع بدلا من التفاوض والدبلوماسية، وكأنها الفرصة الوحيدة لتحقيق مكاسب أمريكية، مهما كان الثمن الذى يدفعة العالم، فكيف تردون على هذه الانتقادات الموجهة إليكم؟

- إذا توقفت روسيا عن القتال اليوم ستنتهى الحرب، وإذا توقف المجتمع الدولى والولايات المتحدة وأكثر من ٥٠ دولة عن تقديم المساعدة لأوكرانيا ستنتهى أوكرانيا للأبد، فهل نقبل ذلك، سواء الأمريكيين أو المصريين أو العرب أو الأوروبيين العالم بشكل أجمع، إذا قبلنا ذلك فإنه سيتيح الفرصة لأى دولة كبيرة أن تفرض إرادتها وتغير حدود دول أخرى بالقوة، دون أى رد فعل من المجتمع الدولي.
فهل نحن لا نزال نعيش فى هذه الفترة قبل الحرب العالمية الثانية؟! هذا مستحيل، لذلك أنا لا أتفق مع هذه الفكرة، فأمريكا تقدم المساعدة الإنسانية والعسكرية للأوكرانيين للدفاع عن النفس، وليس لإطالة هذه الحرب، هناك جانب واحد يطيل هذه الحرب، وهو الجانب الروسي.


تصف روسيا دائما ما تقوم به بأنها عملية عسكرية على الحدود، وليست حربًا، فما ردكم على ذلك؟

- يصعب الرد على كل أكاذيب الجانب الروسي، فهى حرب وليست عملية عسكرية، ونحن لا نقبل هذه الأكاذيب، والجانب الروسى ليس لديه أى مصداقية، والدليل على ذلك عند بدء الحرب كان المبعوث الروسى للأمم المتحدة يجلس فى مجلس الأمن ويقول إنه ليس هناك أى غزو، وفى نفس الدقيقة رأينا على شاشات التلفاز الغزو الروسى لأوكرانيا، ونفس الرئيس والحكومة هم من غزوا جورجيا فى ٢٠٠٨م، وأوكرانيا فى المرة الأولى فى عام ٢٠١٤م، لذا لا يمكن أن نثق بأى مما يقول بوتين أو حكومته، فهم ليس لديهم مصداقية.


وإلى أى مدى تثقون فى مصداقية تصريحات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حول استخدام القوة النووية التى لن تؤثر فقط على أوكرانيا وروسيا ولكن ربما تطال الجميع؟

- رأينا أكثر من ١٤٠ دولة  ضد العدوان الروسي، فلماذا هناك أكثر من ١٥٠ دولة فى كل أنحاء العالم تقدم المساعدة العسكرية والدفاعية للجانب الأوكراني، لأنه ليس الولايات المتحدة أو أوكرانيا أو أوروبا أو حلف الناتو الذى يتكلم حول الأسلحة النووية، فقط جانب واحد وحكومة واحدة هو الذى يتكلم حول ذلك وهم الروس.
وبعد ثلاث سنوات من الركود الاقتصادى بسبب كوفيد ١٩ والتداعيات من تغير المناخ، كل هذه تحديات أمامنا جميعًا، فهذا ليس الوقت المناسب لنسمع هذا الخطاب غير المسئول عن الأسلحة النووية والحرب النووية.


فى ظل هذه الظروف الاقتصادية والتحديات؛ إلى أى مدى يمكن أن يستمر الدعم المادى والعسكرى من أمريكا أو من الدول الأوروبية لأوكرانيا؟


- الرئيس بايدن فى بداية هذه الحرب تكلم بكل صراحة مع الأمريكيين وقال إنه ستكون أمامنا صعوبات، لكن من اللازم أن ندافع عن المبادئ الأساسية للديمقراطية والحرية، ليس من الممكن أن نتغاضى عما يفعله الرئيس بوتين، بالرغم من الصعوبات والتداعيات التى أمامنا كأمريكيين، فيجب أن ندافع عن هذه المبادئ، ونحن مستمرون فى الدعم، ونقف جنبًا إلى جنب مع الأوكرانيين، وليس هناك خيار آخر، فنحن ندافع عن الحرية والديمقراطية.


هل تتفق معى على أن التصريحات النارية من الرئيس الروسى أو الرئيس الأوكرانى أو الرئيس جو بايدن تفتح النار ولا تصل بنا إلى حل؟

- الرئيس الأوكرانى زيلينسكى هو شخص منتخب ديمقراطيا، ويدافع عن بلده ضد هذه الحرب الوحشية من الرئيس بوتين، فلا يمكن أن نساوى بين التصريحات، هناك شخص اختار الحرب بدون أى مبرر، هو لديه إمكانية لإنهائها اليوم، فلا يمكن أن نساوى بين جميع الأطراف.


طموح أوكرانيا للانضمام لحلف الناتو للاستقواء أمام روسيا، فهل يمكن أن نقول هو ما أدى إلى نشوب الحرب؟

- لدينا سياسة فى حلف الناتو باسم الباب المفتوح، بمعنى أن أى دولة لديها المؤهلات المناسبة وتريد أن تنضم للحلف فالباب مفتوح أمامها، هذا ليس قرارا أو موقفا سياسيا أمريكىا بل من الحلف، وأذكركم بأن الناتو حلف دفاعى وليس حلفا هجوميا، فلا يوجد أى مرة فى تاريخ الناتو أنه شن هجوما على روسيا، ومن يقوم بغزو المدن الأخرى هى روسيا وليس الحلف.

