نظمت مؤسسة «البوابة نيوز»، أمس الأحد، احتفالية لتأبين وتكريم الفنان التشكيلى الراحل حسن الشرق، تحت رعاية الكاتب الصحفى الدكتور عبدالرحيم علي رئيس مجلسى الإدارة والتحرير، وداليا عبدالرحيم على رئيس التحرير، بقاعة الشهداء فى مقر «البوابة نيوز».
تحدث فى الاحتفالية الفنان التشكيلى فتحي إدريس، والشاعر مينا ناصف، والمخرج السينمائى أحمد فؤاد درويش، ومن أسرة الفنان الراحل الفنان شادى حسن الشرق، والمستشار زين العابدين حسن، وربيع عبدالرحمن حسن، وأدار اللقاء الكاتب الصحفى سليمان شفيق.
فى البداية رحب الكاتب الصحفى سليمان شفيق، بالحضور الذى ضم كوكبة من محبى وعشاق الفنان الراحل حسن الشرق، وهم: الفنان التشكيلى فتحى إدريس، والمخرج السينمائى أحمد فؤاد درويش، والشاعر مينا ناصف، وشادى حسن الشرق نجل الفنان التشكيلى الراحل، وخالد عبد الرحيم العضو المنتدب بمؤسسة «البوابة نيوز» وهو امتداد للكاتب الصحفى عبدالرحيم على، قائلا: اليوم نحتفى بواحد من رواد الفن التشكيلى فى مصر، الذى رحل عن عالمنا تاركا إرثا فنيا كبيرا، مؤكدا أن قصر ثقافة المنيا آخر بوابة للفن والأدب بمحافظة المنيا وتظل موجودة.
خالد عبدالرحيم: تمنيت أن يكون بيننا اليوم لحضور هذا التكريم «الشرق» فنان ملهم وكل أعماله الفنية منفتحة على العالم
من جهته رحب خالد عبدالرحيم العضو المنتدب بمؤسسة «البوابة نيوز» بالحضور، وقال: «لم يحالفنى الحظ بمقابلة الفنان الراحل حسن الشرق، رغم تأجيل موعد المقابلة المحددة بيننا، نظرا لارتباطه بمعرض فنى جديد، حتى رحل عن عالمنا.
وتابع: تعرف والدى الكاتب عبدالرحيم على، على الفنان الراحل حسن الشرق منذ عام ١٩٨١ فى قرية صغيرة بالمنيا، فقد جمعتهما علاقة صداقة طويلة ومتبادلة، فنحن نتحدث عن فنان ملهم كل أعماله الفنية منفتحة على العالم فى وقت لا يتوافر فيه الإنترنت، فهو يمتلك أدواته ومدرسته الخاصة فى الفن التشكيلى، فتمنيت أن يكون بيننا اليوم لحضور هذا التكريم، آملين من نجله شادى حسن الشرق استكمال مسيرة والده الفنية.
فتحى إدريس: يتميز بأسلوب فنى راقٍ وأعماله تسودها الشفافية وقوة التعبير
وقال الفنان التشكيلى فتحى إدريس، تعرفت على الفنان التشكيلى حسن الشرق عام ١٩٦٩، وامتدت الصداقة بيننا طوال هذه المدة، وعندما نتحدث عن حسن الشرق نتذكر الشاعر أبو ربابة، والست الريفية، والموالد، وليالى الذكر، والأفراح، والاحتفاليات التى تتم فور عودة الحاج من الحجاز، فهو كان من المضافين والمجاملين لأبعد الحدود، فى كل المناسبات، فكان منزله ومرسمه مفتوحا على ضفتيه لكل الزائرين.
وأضاف إدريس، أنه واحد من الوجوه الجميلة والمحبة لكل من يعرفه، ومن العلامات البارزة فى الفنون التشكيلية فى محافظة المنيا، وصاحب مشوار فنى طويل، يتميز بأسلوب فنى راقٍ وأعمال تسودها الشفافية وقوة التعبير، بداية من الفكرة حتى تنفيذها، حيث اختار من السيرة الهلالية مواقف معينة معبرا أنها فى لوحاته التى تميزه عن غيره، وأيضا عمل على الأمثال الشعبية، والموالد، والتحطيب، وتجسيدها فى أعماله، فكان يرتكز فى لوحاته على المنظور الدائرى، ويمتلك رؤية فنية مميزة تنم على العبقرية، فأعماله نابعة من القلب وتصل للمتلقى والمتذوق بسهولة ويسر.
أحمد فؤاد درويش: ترك إرثًا فنيًا كبيرًا للأجيال و«إدريس» من أكثر العناصر المؤثرة فى فكر وتوجهات حسن الشرق
بدوره، وجه المخرج السينمائى أحمد فؤاد درويش، الشكر لمؤسسة «البوابة نيوز» على احتضانها لاحتفالية تأبين وتكريم الفنان الراحل حسن الشرق، والشكر أيضا للمهندس عاطف شتا، وكيل وزارة الثقافة الأسبق على حضوره هذه الاحتفالية.
وقال درويش، إن الفنان حسن الشرق، يتمتع بالطيبة وحسن الخلق، فهو إنسان خلقه الله منحة ربانية لشرق المنيا، مضيفا، أن الفنان فتحى إدريس من أكثر العناصر المؤثرة فى فكر وتوجهات الفنان حسن الشرق، ويتقبل ملاحظاته، واصفا البعض ممن يحملون اسم «أ.د» بالحالة المرضية، خاصة فى أكاديمة الفنون، وكانت سببا فى خرابها.
وأعرب الشاعر مينا ناصف، عن سعادته بالتواجد بين كبار المثقفين على المنصة الكريمة، قائلا: عندما علمت بخبر وفاة الفنان حسن الشرق وانتابتنى حالة من الحزن جعلتنى أتوقف على الكتابة حزنا.
واستعرض ناصف، بعض المواقف التى ربطته بالفنان حسن الشرق، منها عندما دعاه لأول مرة لحضور افتتاح معرضه ولم يتوقع حضره، إلا أنه تفاجأ بحضوره الافتتاح، ومشيدا بأعماله، فكان يدعوه من وقت لآخر بمرسمه ومتحفه إعجابا بموهبته.
وقال ناصف: «إذا كان زكريا الحجاوى نقل الموروث الشعبى للإذاعة، فأيضا حسن الشرق نقل الموروث الشعبى للفن التشكيلي»، مؤكدا أن الفنان حسن الشرق ابن عبقرية المكان، فلوحاته من أكثر اللوحات الفنية المعبرة عن السيرة الهلالية.
أسرته توجه الشكر لمؤسسة «البوابة نيوز» على الاحتفاء والتكريم
ومن جهته، وجه شادى حسن الشرق، نجل الفنان الراحل، الشكر للكاتب الصحفى الدكتور عبدالرحيم على، ومؤسسة البوابة نيوز، على هذه الاحتفالية.
وقال: «إن دعوتكم اليوم لى تمثل شيئا عظيما، بل إن الأحاسيس قد تماسكت بعضها البعض، فإحساسى بالحزن الشديد الذى أصابنى بوفاة والدى، والذى كان ويظل سببا رئيسيا ومصدر فخر واعتزاز لى وأسرتى، ومحافظته ووطنه مصر، فإحساسى بالسعادة والفخر لتكريمكم لشخصه الكريم، ذلك الرجل الذى أفنى حياته فى خدمة فنه، فقد عاش عاشقا له ومات محبا لترابها قالها ذات يوم سيكرمونى بعد وفاتى، فأنا أقولها بعدك، كرمت نفسك حيا، وكرمك ربك ميتا، وسيظل فنك يكرمك إلى أن تقوم الساعة، عشت حسنا ومت حسنا وستظل لنا قلبا ووطنا.. رحمة الله عليك يا أبي».
وأشار شادى، إلى وصية أبيه التى كتبها وعلقها فى غرفته، ولكن بعد مرور ٤٠ يوما على وفاته ستفتح الوصية ويتم تنفيذها، واستكمال مسيرته الفنية من خلال متحفه الذى يظل مفتوحا للزائرين ومتوارثا لأبنائه.
وقال ربيع عبدالرحمن حسن: «باسم أسرة الفنان الراحل حسن الشرق، أتقدم بالشكر والتقدير للكاتب الصحفى الدكتور عبدالرحيم على، رئيس مجلسى إدارة جريدة وموقع البوابة نيوز، والإعلامية داليا عبدالرحيم على، رئيس التحرير، وخالد عبدالرحيم، ولهذه المنارة الإعلامية، على هذه اللافتة الجميلة، فنحن اليوم نجتمع بهذه المنارة لأعلام مصر والشرق الأوسط البوابة نيوز من أجل تكريم أخي الراحل الفنان حسن الشرق.
وتابع: نحن نجتمع اليوم لتكريم الفنان العالمى حسن الشرق، والذى قد ودعنا ورحل، وحينما أتكلم عنه فأتكلم عن قطرة من فنه، ولكن أنحى نفسى جانبا أنى شقيقه، ولهذه الحالة الفريدة فى عالم الفن التشكيلى، فإنه الفنان الإنسان حسن الشرق، سأتحدث كمحب لفنه وتلميذا له، فإنه كرس حياته من أجل فنه الذى عشقه منذ نعومة أظافره، حيث حصل على الجائزة الأولى سنة ١٩٦٨ عن مجزرة مدرسة بحر البقر، والدكتوراه الفخرية، إنه كان موضوعا لعشرات رسائل الدكتوراه، أنه كان يمد يد العون لكل من يريده دون عناء أو كلل، إلى أن يرحل عن عالمنا، وتظل أعماله الفنية حاضرة فى أذهان الجميع.
وفى ختام الاحتفالية، كرم خالد عبدالرحيم العضو المنتدب بمؤسسة «البوابة نيوز»، كلا من: الفنان التشكيلى فتحى إدريس، والمخرج السينمائى أحمد فؤاد درويش، والشاعر مينا ناصف، والفنان التشكيلى الراحل حسن الشرق، وتسلم التكريم نجله شادى حسن الشرق، والدكتورة رانيا عليوة، المدير العام لقصر ثقافة المنيا، التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة.
مسيرة «الشرق»
الفنان التشكيلى حسن الشرق، من مواليد محافظة المنيا، ويعد واحدًا من الفنانين متعددى المواهب وقد أثرى الحركة التشكيلية المصرية والعربية بلوحاته التى عرضها حول العالم، فقد شارك فى معارض عالمية، وكانت البداية بمدينة شتوتجارت فى ألمانيا، ثم بعد ذلك فى فرنسا بمتحف اللوفر، ثم فى سويسرا وغيرها من البلدان الأوروبية، وأصدر الألمان كتابًا عن تجربته تحت عنوان «حسن الشرق والريف المصري».
وأقام حسن الشرق متحفًا فنيًا بمنزله فى تسعينيات القرن السابق على مساحة ألف وثمانمائة متر من ماله الخاص حيث باع ما يملك من أجل بناء هذا المتحف ليتحول إلى أيقونة وقبلة للسياح الأجانب من أوروبا، ضم ما يقرب من خمسة آلاف لوحة من لوحاته التى رسمها عبر تاريخه فى الفن التشكيلى وبعض الأعمال الفنية العالمية إلى جانب الكتب التى جمعها من سور الأزبكية.
وذكر الشرق فى أحد لقاءاته التليفزيونية أن من شجعه على الرسم هو مدرس مادة العلوم فى المرحلة الابتدائية، وذلك بعد أن رأى رسوماته على الحوائط، والمقاعد، فدفعه لرسم الوسائل والأجهزة التعليمية واللوحات العلمية المستخدمة فى شرح المادة وتوضيحها.
