الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

إسقاط مؤامرة الإخوان لتسييس موسم الحج.. السعودية تقضى مبكرًا على أوهام مؤسس الجماعة بالتواجد فى أراضيها

شعيرة الحج
شعيرة الحج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في ظل أن المملكة العربية السعودية، تعد واحدة من أكبر وأهم دول العالم الإسلامي قاطبة، باعتبارها بلاد الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين في جميع بقاع الأرض، فإنه لا يكفي إلقاء الضوء على إجراءات المملكة ضد جماعة الإخوان، لكشف انتهازية هذه الأخيرة، وإنما يتعين أيضا البحث في الأسباب التي دفعت السعودية إلى لفظ الجماعة، ورفض منح تنظيمها أية فرصة للوجود على أراضي المملكة.
أحلام قديمة
ومن المعروف أن أحلام جماعة الإخوان بالوجود في السعودية، قديمة وممتدة إلى فترة نشأة الجماعة في عهد حسن البنا، لأن الأخير كان يريد أن يصنع لجماعته موطئ قدم على أراضي الحجاز، يمكنه من إيجاد تواصل من أفواج المعتمرين والحجاج الذين يتدفقون على الحرمين الشريفين كل عام، ليسهل عليه ترويج أفكاره وجمع الأتباع من كل بقاع الأرض.
وليس أدل على ذلك من حديث نائب وزير الشئون الإسلامية السعودي الأسبق، الدكتور توفيق السديري، الذي قال في مقابلة متلفزة إن حسن البنا، مؤسس تنظيم جماعة، كان يستغل موسم الحج لترويج أفكار جماعته، كاشفا عن أن البنا عرض خلال أحد هذه المواسم على الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود، إنشاء فرع للتنظيم بالمملكة، إلا أن طلبه قوبل بالرفض القاطع من الملك المؤسس الذي لم يقبل بمجرد النقاش حول هذا الأمر. 

وبالطبع اصطدم طلب البنا، بمبدأ سارت عليه السعودية منذ نشأة المملكة، ولم تحد عنه يوما، بل ويؤكد التاريخ أنها لن تحيد عنه وهو النأي بمواسم الحج عن أي جوانب سياسية، والتمسك بطابعه الديني، كموسم للرحمة والمغفرة والعبادة، دون اعتبارات أخرى أيا ما كانت. 
توسع فكرى
ويرى الدكتور عمرو عبدالمنعم المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية، أن مساعي جماعة الإخوان، منذ عهد زعيمها حسن البنا، للتوغل في السعودية، واستغلال موسم الحج، تعبر بوضوح عن انتهازية هذه الجماعة، ورغبتها في تحقيق أهدافها في التوسع الفكري، حتى ولو كان على حساب الشعيرة العظمى في الإسلام.
وأشار إلى أن ما أسقط هذه المؤامرة الإخوانية الرامية إلى تسييس الحج، هو فطنة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وتمسكه الشديد بالمنهج الوسطي الذي يعبر عن جوهر الإسلام، ورفضه للتحزب والتفرق، فضلا عن تمسكه بإنشاء الدولة الجديدة على أساس قاعدة المواطنة الصالحة، والتنافس لخدمة الوطن، بعيدا عن إيديولوجيات ورؤى خلافية، بحيث يتسابق الكل لخدمة البلاد، ويكون معيار المفاضلة الوحيد هو مقدار الالتزام بالأنظمة والقوانين، بغض النظر عن أي اعتبارات سياسية، أو مذهبية، أو جهوية، أو حتى مناطقية.
محاولات متكررة
وعلى الرغم من صلابة وقوة رد الفعل السعودي، الرافض لمحاولات حسن البنا الأولى، لاختراق المجتمع السعودية، والنفاذ منه إلى جميع المجتمعات المسلمة، فإن محاولات تنظيم الإخوان، في العصور التالية لم تتوقف، بهدف زرع أفكارها بين أبناء المملكة، وتجنيد بعضهم ضمن كوادر الجماعة، للاستفادة من التأثير السعودي على عقول وقلوب المسلمين باعتبارها أرض الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي، ومهد الانطلاقة الميمونة للرسالة المحمدية إلى العالم.
ونعود إلى الدكتور عمرو عبدالمنعم، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، الذي أكد أن وجود موطئ قدم للجماعة في السعودية على وجه الخصوص، كان حلما يراودهم لاقتناعهم بأنه إن تم لهم ما أرادوا فإنهم سيجنون مكاسب كبيرة، تتيح لهم مواصلة التخفي وراء عباءة بالدين والتخفِّي وراءه، إضافةً إلى أن هذه البلاد التي أكرمها الله بالعديد من الثروات والنعم يمكن أن تشكل موردا مثالياً لتمويل التنظيم ومساعدته على بلوغ أهدافه.
وألقى عبدالمنعم الضوء على محاولات الإخوان لاختراق المجتمع السعودي، والتسلل إلى قطاع التعليم، بهدف تمرير أفكارهم الشيطانية ضمن المناهج الدراسية، وتصوير رموزهم بصورة مثالية، وتقديمهم على أنهم المفكِّرون والعلماء، وقادة الأمة، وأن طاعتهم واجبة، إلى آخر تلك الأباطيل، التي مازالوا يروجون لها.
وأشاد عبد المنعم بالتحرك السعودي المستمر في سبيل مواجهة الفكر المتطرف الذي تروج له جماعة الإخوان، لا سيما في الفترة الراهنة، اعتماد على المحور الفكري، من خلال المدارس، والجامعات، بهدف تحذير الشباب من مغبة الوقوع في براثن هذا التنظيم المشبوه، وتفنيد أفكاره الضالة.
وحذر الدكتور عمرو عبد المنعم من خطورة جماعة الإخوان، مشيرا إلى أن مراجعة سيرتها وقراءة أفكارها، توضح أنها أشد خطورة من تنظيمي القاعدة وداعش، لأنها تزعم التوسط والاعتدال، وتتظاهر برفض التطرف والغلو، رغم أنها أول من روج لهذه الأفكار في انتهازية ونفعية بغيضة لا يقرها الإسلام، فكانت أول من أسس للعنف وترويج الأفكار متشددة، وأخطرها تكفير المجتمع، واستحلال دماء المخالفين، وأعراضهم وأموالهم.