الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

25 ألف قتيل في زلزال تركيا وسوريا.. الأمم المتحدة: الهزة المدمرة أسوأ كارثة تشهدها المنطقة خلال 100 عام.. قوافل المساعدات تواصل إمداد المنكوبين.. خطط عاجلة لإعادة الإعمار..800 ألف شخص على الأقل تضرروا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد أن خيم ظلام اليوم السادس.. تتلاشى آمال السوريين والأتراك في العثور على ناجين جراء الزلزال الضخم الذي ضرب البلدين فجر الاثنين الماضي، والذي خلف وراؤه أكثر من 25 ألف قتيل في مناطق جنوبي تركيا وشمال غرب سوريا، بحسب آخر أرقام رسمية أُعلنت، اليوم السبت، مما دفع الأمم المتحدة لإعلان زلزال تركيا وسوريا أسوأ حدث تشهده المنطقة في 100 عام. 

وقال مارتن غريفيث مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة اليوم السبت إن الزلزال المدمر الذي وقع في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا هو "أسوأ حدث تشهده هذه المنطقة في 100 عام"، وفي الوقت نفسه وصل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إلى مطار حلب الدولي على متن طائرة محملة بـ37 طنا من الإمدادت الطبية الطارئة في زيارة هي الأولى لمسؤول أممي بارز إلى سوريا منذ الزلزال المدمر.

وأفاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أثناء زيارة لمدينة شانلي أورفا جنوب شرق البلاد، أنه عُثر حتى الآن على 21848 جثة في تركيا فيما أحصت السلطات في سوريا 3553 قتيلًا، لتتجاوز حصيلة الضحايا أكثر من 25 ألف قتيل، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

يأتي هذا في وقت لا تزال فرق الإنقاذ تواصل العثور على ناجين بعد مرور أكثر من خمسة أيام على وقوع الزلزال. فقد نجح عمال الإنقاذ في تركيا في انتشال امرأتين على قيد الحياة من تحت ركام بنايات متهدمة بعد أن مكثتا هناك 122 ساعة، بحسب ما أعلنت السلطات التركية.

500 قنبلة ذرية

قالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية، "لم نلحظ تدفقا للحمم أو الرماد البركاني أو تدفق نفط وغاز في منطقة الزلزال"، وكشفت الإدارة في بيان لها، أن الزلزال الأول كان بقوة 7.7 درجات استمر 65 ثانية، ومدة الزلزال الثاني 45 ثانية، ومع وقوعهما اهتزت المنطقة بشكل خطير لمدة دقيقتين تقريبا.

وبحسب وسائل إعلام رسمية، قال مدير عام الحد من مخاطر الزلازل في "آفاد":  إن الطاقة المنبعثة من الزلزال الذي بلغت قوته 7.7 درجات تعادل طاقة 500 قنبلة ذرية".

وأعلنت وزارة البيئة والإعمار التركية، إصلاح 80٪ من البنية التحتية لمياه الشرب في المقاطعات المتضررة من الزلزال كما أعلنت إدارة الطوارئ والكوارث التركية، في بيان، اليوم السبت، إنه تم جلاء 92،697 شخصا من المناطق المنكوبة، فيما تجاوزت حصيلة المصابين أكثر من 80 ألف شخص، وسجلت الإدارة هزة ارتدادية بقوة 4 درجات على مقياس ريختر مركزها كهرمان ماراش جنوبي تركيا.

خطط لإعادة الإعمال 

 

في الوقت الذي تسابق فيه فرق الإنقاذ الزمن على أمل العثور على ناجين، بدأ الحديث يدور حول خطط إعادة الإعمار، إذ أعلنت تركيا عن تطلعاتها لإعادة الإعمار وإزالة آثار الزلزال المدمر في غضون أقل من سنة، من أجل تجاوز الكارثة ومحو آثار الزلزال في المناطق المنكوبة.

وتعهد البنك الدولي في وقت سابق بتقديم 1.78 مليار دولار كمساعدة لتركيا، بما في ذلك تمويل فوري لإعادة بناء البنية التحتية الأساسية، ولدعم المتضررين من الزلزال، فيما أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة إغاثة طارئة بقيمة 85 مليون دولار، ووعدت كندا بتقديم 10 ملايين دولار كندي (7.4 ملايين دولار)، وعرضت تقديم تبرعات أخرى بقيمة 10 ملايين دولار كندي أيضا.

 

في هذا الشأن، يقول الدكتور حمدي عرفة أستاذ الإدارة المحلية، إن خطط إعادة الإعمار يجب أن تضع بعين الاعتبار مجموعة من التحديات والأسس، حيث أن التكلفة المالية والإدارية في حالات الكوارث تكون ضخمة للغاية وأكبر من استطاعة الدول.

وأضاف "عرفة" في تصريحات لـ" البوابة نيوز" في حالة تركيا وسوريا، أدى الزلزال المدمر إلى انهيار تام لشبكات المرافق والبنى التحتية، إلى جانب المأساةى الإنسانية بسقوط عشرات الآلاف من الضحايا، وهو ما يستلزم إجراءات عاجلة لإيواء الأسر في المناطق المنكوبة، إلى جانب خطط عاجلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها والإسراع في إعادة المرافق الأساسية والبنى التحتية. 

وتابع: "بالإضافة إلى الوفيات والإصابات، تضررت أو دمرت آلاف المنازل ودُمرت البنية التحتية الرئيسية بما في ذلك المدارس والمستشفيات والطرق والجسور، مما أدى إلى تعطيل الخدمات الرئيسية والنقل والزراعة والتجارة، وقدر عدد المتضررين من الزلزال المدمر بنحو 800 ألف شخص على الأقل تأثروا بطريقة أو بأخرى، بما في ذلك 300 ألف طفل تعطلت دراستهم وهذا في المتوسط العام. 

وبجانب الجهود الحكومية في أعقاب الزلزال مباشرة، تتحرك  الحكومة بدعم من الأمم المتحدة وغيرها نحو العمل من أجل تقديم المعونة الإنسانية الطارئة إلى المتضررين، فيما يعمل برنامج الأغذية العالمي على تكثيف توزيع الغذاء في المناطق التي دمرها الزلزال، وتوفر  المنظمة الدولية للهجرة ملاجئ مؤقتة للأشخاص الذين فقدوا منازلهم وغذاءهم ومواد أخرى حتى يتمكن الناس من تيسير أمورهم، كما عزز برنامج الأغذية العالمي مشروعه لتوفير وجبات ساخنة لأطفال المدارس من أجل تشجيع الأطفال الذين لم تدمر مدارسهم على مواصلة الدراسة.

وأشار "عرفة" الى أن التعافي من آثار الزلزال المدمر يبدأ خلال ٦ شهور، لتأتي جهود إعادة الإعمار لاحقا، على أن يخصص في المتوسط العام من ٢-٨ مليار دولار لإعادة تنشيط الخدمات الاجتماعية بما في ذلك برامج الإسكان والصحة والتعليم والأمن الغذائي، سيتم إنفاق الباقي على تعزيز الزراعة والتجارة والصناعة وكذلك إصلاح البنية التحتية الرئيسية. كما تم تخصيص موارد للبرامج البيئية.