جانب من الحوار مع المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية


وكيف ترى العلاقات العربية الأمريكية فى هذه اللحظة؟

- العلاقات قوية جدًا بين العرب وأمريكا، أنا أعيش فى هذه المنطقة، وشاهد على هذه العلاقة القوية التاريخية مع كل البلدان فى هذه المنطقة، والآن نحن نقوم بتطوير هذه العلاقات مرورًا من العلاقات التقليدية، فأصبح لدينا مسألة مشتركة أخرى، منها مكافحة تغيير المناخ.
وكما رأينا التنسيق بين الولايات المتحدة ومصر كما رأينا في COP٢٧، وهذا كان أكبر مؤتمر لمكافحة تغير المناخ فى العالم، والتنسيق لمؤتمر المناخ القادم بين الولايات المتحدة والإمارات فى COP٢٨، إذا فكل هذه المسائل الجديدة مهمة ليس فقط للعرب أو المصريين أو الإماراتيين أو الأمريكيين بل لكل البشرية فى العالم.


هناك بعض المراقبين يرصدون تراجعا للعلاقة بين أمريكا ومنطقة الشرق الأوسط وترك مساحات كبيرة فى ملفات كبيرة مثل قضية فلسطين وأيضًا سد النهضة وليبيا فكيف ترى ذلك؟

- أنا كدبلوماسى أعمل فى هذه المنطقة منذ اكثر من ٢٠ سنة، وأعرف كل التفاصيل الخاصة عن التنسيق لدينا مع كل بلدان هذه المنطقة على كل هذه الملفات، فلدينا الكثير من التنسيق والاجتماعات واللقاءات وزيارات للمسئولين الأمريكيين لهذه المنطقة، والولايات المتحدة تقوم بالتنسيق مع مصر لتحديد الوضع فى غزة والضفة الغربية، والدور المهم والجوهرى الذى تلعبه مصر فى كل هذه الملفات.
كما نقوم بالتنسيق مع دول الخليج لمنع إيران من النشاط المزعزع للاستقرار، وننسق مع الدول فى شمال أفريقيا حول الهجرة، لدينا تنسيق مع كل هذه الدول والملفات فلا أعرف لماذا يقول هؤلاء المراقبون ذلك.


وهل سيتم التنسيق بشكل كاف مع دول الخليج والعواصم العربية فيما يخص الملف الإيرانى وما هو قادم؟

- نعم أول نقطة هى مهمة جدا، وسمعنا هذه النقطة من الرئيس بايدن والوزير بلينكن فى بداية إدراة الملف، وسمعنا أننا سنقوم بمفاوضات ومناقشات فى بداية العملية وليست فى نهايتها، وأن أى مفاوضات مع إيران ستؤثر على المنطقة ولذلك قمنا بالعديد من المفاوضات والاستشارات معهم منذ أكثر من سنتين.
والآن سمعنا من الرئيس بادين والوزير بلينكن أنه ليس هناك أى تقدم فى المفاوضات أو البرنامج النووى الإيراني، لأنهم رفضوا نصا من الاتحاد الأوروبى وكل التفاصيل كانت جاهزة وقدمت لمجموعة ٥+١ فى شهر سبتمبر الماضي، لكن لم نتلق أى رد من الجانب الإيراني.
والآن نركز أكثر على الدعم المادى والدولى للمتظاهرين داخل إيران، وسيكون هناك رد فعل فى الوقت المناسب بسبب تقديم إيران الأسلحة لروسيا لاستخدامها ضد الشعب الأوكوراني، إذا تركيزنا الآن ليس على المفاوضات حول البرنامج النووى فى نفس الوقت نحن سنحافظ على كل الاختيارات.
والرئيس بايدن مستعد لكل السيناريوهات مع العودة للاتفاق حول البرنامج النووى الإيراني، ومستعدون للدفاع عن أنفسنا وحلفائنا وشركائنا بالمنطقة.


ألا تشعرون بالقلق تجاه القوى العظمى التى تتحرك لإقامة علاقات استراتيجية فى المنطقة العربية وداخل القارة الأفريقية؟ وكيف تنظرون للترحيب بهذه القوى؟ أقصد على سبيل المثال الصين ودول أخرى تحاول أن تقوم بأدوار كانت فى السابق للولايات المتحدة؟


- نعم هناك العديد من الدول تحاول أن تستخدم تدابيرها الاقتصادية قصرًا على بلدان أخري، الولايات المتحدة تقول لهم لديكم الاختيار والحرية، وتتوقع الولايات المتحدة أن البلدان فى كل أنحاء العالم ستكون لديها علاقات مع الصين وروسيا، ونحن لدينا مصالح مشتركة مع الصين.
ورأينا ذلك التنسيق فى مؤتمر المناخ بين المبعوث الخاص جون كيرى ونظيره الصيني، ومن الطبيعى أن يكون هناك تنسيق بين الصين والولايات المتحدة، خاصة فى بعض الملفات، ومنها: التغيرات المناخية وكوفيد ١٩ وخلافه، لكن السؤال الآن للبلدان الأخرى: هل لديكم الحريه لاختيار النوع والشكل لهذه العلاقات؟ أم أن هناك ضغطا من الحكومة الصينية على هذه البلدان وخاصة البلدان النامية؟


ختامًا؛ ألا يشكل هذا قلقا لدى أمريكا من توثيق العلاقات الاستراتيجية سواء بالضغط أو غيره؟ خاصة أنه من الممكن أن تفقد هذه العلاقات أمريكا حلفاءها بالمنطقة؟

- ليس لدينا قلق أو مخاوف شديدة، لأننا نعرف ماذا تقدم الولايات المتحدة بالنسبة للتجارة والشركات الأمريكية، ولكن نحن نرى أن شعوب العالم تريد أن تتمتع بنفس الحرية والديمقراطية التى ينعم بها الشعب الأمريكى.

امويل وربيرج المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية