الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

بدافع الانتقام.. مفاجآت تفحم 3 أشخاص فى خيمة زراعية بالجيزة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


كانت عقارب الساعة تشير للواحدة بعد منتصف الليل، حينما ارتفعت ألسنة اللهب بالقرية الريفية التي تسمي «بني سلامة» التابعة لمركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، وانتشر الدخان في سماء القرية الزراعية معكرا صفوها، وينذر الحادث بوقوع حريق كبير بإحدى المزارع.
علي الفور توجه الأهالي إلي مكان اشتعال النيران، بخيمة تابعة لجمعية الحسين الزراعية، وهو أشبه بصوبة زراعية، وسرعان ما أخبر الأهالي رجال الإطفاء بالحريق، وبدورهم حضروا علي وجه السرعة، وتبين أن النيران التهمت جميع محتويات الخيمة الزراعية «الصوبة».
الحريق كان كبيرا وعلي نطاق واسع، لكن جهود رجال الإطفاء تكللت بالنجاح في إطفاء الحريق والسيطرة عليه، وبعد إخماد الحريق ومع بدء مرحلة التبريد، اكتشف رجال الشرطة ٣ جثامين لأشخاص في حالة تفحم كامل، وهم «حسن إبراهيم» مهندس زراعي، ويبلغ من العمر ٣٤ عامًا، وابن أخيه «غازى علاء إبراهيم» ١٩ سنة، وصديقه «صالح حسن السويري» ٢٨ سنة.
لم يبدو الأمر مجرد نشوب حريق في صوبة زراعية وحسب، بل ازداد صعوبة واشتد، باكتشاف وفاة ٣ رجال كجثث متفحمة، فالمشهد كان مأساويًا وسيظل عالقا في أذهان الجميع.
ظن الغالبية أن الحادث هو قضاء وقدر، وأن الرجال الثلاثة توفوا نتيجة نشوب الحريق، لكن الأجهزة الأمنية عكفت في المكان بصورة مستمرة ولم تغلق المحضر، مما يشير إلي شكوك بوجود شبهة جنائية في الحادث.


نشر قطاع البحث الجنائي بالجيزة رجاله في جميع الأرجاء، مع رسم خطة بحثية محكمة، بدأت بمناقشة شهود العيان، والتعرف علي الضحايا وسؤال أهليتهم، وفحص كاميرات المراقبة المحيطة بالصوبة الزراعية محل الحادث، مع فحص علاقات المجني عليهم.
حتي جاء طرف الخيط الذي ربما يكون بداية كشف ملابسات الحادث، وهو اختفاء سيارة نصف نقل «دفع رباعي» ملك المجني عليه الأول المهندس «حسن إبراهيم» البالغ من العمر ٣٤ عامـًا، وأكد هذا الدليل بشكل قاطع وجود أيدٍ خفية في الحادث مع نفي أن الحادث قضاء وقدر.
بتكثيف إجراء التحريات، تبين وقوع سابقة مشادة كلامية شديدة الأثر بين المهندس الزراعي «حسن» وعامل سابق كان يعمل لديه في الصوبة الزراعية، حيث أوضحت التحريات أن المجني عليه قبل وقوع الحادث تعدي بالضرب علي المتهم محدثًا إصابة له في عينه، ليصبح الأمر بعد ذلك جليًا أمام جهات التحقيق، وأن الحادث جاء بدافع الانتقام، وتم تحديد المتهم بشكل قاطع، وجري نشر الأكمنة المختلفة لضبطه.


أثناء عكوف رجال مباحث قطاع شمال الجيزة بشكل عام، ووحدة مباحث مركز شرطة منشأة القناطر بشكل خاص علي ضبط المتهم، ورد بلاغ إلى شرطة النجدة مفاده انقلاب سيارة تحمل نفس الأرقام والمواصفات بالطريق الصحراوي بالقرب من محافظة الإسكندرية، وإصابة قائدها ومرافقه ونقلهما إلى المستشفى.
علي الفور شكل قطاع الأمن العام مأمورية للتوجه إلي المستشفي، وجري التحفظ علي المصاب الثاني، والاستعلام عن الحالة الصحية للمصاب الأول الذي كانت حالته غير مستقرة، وجري تعيين حراسة عليهما لحين تماثلهما للشفاء.
وبعدما أكدت مصادر طبية للأجهزة الأمنية أن أحد المتهمين جاهز للتحقيق والآخر يتلقي الإسعافات اللازمة، اعترف المتهم الثاني بارتكاب الجريمة بعدما اتفق مع شريكه على التخلص من المهندس، وحددا الزمان والمكان لتنفيذ مخططهما الآثم، وتوجها إلي الخيمة الزراعية التي يعلمون مكانها جيدا وغافلا المجني عليهم أثناء نومهم، وانهالا عليهم بالشوم وقوالب الطوب، ثم أضرما النيران في الخيمة بأكملها، ليبدو الأمر حريقا وإبعاد الشبهة الجنائية عنهما.
وبعد أن نفذ المتهمان جريمتهما، استقلا سيارة الضحية قاصدين مسقط رأس المتهم الرئيسي بوادي النطرون للتخلص من السيارة بالبيع وطمس آخر معالم الجريمة، لكن اختلال عجلة القيادة بيد السائق وانقلاب السيارة بالطريق كتب سيناريو مغاير انتهى بسقوطهما.
 

كانت بداية الواقعة بتلقي المقدم محمد الجوهري رئيس مباحث مركز شرطة منشأة القناطر بمديرية أمن الجيزة، إشارة من غرفة عمليات النجدة بنشوب حريق بخيمة بدوية بداخل قطعة أرض فضاء كائنة بدائرة المركز ووفاة ٣ أشخاص "متفحمين" كانوا متواجدين بالخيمة لحراسة الدواب (جمال، وأغنام). أسفرت جهود فريق البحث المُشكل بمشاركة قطاع الأمن العام والإدارة العامة لمباحث الجيزة عن أن وراء ارتكاب الواقعة "شخصين" لوجود خلافات سابقة بين أحد المتهمين وأحد المجنى عليهم. وعقب تقنين الإجراءات تم استهداف المتهمين وتبين أن المتهم الأول محجوز بأحد المستشفيات إثر تعرضه لحادث انقلاب بسيارة خاصة بأحد المجنى عليهم، كما أمكن ضبط المتهم الثاني.. وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بالاشتراك مع المتهم الأول لوجود خلافات له مع أحد المجنى عليهم، واتفاقهما على التخلص منه والاستيلاء على سيارته وبيعها وسلمه مبلغا ماليا.


وبتاريخ الواقعة تسللا للخيمة محل الحادث عقب استغراق المجنى عليهم فـى النوم وتعدوا عليهم بقالب طوب وعصا "شومة" واستوليا على مبلغ مالى ثم أضرما النيران بالخيمة واستوليا على سيارة أحد المجنى عليهم ولاذا بالهرب بها حتى تعرضا لحادث انقلاب بالسيارة وإصابة المتهم الأول وقيام المتهم الثانى بالهروب.
تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات.