الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

«البوابة» داخل الشبكة القومية للزلازل لمتابعة تداعيات زلزال تركيا وسوريا

الشبكة القومية للزلازل
الشبكة القومية للزلازل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعيش سكان العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط حالة من الرعب جراء زلزال تركيا وسوريا المدمر الذى راح ضحيته آلاف الضحايا من الوفيات والجرحى وخلف أيضا دمار كبير فى المنطقة، والجميع بدأ يبحث ويتساءلون ماذا حدث هل الأرض غاضبة حقا هل اقتربت النهاية، كما أن بعض الأشخاص ذهب لربط ما حدث بالدراسة الصينية التى تتحدث عن تغيير اتجاه دوران لب الأرض واقتراب شروق الشمس من مغربها.

وفى مصر التى لا تبعد كثيرا عن مركز الزلزال بدأ الحديث عن زلزال قادمة فى مصر، كما ربط البعض ما حدث فى الإسكندرية بالزلزال المدمر وذهب آخرون أن الإسكندرية ستغرق خلال 50 علما، «البوابة» فى هذا التقرير ترصد القضية من خلال خبراء الجيولوجيا والزلازل داخل الشبكة القومية للزلازل بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وتكشف ماذا حدث فى تركيا وسوريا بالتحديد.

فوجئ العالم ببحث مهم لباحثين صينيين من جامعة بكين، خلصوا فيه إلى أن اللب الداخلى للكرة الأرضية قد توقف عن الدوران فى العقد الماضي، وربما يدور الآن فى الاتجاه العكسى لدورانه السابق. فماذا يعنى هذا؟ وما الأخطار التى يمكن أن تنتج عن ذلك التغيير؟

يقول الدكتور مدحت محمد الريس، أستاذ الزلازل المساعد بالشبكة القومية للزلازل، التابعة للمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن ما تداولته الصحف ومواقع التواصل والأوساط العالمية، خلال الأيام الماضية، عن تغير اتجاه دوران لب الأرض هو بحث صيني، يستند إلى عدد من الإثباتات والدلائل العلمية الضعيفة.
ويضيف "الريس": فى البداية يجب توضيح أن الأرض تتكون من ثلاثة أجزاء، أولها: "الكور" هو لب الأرض ويقع على عمق ٦٣٧١ كيلومتر تقريبا يتكون أساسا من عنصري الحديد والنحاس، ويدور عكس عقارب الساعة، ثم "المانتل" هى وشاح الأرض، ويليها الكراست/ القشرة.
ويتابع: بأن البحث الصينى يشير إلى أن حركة دوران لب الأرض "الكور" تحولت من عكس عقارب الساعة إلى الدوران مع عقارب الساعة، وقدم البحث مجموعة من الدلائل والبراهين التي تؤكد النظرية ولكنها ضعيفة فليس هناك دليل قاطع على ذلك، فنحن لا نرى على عمق ٦٤٠٠ كيلومتر لكى نسلم بذلك، أنا لا أقتنع بهذا الكلام، فى الحقيقة أنا لا أستطيع أن أقول إن هذا الكلام خطأ لا أستطيع أن أحجر على أحد فى رأيه، وإذا كان هذا البحث صحيحا فسيكون اكتشافا علميا خطيرا وطفرة كبيرة.
وأشار أستاذ الزلازل المساعد بالشبكة القومية للزلازل، إلى أن تغير دوران لب الأرض يعنى تغير اتجاه المجال المغناطيسي للأرض، مما يؤدي إلى احتمالية كبيرة لتوقف جميع الأجهزة التي تعمل من خلال التردد أو تعتمد على المجال المغناطيسي، الباحث قال إنه لو تغير فعلا لكان هناك احتمالية كبيرة لتوقف الأجهزة ولكنها ما زالت تعمل حتى الآن، وبالتالى فهذا كلام لا يقنعنى علميا.

لماذا تحدث الزلازل؟ وما هى مصادرها؟

وعن أسباب حدوث الزلازل؛ أوضح خبير الزلازل بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الأرض كانت تتكون من قطعة واحدة تسمى "بانجيا" وهى تلك القارة العملاقة التي كانت موجودة من قرابة ٢٠٠ إلى ٣٠٠ مليون سنة وانقسمت إلى أجزاء وتكونت القارات، وحاليا تتكون الأرض من أجزاء منفصلة، تسمى الألواح التكتونية وتتجمع جنبًا إلى جنب، غالبًا ما تتحرك هذه الألواح، بفعل تيارات الحمل التى تتحرك بشكل بيضاوى أشبه بغليان الماء، ولكنها تُمنع بفعل الاحتكاك بألواح أخرى مجاورة، فى بعض الأحيان يتراكم الضغط نتيجة تصادم هذه الألواح مما ينتج عنة كثير من الفوالق والتى تتحرك فجأة، مما يتسبب فى طاقة هائلة، فيما يعرف بالزلازل.
وأشار "الريس"، إلى أن الزلازل أربعة أنواع، أولها: الزلازل التكتونية وتحدث بفِعل حركة الصفائح التكتونية الأرضية، وذلك عندما تتحرَّر الطاقة المُتراكمة داخل مناطق حدود الصفائح "الفوالق"، ويشار إلى أنَّ هذا النوع من الزلازل عادةً ما يكون أكبر تأثيراً.
النوع الثاني: الزلازل البركانية، وتحدث بفِعل أنشطة البراكين، وينتج عن هذا النوع من الزلازل العديد من المخاطر التى تتضمَّن التصدّعات وخروج الحمم البركانية.
والنوع الثالث: الزلازل الانهيارية تنتج عن انهيار الكهوف مثلا، وتَنتُج عن هذا الانهيار الموجات الزلزالية. ويُمثَّل انهيار سقف المنجم أو الكهف السبب المباشر للاهتزاز الأرضي.
أما النوع الرابع والأخير: فهو الزلازل الانفجارية، وهى زلازل صناعية تنشأ بفِعل انفجارات ناجمة عن تفجيرات نوويّة، أو تفجيرات المحاجر والمناجم.

زلزال تركيا الأقوى منذ عام ١٨٢٢.. ولم ينته بعد

وأكد الدكتور مدحت الريس، أن زلزال تركيا الأخير والذى حدث على فالق شرق الأناضول وهو الفالق الفاصل بين الصفيحة العربية والصفيحة الأناضولية الأقوى منذ عام ١٨٢٢ على هذا الفالق، ولكن حدث زلزال قوي آخر فى تركيا عام ١٩٩٠ بقوة ٧.٤ ولكن على فالق شمال الأناضول.
ولهذا تعتبر منطقة شرق تركيا نشطة زلزاليًا وهى منطقة صدع شرق الأناضول، لكنها لم تنشط بهذه القوة منذ ما يزيد على ٢٠٠ عام، وبالتحديد فى عام ١٨٢٢ حيث شهد نفس المكان زلزالا مدمرا سجل على مقياس ريختر ٧.١ راح ضحيته ٢٠ ألفا، بعد الزلزال المدمر استقرت المنطقة وأقوى زلزال خلال الخمسين عاما الماضية لم يتجاوز ٦ على مقياس ريختر.
وبالتالى كان هناك تجميع للطاقة كانت تتجمع فى هذه المنطقة، حتى شهدت هذه المرة زلزالين متتابعين الأول بؤرته فى مدينة غازى عنتاب قرب الحدود السورية الساعة ٠١:١٧ بتوقيت جرنتش بقوة ٧.٨ على مقياس ريختر وأعقبته عشرات الهزات الارتدادية الأخرى، أبرزها ما اعتبره بعض الخبراء زلزالا منفصلا فى مدينة قهرمان مرعش الساعة ١٠:٢٥ بتوقيت جرينتش سجل ٧.٥ على مقياس ريختر.
وفى المنطقة التى حدث فيها الزلزال تلتقى ٣ صفائح تكتونية، هى الصفيحة العربية والأناضولية والأفريقية، هذه الصفائح عندما تضغط على بعضها تحدث احتكاكًا وضغطًا ينطلق على شكل زلازل، من المتوقع بالتأكيد المزيد من توابع الزلزال، بالنظر إلى حجم الصدمة الرئيسية، وقد تستمر التوابع فى الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة.

مصر تتعرض لـ١٠ زلازل يوميا.. وهذه هى المناطق النشطة

وقال الدكتور مدحت محمد الريس، أستاذ الزلازل المساعد بالشبكة القومية للزلازل، التابعة للمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إنه لا أحد يستطيع أن ينكر أن المنطقة بها نشاط زلزالي، فنحن فى مصر نسجل متوسط ١٠ زلازل يوميا، لكن قوتها لا تتعدى ٢ على مقياس ريختر، تسجلها أجهزة القياس الدقيقة، ولكن هناك أماكن فى مصر معروفة بأنها نشطة زلزاليا، وهى كالتالي:
١- فالق خليج العقبة: هو فالق طويل يمتد حتى شرق تركيا ليلتقى بفالق الأناضول الذى تسبب فى الزلزال الذى وقع فى تركيا منذ أيام ويمتد جنوبا مرورا بالبحر الأحمر بطول حوالى ١٢٠٠ كيلو متر.
٢- فالق خليج السويس: ويلتقى فى منطقة جزيرة شدوان على بعد ٣٥ كيلومتر شرق الغردقة مع فالق خليج العقبة، وفى هذه النقطة وقع أكبر زلزال فى مصر بقوة ٦.٧ على مقياس ريختر فى مارس ١٩٦٩م.
٣- فالق القاهرة السويس: وهو الفالق الذى يقع فى المنطقة الشمالية الشرقية للقاهرة اتجاه قناة السويس.
٤- فالق كلابشة: والذى يقع فى جنوب مصر.
٥- الفالق الفاصل بين اللوح الأمريكى والأوروبى: ويقع فى البحر المتوسط.

ما حدث بالإسكندرية نوّة ولا علاقة له بزلزال تركيا

وأشار أستاذ الزلازل المساعد بالشبكة القومية للزلازل، التابعة للمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إلى أن ما شهدته الإسكندرية تزامنا مع الزلزال ليس له علاقة بالزلازل، بل هى نوة تحدث فى هذا التوقيت من العام، ناتج عن سوء الطقس، والهبوط الذى حدث فى جزء صغير من الكورنيش بسبب أمواج البحر، كما أن هناك أجهزة فى الإسكندرية نقيس من خلالها تأثير الزلزال، هذه الأجهزة سجلت ١ جال والتأثير الذى يتأثر به الزلزال والمنشآت يبدأ عند ١٠٠ جال إذًا لا يوجد أى تأثير على الإسكندرية بسبب الزلزال.
وقال "الريس": أما الحديث عن غرق الإسكندرية خلال ٥٠ عاما فهذا حديث غير متخصصين بلا دليل علمي، فمن كان له دليل علمى على غرق الإسكندرية والدلتا بسبب الزلازل فليأت به، نحن نعرف أن هناك زلازل فى الإسكندرية وهناك تضخم للأمواج لكن هذا لا يعنى غرق الإسكندرية، فى التاريخ تعرضت الإسكندرية لكثير من الزلازل وانهارت فنارة الإسكندرية عدة مرات، لكن هذا لا يعنى أنها ستغرق خاصة أن التغيرات التى تحدث فى الأرض تحدث عبر آلاف السنين.